في لبنان إذا لم ينتج سلطة نيابية جديدة بقانون عادل قائم على النسبية فمسيرة الإصلاح تتعثر وستكون معقدة
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في افتتاح دورة ثقافية للهيئات النسائية – مجمع المجتبى(ع)، 14/1/2017م
ومما جاء فيها:
لقد نجح حزب الله في إعطاء صورة إسلامية ملتزمة ومشرقة من خلال المقاومة الإسلامية، وقتال التكفيريين، وحماية لبنان والمشاركة في بناء الدولة، واعتمد نص عمل ربما كان جديدا على كثير من السياسيين فكان الحزب الصادق في السياسة، وهذا الصدق مكرمة، وهذا الصدق مع جمهورنا أدَّى إلى أن يثقوا بنا وأن يقتنعوا بالخطوات التي نرسمها لهم وبالاستنتاجات التي نذكرها.
هذا الالتزام الديني لن يمنعنا أن نكون في صلب العمل الوطني وفي المعادلة المؤثرة في هذا البلد وفي المنطقة، والحمد الله لنا وجود سياسي ووجود مقاومة ووجود ثقافي واجتماعي وأخلاقي ونؤثر في الساحة وفي المنطقة، هذا كله من موقع الالتزام الديني وليس من موقع المصالح الآنية المؤقتة التي تغير الأفكار وتضيعها.
أمامكم نموذج التنشئة الإيمانية لأطفالنا وشبابنا، لقد ربَّى حزب الله الأجيال على الكرامة والتعاون مع الآخرين وعدم الإكراه في الدين، وعدم الإذعان للأجنبي، وهذه عناوين عظيمة من عناوين الإسلام الذي تربينا عليه، تأكدوا أن ما صنعناه شكلَّ نورًا حقيقيًا وفضيحة لأولئك الذين يدعون الإسلام بطريقة منحرفة، لولا حزب الله لما انكشفت داعش، ولولا نور عطاءات المقاومة لما انفضحت إسرائيل، ولولا التضحيات والجهاد على هذه التربية الإسلامية لما وصلنا إلى هذه المكانة العظيمة من التغيير.
ليكن معلومًا، في لبنان إذا لم ينتج سلطة نيابية جديدة بقانون عادل قائم على النسبية فمسيرة الإصلاح تتعثر وستكون معقدة، لأنه لا يمكن الاعتماد على الصيغة الموجودة حاليًا من ناحية الانتخابات، ولا يمكن الاعتماد على تكرار الطاقم الحاكم نفسه، ويجب إعطاء فرصة للشباب وللآخرين، وبكل الأحوال نحن أعلنا مرارًا وتكرارًا أن يدنا ممدودة للجميع على قاعدتين: المقاومة والمواطنة، من يقبل أن يعمل معنا على قاعدة مقاومة إسرائيل والتكفيريين ومن يقبل أن يبني الوطن معنا بتكاتف فنحن حاضرون إلى آخر الطريق.