لقد نقلت إيران المنطقة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في احتفال ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، في مجمع المجتبى(ع)، 11/2/2017م.
ومما قاله:
لقد كسرت إيران التبعية للغرب والشرق، وعززت استقلالها كعنوان من عناوين استقلال شعوب المنطقة، ودعمت مقاومة الشعوب المستضعفة التي واجهت الاحتلال الإسرائيلي وكل أنواع الاحتلالات في منطقتنا، واليوم قدمت الجمهورية الإسلامية الأمل لشعوب المنطقة والأمل بأن التغيير ممكن، وأن الاستكبار ليس قدرًا لازمًا، وأن بإمكاننا أن نصنع خياراتنا في مواجهة الظلم والاحتكار والاحتلال وصنع المستقبل.
لو أرادت دول الخليج أن تزدهر أكثر وأن تعيش مطمئنة أكثر، وأن تستثمر إمكاناتها وطاقاتها لكان عليها أن تتعاون مع إيران، التعاون مع إيران قوة للخليج وأمنه واستقراره ومستقبل هذه المنطقة بأسرها، إيران هي التي هزمت إسرائيل في إيران والمنطقة، وهي التي تحولت من شرطي الخليج بيد أمريكا لقهر الدول العربية والإسلامية إلى حامٍ لقضايا العرب والمسلمين، كيف لا يتعاونون معها وهي التي قدمت هذا الخير وهذه المكانة.
لطالما مدت إيران يدها إلى السعودية ودول المنطقة، تقول لهم: تعالوا من أجل أن نتعاون ونرى موارد الخلاف ونتفق على مستقبل هذه المنطقة ونحافظ على استقلالنا، لكنهم يرفضون دائمًا لأن أمريكا لا تقبل وإسرائيل لا تنتفع من هذه العلاقة، ومع ذلك ستستمر إيران في موقع مد اليد.
إيران تدفع ثمن وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتدفع ثمن وقوفها إلى جانب حزب الله ومقاومة العدو الإسرائيلي، وإلى جانب كل أحرار المنطقة والعالم، ولكنها مقتنعة بقيادة قائدها الفذ الإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه) أن تكون في موقع الخدمة والصدارة والعطاء والتضحية.
لقد نقلت إيران المنطقة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات، ومن عصر التحكم الدولي إلى عصر الاستقلال، ومن عصر التمهيد لإسرائيل إلى عصر التمهيد لدول عزيزة وقادرة ، واستطاعت إيران أن تتقدم في كل الميادين العلمية والثقافية والسياسية والأخلاقية والتربوية، إيران دعمت لبنان، وحزب الله يعتز بأن دعمه من إيران، ولكن إيران لم تطلب شيئًا لا من حزب الله ولا من لبنان، لقد أعطت ولم تأخذ، لقد منحت ولم تسترد، لقد بذلت جهودًا وأموالًا وسلاحًا وإمكانات لمصلحة استقلالنا وتحرير أرضنا دون أن تطلب أو تحصل على بدل، والواقع يشهد.