ساهمنا وسنساهم دائمًا بما يساعد لبنان على النهوض
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام في مجمع سيد الشهداء، في الليلة الثانية من محرم الحرام1438هـ، 3/10/2016،
وأبرز ما جاء فيها:
لبنان محكوم بالتوافق، وأي فريق يفكر بأن يهزم الأفرقاء الآخرين لن يتمكن من السير بلبنان نحو خلاصه، يجب أن نتفاهم وأن نتعاون مع بعضنا، وأن نقرِّب المسافات، التوافق يعني التنازلات المتبادلة في التفاصيل لمصلحة الأمور الكبرى. هذه مكرمة أن نتفاهم وأن نتنازل عن بعض الأمور الصغيرة، وليست مكرمة أن نحاول تخريب ما يمكن أن نبنيه معًا بتوافقنا.
نحن نؤيد كل ما يؤدي إلى بناء لبنان وإنجاز الاستحقاقات وعمل المؤسسات وانتظام الدولة، لقد ساهمنا وسنساهم دائمًا بما يساعد لبنان على النهوض.
الحمد لله، تخطى لبنان في السنوات الخمس الماضية أكبر الأخطار التي واجهته، وهو خطر انتقال النار السورية إلى لبنان، وذلك ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، والتضحيات التي بُذلت، وكشف الشبكات الإرهابية، وتحرير القرى المحاذية للبقاع، وتعاون الأجهزة الأمنية والجيش، وتعطيل قدرة حماة التكفير والفوضى وذلك بكشف جرائم من يحمونهم، وفضح زيف ادعاءاتهم. فقد التكفيريون أي سند في لبنان، الآن لا يتجرأ أحد أن يقف ويقول: أنا مع التكفيريين، كما كان هناك جماعات مع إسرائيل، اليوم لا يتجرأ أحد أن يقول أنه مع إسرائيل، هذا انتصار وعظمة أن تصبح إسرائيل والتكفيريون لعنة وأن لا يتمكن أحد من أن يدافع عن هؤلاء وإلا وُصِم بوصمتهم التي تحمل العار، والذي أوصلنا إلى هذا المقام هم رجال الله على الحدود، ونساء المقاومين المجاهدين والشرفاء الذين عملوا ليحموا الداخل وليربوا الأولاد على طاعة الله، فكانت عظمة الانتصارين ضد إسرائيل وضد التكفيريين.
لبنان نموذج للانتصارين على إسرائيل والتكفيريين، وأداء المجاهدين وجيشه وشعبه قدوة لأحرار العالم، وقد تبيَّن أن الدول الكبرى والأمم المتحدة والدول الإقليمية لا تحمي سيادة الدول ولا تحمي شعوبها، المقاومة التي تتكل على ربها وتضحي في سبيل الله والأرض والحرية والكرامة هي التي تعيد الأرض وقد أعادتها.
لقد حقَّقت المقاومة توازن للردع مع إسرائيل باقتدائها بالنهج الحسيني، ويعرف القاصي والداني أنَّ رجال الله ثابتون ومجاهدون ومنصورون، وعندما يعمل رجال للحق ينتصرون، وعندما يعمل شعب للحق ينتصر بإذن الله تعالى.
إيران اليوم نموذجٌ مميزٌ في المنطقة، وهي مفخرة نتبرك بعطاءاتها، لقد تقدمت علميًا، وحمت بلدها، وازدهرت، وصمدت أمام المؤامرات، وواجهت حرب الدول عليها من خلال حرب العراق لثمانِ سنوات، ووقفت في مواجهة العالم وثبتت حقها النووي السلمي، وهي الآن شامخة من موقع الاقتدار تمد يدها إلى العرب وإلى المسلمين وتدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، لا تريد من أحد شيئًا وإنما تعلم أن دعم طريق الحق، هو دعم لخيار المقاومة وهو نصرٌ للجميع.
إيران نموذج حسيني، وهذا يزعج البعض ولكن نحن نصف ما نراه بأعيننا، كل من واجهها خسر وأصيب بالخزي والهلاك.
محور المقاومة اليوم يواجه تحديات كبرى، ولكنه صاحب حق يدافع عنه رجال أشداء، ونحن مطمئنون لانتصاره، لاحظوا المحور المعادي للمقاومة يتعثر ويرتبك ويرتكب الجرائم ويكذب، ويخدع وينهار ويصاب بخسائر فادحة، ولن يطول الوقت لنرى مآسيه، وهو محور مفكك ومتناحر. الحمد لله الذي جعلنا في محور المقاومة، محور الحسين، محور زينب، محور الحق ضد الباطل، وسنبقى متمسكين بركائز الموقف الحسيني.