الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: أمريكا هي المشكلة وليست الحل / حفل تخريج تلامذة ثانوية المصطفى(ص)

الشيخ نعيم قاسم: أمريكا هي المشكلة وليست الحل / حفل تخريج تلامذة ثانوية المصطفى(ص)
أمريكا هي المشكلة وليست الحل

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج تلامذة ثانوية المصطفى(ص)- البريفيه – قاعة الجنان 22/9/2016م، 

وأبرز ما جاء فيها:


تناوب على لبنان رعاة دوليون وإقليميون، وكانوا دائمًا يفرضون شروطهم وتوجيهاتهم على لبنان ويديرونه كما يريدون، ويضعون هذا الزعيم هنا ويسقطون الزعيم الآخر، يرفعون البعض ويحطمون البعض الآخر، يبرزون قوى ويسقطون أخرى بحيث أن لبنان تأسس على واقع أليم جدًا وهؤلاء كانوا حريصين دائمًا أن يبثوا الفتن والمذهبية والطائفية حتى يبقى الجميع ضعفاء يعودون إليهم. اليوم مع غياب الراعي الدولي والإقليمي الذي كان يلعب باللبنانيين كأحجار شطرنج برزت القوى بطريقة طائفية ومذهبية متصارعة، تتصارع بطريقة غير ملائمة وغير مناسبة و كلٌّ يشدُّ القرص إليه وكأنَّ لبنان لم يبلغ الرشد بعد.

بإمكاننا أن نكون واقعيين فنربح لبنان ونربح أنفسنا، إذا تصرفنا بثلاثة موارد بشكلٍ صحيح: 

أولًا: يجب أن يعترف الجميع أنه لا توجد جهة في لبنان قادرة على الاستئثار وحدها، وأن الطائف لا زال ضابط الإيقاع المناسب والملائم لمتابعة القوى المختلفة وضع الانتظام ضمن القوانين المرعية الإجراء في لبنان.
ثانيًا: علينا أن نبحث عن المكاسب الوطنية لا الطائفية وهي في الواقع مفيدة للجميع ومؤثرة على مستوى الجميع وأمثلة على ذلك: التحرير ينعكس على كل لبنان، فلنكن مع تحرير الأرض، إقرار سلسلة الرتب والرواتب ينعكس على جميع المواطنين، مواجهة الفساد ينعكس على جميع المواطنين، إذًا نستطيع أن نستطيع أن نختار عناوين ونعمل عليها لتكون عناوين وطنية عامة.
ثالثًا: ضرورة الوحدة والاجتماع على ما يعزِّز وحدتنا وعلاقاتنا مع بعضنا، وأبرز مسار يعزز الوحدة اللبنانية هو إنتاج قانون انتخابي عادل وأن يعمل القضاء بنزاهة وأن نتصرف على قاعدة أننا نعيش معًا.

عندما تمَّ الانتخاب للمجلس النيابي على أساس قانون الستين تمَّ إنتاج صيغة معينة للمجلس النيابي وقوى سياسية موزعة في هذا المجلس ضمن كتل نيابية مختلفة، لقد أنتج قانون الستين التمثيل المنتفخ في المجلس النيابي، بعض الكتل وهي كثيرة ولكن هؤلاء قسم منهم لا يمثلون وإنما جاؤوا بالبوسطة لهذه الكتلة أو تلك، وبالتالي تمثيل الكتل ليس دقيقًا بحسب الواقع الشعبي، وهذا ما جعل بعض الرؤوس تحمى ومراكز القوى أيضًا بحسب هذه الرؤوس تعيش هذه الحالة، هذا الآن لم يعد ثابتًا، وحتى قانون الستين  لم يعد قادرًا على إنتاج ما هو موجود اليوم، مع العلم أنه قانون أثبت فشله وعدم عدالته، لدينا الآن فرصة متاحة أن نغير قانون الانتخابات، وأن ننتج قانونًا عادلًا على أساس النسبية وإلاَّ ضاعت الفرصة على الأقل لست سنوات قادمة وإذا ضاعت الله أعلم ماذا يتراكم وكيف تتآكل الأمور وسنصل إلى نتاج أسوأ فأسوأ، أما قانون الانتخاب العادل يثبت خيارات صحيحة.

لقد تعمد الطيران الأمريكي في سوريا أن يقصف مدينة دير الزور كرسالة عن عدم رضاه على التقدم الميداني للدولة السورية وجيشها وحلفائها، وإشارة إلى الدول الحاضنة للتكفيريين أن أمريكا حاضرة أن تتدخل لتمنع دولة سوريا من أن تقوم أو أن تنجح.

أمريكا تقتل، أمريكا تكذب، أمريكا تعطل الحلول، أمريكا تدعم إسرائيل، أمريكا هي المشكلة وليست الحل... يجب أن نبقى حذرين من كل ما تقوله أو تفعله أمريكا لأنها حقيقة الشيطان الأكبر، ولكن هل يعني هذا أن نقف مكتوفي الأيدي؟ لا فأمريكا ليست قدرًا لازمًا، وأكبر دليل ما حصل في عدوان تموز سنة 2006، قرار الحرب في تموز كان قرارًا أمريكيًا نفذته إسرائيل، ونجحت المقاومة في أن تُسقط هذا المشروع، وكل تداعيات المنطقة اليوم من نتائج نجاح المقاومة في حرب تموز ونجاح معادلة الجيش والشعب والمقاومة في الانتصار على أمريكا، يعني أنه بإمكاننا أن نغير المعادلة ولكن علينا أن نعرف من هو عدونا ومن هو صديقنا.