لولا هذا الاتجاه المؤمن المقاوم لانتشر التيار التكفيري في كل المنطقة
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل اختتام الدورة القافية التي اقامتها الهيئات النسائية في حزب الله تحت عنوان "أمير النهج"في مجمع المجتبى(ع)،
وأبرز ما جاء فيها:
بمنهج المقاومة هزمنا إسرائيل، وبمنهج المقاومة حققنا إنجازات عظيمة ومهمة، وبمنهج المقاومة استطعنا أن نعيد الثقة إلى أمتنا بأن فيها من القدرات والإمكانات والمستقبل ما يجعلها قادرة على أن تحكم نفسها وتمتلك حريتها وتربي أجيالها كما تريد وتقتنع.
ولكن هذا المنهج الأصيل أغاظ الكفار والمنافقين والمشركين، فبدأوا بالمؤامرات علينا من اللحظة الأولى ونعتونا بالإرهاب ونحن مقاومة، وضيقوا علينا ونحن في أرضنا وبين أهلنا، وحاولوا القيام بعمليات إجرامية كثيرة بأيادٍ مختلفة وألوان مختلفة، لأننا نريد تحرير أرضنا ونريد استقلالنا وحريتنا. كنا دائمًا في موقع المعتدى عليه، وكانوا دائمًا في موقع المعتدي والمجرم، بدأوها مع إسرائيل التي لم تترك طريقة إلاَّ واستخدمتها للقضاء على المقاومة، خاضت ضد المقاومة حروبًا أربعة: تموز 1993، نيسان 1996، والمعارك المستمرة إلى التحرير سنة2000، وعدوان سنة 2006م، وفي كل مرة كان يخرج فيها حزب الله أقوى لأنه صاحب حق.
تعبت إسرائيل من المواجهة ولكنها تخطط دائمًا لمواجهة جديدة، وكنا نقول لإسرائيل: أن تخططين وتعملين ونحن نخطط ونعمل، لن نتراجع ولن نستسلم، وما دمنا بعنا جماجمنا لله تعالى فإننا حاضرون في الساح ونحمل السلاح ونقاتل لتحقيق الأهداف المشروعة في التحرير والاستقلال ومستقبل الأجيال.
هناك من شارك إسرائيل من البداية وهو أمريكا التي لم تترك فرصة إلاَّ وضيقت بها علينا، عملوا على إسكات صوتنا، لم يتحملوا كلمات من المنار على الأقمار الصناعية في أمريكا أو في بلدان أخرى، هم يضيقون علينا من خلال الكلمة لأنهم لا يتحملون أن نسترد حقوقنا ونصنع مستقبلنا، ولكننا سنستمر وسنتابع وسنهزمهم إن شاء الله تعالى.
ثم جاءت جماعة التكفير من كل حدبٍ وصوب، تارة بالعنوان المذهبي، وأخرى بعنوان إقامة دولة خاصة بهم، وثالثة بعنوان إمارة، ورابعة أنهم أصحاب حق، ليعيثوا في الأرض فسادًا، قلنا للعالم: التكفير ضدكم جميعًا، لم يقبلوا ولم يصدقوا، اعتقدوا أن بإمكانهم استخدامهم ضدنا فيربحون ونخسر، ولكن بحمد الله تعالى أوقعنا هزائم كبيرة في مواجهة هؤلاء التكفيريين، وأقول بصراحة: لولا هذا الاتجاه المؤمن المقاوم لانتشر التيار التكفيري في كل المنطقة، وببركة هذا الجهاد وهذا الصمود استطعنا أن نضع لهم حدًّا وإن شاء الله سيكونون إلى زوال.
ثم جاءتنا السعودية لتكشف عما يدور في خاطرها وتحاول أن تواجهنا بالمباشر ونحن ندافع عن أنفسنا، إذًا ليست المرة الأولى التي يُعتدى علينا، ولا هي الجهة الوحيدة التي تعتدي علينا، للأسف جهات كثيرة حاولت أن تعتدي على حقنا وعلى شعبنا وعلى مستقبلنا، صمدنا طويلًا على أساس أنهم أشقاء، وتحملنا الكثير وغضينا النظر وهربنا من الفتنة بكل أشكالها، وكنا نتلقى الاتهامات والسهام والمؤامرات بل والمتفجرات، كنا نعتقد أن هذه الطريق تساعد على أن يعودوا إلى رشدهم وأن نتعاون معهم، وفي النهاية الأقربون أولى بالمعروف وضرورة أن نتعاون لمواجهة التحديات الكبرى، لكن الأمر لم يتوقف ومنذ حوالى سنة تقريبًا الأمر لم يعد يحتمل عندما بدأ العدوان على اليمن فصرخنا بتوصيف ما فعلوا، وتبين أن صراخنا أكثر إيلامًا من أي شيء يواجههم، لأننا كشفنا الحق وبيَّنا الظلم، لذلك بدأوا بالمواجهة اليوم لإسكات هذا الصوت ولكنهم لن يسكتوه، سنصرخ دائمًا وسنتحدث عن حقائقهم دائمًا وسنبقى في موقع الدفاع المشرف الذي يكشف الظلم والانحراف، وكل الناس تعلم ماذا فعلت السعودية في لبنان: هي التي عطّلت الرئاسة، كانت الاتفاقات قائمة على أساس أن الرئاسة ستنجز منذ حوالى سنة تقريبًا، فصدر الأمر السعودي برفض الرئيس المقترح، واستمر دائمًا هذا الاتجاه، هم الذين ساهموا في التحريض في لبنان، هم الذين يوجهون جماعتهم ليتكلموا ضدنا وليقفوا ضدنا، ونحن نقول: اليد ممدودة لنتعاون في الداخل ولن نقبل أن نكون مستزلمين عند أحد.
في كل الأحوال هذه المعركة خاسرة للسعودية، وأن تقوم بحشد كل هذه الإمكانات ضد حزب الله هذا يعني أنهم في قمة الإفلاس وأننا حققنا نجاحات كبيرة بحمد الله تعالى، وهذه المعركة هي معركة رابحة لنا إن شاء الله تعالى، لأننا على الحق والله مع الحق ولا بدَّ للظالم أن يسقط وللمظلوم أن ينتصر.