الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: انتهى زمن المحادل وجاء زمن التمثيل الشعبي الأقرب للواقع وللحقيقة

الشيخ نعيم قاسم: انتهى زمن المحادل وجاء زمن التمثيل الشعبي الأقرب للواقع وللحقيقة
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في تخريج تلامذة مدارس المصطفى والبتول، في قاعة الجنان، ومما قاله

دور حزب الله في لبنان كان دورًا محوريًا في الاستقرار السياسي بالتعاون مع حلفائه وباقي الأطراف في لبنان، وهذا ما أدَّى إلى حماية لبنان خلال ست سنوات ونصف من أن تطاله سلبيات الأزمة السورية، خلافًا لتوقعات الكثيرين الذين كانوا يقولون بأن الأزمة السورية ستنتقل إلى لبنان، كنا نقول لهم: ذهبنا لنقاتل في سوريا لنحمي لبنان من أن تنتقل الأزمة إليه فلم يصدقوا وبثوا دعايات إعلامية كثيرة، وثبت في نهاية المطاف أن قتالنا في سوريا بالفعل حمى لبنان، وذكر البعض أن حماية لبنان كانت أشبه بالمعجزة، لا لم تكن معجزة كانت خيارًا صحيحًا اتخذناه من أجل أن لا يكون لبنان مسرحًا لحسابات الآخرين، وهذا ما يؤكد أن اللبنانيين إذا تعاونوا مع بعضهم يمكن أن يحموا بلدهم.

 

أما الدول الكبرى والإقليمية فهي تحاول أن تستخدم لبنان  من خلال جماعاتها لمصالحها حتى ولو خرَّبت لبنان، تارة من بوابة العقوبات، يعني العقوبات الأمريكية ماذا تستهدف؟ تستهدف مواجهة أولئك الذين يقاومون الاحتلال ويقاومون التبعية للغرب، لأنهم يريدون احتكار بلدنا، كذلك الاستدعاءات التي تجريها دول إقليمية من أجل ماذا؟ ليفرضوا نمطًا في المواقف وليحرضوا وليدفعوا الأموال من أجل مصالحهم هم وليس من أجل مصلحة لبنان. يريدون الأيادي التي تعمل تحت إشرافهم، نحن ننصح بتغليب المصلحة الوطنية لأنه لم يعد بالإمكان بعد الآن أن يتفرد بعضهم بتخريب البلد كرمى لعيون دول إقليمية أو دولية، هذا البلد تتحرر بالدماء والعطاءات جنوبً وشرقًا من الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال التكفيري ولا يمكن أن نقبل بعد هذا التحرير أن يكون لبنان لعبة في يد أمريكا أو إسرائيل أو بعض الدول العربية أو أي جهة من الجهات التي تريد أن تعبث بلبنان.

 

تسمعون اليوم تهديدات كثيرة لنا كحزب الله وللبنان، هذه التهديدات تتهاوى عندما نعزز وحدتنا، وعندما يكون هناك تماسك لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وعلى كل حال الانتصارات المتتالية التي تحققت في منطقتنا هي السبب الذي جعل صوت ترامب وأمريكا خاصة يرتفع علينا كثيرًا، ويرتفع صوته من الانتصارات التي تحققت، وستتحقق انتصارات أكثر فأكثر.

 

بعد عدة أشهر يحين موعد الانتخابات النيابية، نحن متحمسون جدًا لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وهي فرصة لمرحلة جديدة في حياة وتاريخ لبنان، لا شيء يمنع من إجرائها في موعدها، خاصة أن هيئة الإشراف قد شُكِّلت والموازنة قد صُرفت والقانون النسبي موجود، وبالتالي نحن نعتبر أن الانتخابات النيابية انطلقت في طريقها الصحيح.

 

ميزة قانون النسبية أنه يأتي بأولئك الذين لهم حيثية وتمثيل بين الناس، يعني لا يمكن بعد اليوم أن نرى خشبة نيابية، ولا يمكن أن تحمل لائحة نائبًا لا صوت له ولا صورة ولا قدرة ولا تأييد، كل واحد سينجح بالانتخابات النسبية يجب أن تكون له حيثية وتأييد لعدة آلاف وأحيانًا عشرات الآلاف في منطقته، على هذا الأساس إذا كان البعض يفكر أن يخوض الانتخابات النيابية على قاعدة التحريض الطائفي أو المذهبي فهذا لا يقدم ولا يؤخر، فلا أحد سيحصل على أصوات إضافية من خلال التحريض، ولا يمكن أن ينجح إلاَّ إذا كان له حيثية شعبية، لديك ناس تؤيدك ستؤيدك أسأت الخطاب أو أحسنته، فأحسن الخطاب من أجل التحالفات ومن أجل أن نبني البلد بدل أن تثير البلبلة والضوضاء وأنت لن تستفيد منها إلاَّ الإساءة، لقد انتهى زمن المحادل وجاء زمن التمثيل الشعبي الأقرب للواقع وللحقيقة، وطبعًا اختبار قانون النسبي اختبار قوي وكبير في آنٍ معًا.