الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: ولى الزمن الذي تعتدي فيه إسرائيل وتأمن جبهتها الداخلية / الحفل لمناسبة عيد المعلم

الشيخ نعيم قاسم: ولى الزمن الذي تعتدي فيه إسرائيل وتأمن جبهتها الداخلية / الحفل لمناسبة عيد المعلم
ولى الزمن الذي تعتدي فيه إسرائيل وتأمن جبهتها الداخلية

الكلمة التي ألقاها في الحفل الذي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله لمناسبة عيد المعلم في مجمع المجتبى في 2017/3/9


ومما جاء فيها:

أولاً:

أعلن حزب الله منذ عدة سنوات أنه مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، هذه السلسلة التي تراعي المطالب المختلفة بعدل ومنطق من أجل أن نصل إلى خاتمة صحيحة وسليمة ومن أجل أن يتم اقرار هذه السلسلة. اليوم لسنا مع تأجيل السلسلة ولا مع التسويف ولا مع إثقالها بمطالب تطيرَّها.

نحن مع الإتفاق على القواعد التي تشكل الثوابت الأساسية والضرورية والواجبة لإقرار السلسلة، كي تخرج من أدراج اللجان المشتركة لمصلحة إقرارها في الهيئة العامة في المجلس النيابي، وكما علمت من نقاشات اليومين الماضيين يبدو أن الأمور إيجابية لأن النقاش يسري بموضوعية، وأنا أعتبر أن إخراج السلسلة إلى القرار إنجاز حقيقي علينا أن لا نعيقه وأن لا نقبل بأي ذريعة للتعطيل والتأخير طالما أن الثوابت والقدرات واضحة .

ثانياً:

إذا أردنا أن نتحدث عن قانون إنتخاب عادل فالنسبية هي المقاربة الوطنية الفعلية العادلة لقانون الانتخابات، وأي قانون آخرلا يعتمد على النسبية ستكون فيه ثغرات كثيرة وللأسف أغلب النقاشات التي جرت في الماضي كانت مبنية على قوانين ترضي زعماء الطوائف ومراكز النفوذ على قاعدة أن طوائف تأخذ حقوقها إذا أخذ المتنفذون هذه الحقوق وهذا الأمر خاطئ، النسبية تعطي بنسبة الثقل الذي يمثله كل طرف أو كل جماعة داخل الطائفة وفي داخل الوطن لأن المقاعد النيابية موزعة على الطوائف وعلى الوطن. نحن فسحنا المجال أمام نقاش أي موضوع يمكن أن يقدَّم لنا مع إيماننا بالنسبية عندما نجد طريقة لتقريب وجهات النظر ونصل إلى النتيجة، لكن سأكون واضحاً معكم ليس المطلوب أن نوافق على قانون كيف ما كان مهما كانت التحديات والصعوبات، نعم لو أرادوا اليوم أن يدخلوا إلى النسبية فنحن حاضرون سواء كانت دائرة واحدة أو دوائر متعددة أو على أساس المحافظات أو ما شابه ذلك من النسبيات المختلفة، لكن أن ننجز قانون كيف ما كان فلا نستطيع أن نقبل، من هنا كل من يقول لكم أننا رفضنا قوانين يكون مخطئاً لأننا لم نرفض بل لم يقبلوا القانون الذي نريده وهو النسبية.

ثالثاً:

يبدو أننا سننسى تدريجياً أنه يوجد عدو حقيقي أسمه إسرائيل، إسرائيل تحاول أن تدخل إلى بلدان العالم وإلى الإعلام العالمي وإلى مجلس الأمن وإلى الأمم المتحدة بشعارات المظلومية والحق، فهي دائماً تعترض على حزب الله وإيران والمقاومة الفلسطنية أنهم لا يدعون إسرائيل ترتاح، وكأن إسرائيل لها حق أن تأخذ أرض الآخرين. وللأسف هناك دول تناصر العدوان الإسرائيلي وحتى من الدول العربية التي تتكالب على العدوان الإسرائيلي لأنها تريد أن تحافظ على عروشها، ولكن نحن علينا أن نصبر أن نقول ونبيِّن الحقيقة.

إسرائيل معتدية فهي التي أشعلت الحروب في المنطقة منذ 50 سنة حتى الآن، وهي التي قلبت المعادلة في منطقتنا وهي وراء داعش والنصرة وهي وراء تخريب سوريا ومحاولة تدميرها، وهي وراء التهديدات التي تتوالى من أجل إرباك البلدان وإهلاك الناس. يجب أن نعلن أن إسرائيل هي المشكلة، المحتل هو المشكلة وليس المدافع عن أرضه والمقاومة الشريفة النبيلة التي ضحت من أجل كرامتها ومكانتها.

لولا المقاومة لما تحرر لبنان، ولما خرج التكفريون خائبين، ولما تعطلت الفتن السنية الشيعية المتتالية على لبنان ولما كان هذا الإستقرار، ولولا المقاومة لما أنجزنا هذه الإستحقاقات، طبعاً في إطار منظومة متكاملة بشكل متقن في ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة بحيث لا فصل بين هؤلاء الذين يريدون الوطن على حساب الخصوصيات.

إسرائيل ترفع صوتها من أجل أن تصم الآذان وترفع صوتها من أجل أن تربح بإعلانها ما لا تستطيعه بقدراتها. ليكن واضاً ولى الزمن التي تصرخ فيه إسرائيل عالياً وتهدد فتربح بدون أن تقوم بأي اجراءات وولى الزمن الذي تعتدي فيه إسرائيل وتأمن جبهتها الداخلية، لقد انتهى زمن الحرب على أرض الغير وأصبحت إسرائيل تعلم تماماً أن أي حربٍ ستقوم بها ستدفع ثمنها باهظاً، فهي الخاسر الأول من أي عدوان تفكر فيه في أي وقت وفي أي لحظة .