نحن مطمئنون أن خيارنا في القتال في سوريا خيار صحيح وصائب ولا بديل عنه
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الثالثة من محرم الحرام 1437هـ، 16/10/2015، في حسينية الهادي (ع) في الأوزاعي.
وأبرز ما جاء فيها:
نحن مطمئنون أن خيارنا في القتال في سوريا خيار صحيح وصائب ولا بديل عنه وأن النتيجة التي حصلت ممتازة جدًا لأنها منعت إسقاط الدولة السورية المقاومة، وجعلت منطقتنا في أمنٍ وسلام لم يكن ليحصل كل هذا الأمر لولا هذه المواجهة وهذا القتال، أما الشهداء فشرف وعزة وكرامة ونحن نفتخر ونعتز بهم. لا يقولنَّ لنا أحد لماذا يذهب من عندنا شهداء؟ فليقل لنا أولًا ما الذي عنده هو؟ ما هي النتيجة التي أعطاها للبنان؟ نحن أعطينا للبنان العزة والكرامة والمعنويات، نحن أعطينا للبنان الإستقرار الأمني والقوة التي تجعله محترمًا في العالم، نحن أعطينا للبنان الحماية من إسرائيل حتى لا تدخل في أي وقتٍ تشاء، ما الذي أعطوه للبنان؟ لم يعطوه غير الكلام ، هم يريدون لبنان سيداً حراً مستقلاً ويعتقدون أن السيادة نحصل عليها دون تضحيات وعطاءات. نحن فخورون بهؤلاء الشهداء، وسنستمر في سوريا ما دام الأمر يتطلب ذلك، ونحن نعلم أننا سنقدم التضحيات ونقبل هذه التضحيات كثمن لا بد منه مقابل الإنتصارات العظيمة التي ستتحقق إن شاء الله تعالى . نحن أبدًا لن نتخلى عن خيارنا، نحن مستمرون في هذه المواجهة .
هل يمكن أن يستقر الإحتلال الإسرائيلي في المنطقة مع وجود المقاومة، أبدًا. لولا المقاومة في لبنان وفلسطين لما كانت تهتز إسرائيل، اليوم نلاحظ أن إسرائيل تعيش إرباك من أولها إلى آخرها بسبب الفلسطنين الشرفاء الذين يقاتلون بالمدية والخنجر والسكين والدهس، اخترعوا وسائل جديدة وبدائية جداً، وأقلقوا إسرائيل في كل مكان من الأمكنة، والسبب الأساس أن لديهم إرادة المقاومة والمواجهة وإقامة الحق ورفض الاحتلال، نحن نعتبر أن المسؤولية على الجميع، ولكن ماذا نفعل إذا تخلى الكثيرون عن مسؤولياتهم، الحمد لله أننا ساهمنا في المقاومة وطردنا إسرائيل وأرعبناها، وإلا فمن ال 2006 وحتى الآن لم تتجرأ إسرائيل على لبنان، هل هذا كرمى لعيون لبنان؟ لا والله، وإنما خوفًا من مقاومة حزب الله المصصمة على مواجهة إسرائيل حتى آخر نقطة دم من دون أن تسمح لإسرائيل أن تتمادى في عدوانها وغيِّها، فإما أن نكون أعزة في أرضنا وأحياء وإما نكون شهداء ونمنع إسرائيل من أن تدخل إلى ديارنا.
اليوم لبنان دخل في مرحلة الجمود، ومن كان حريصًا كان يجب أن يبحث عن طرق للحل، كما لاحظتم في الأيام الأخيرة كنا نعمل مع المخلصين في البلد للوصول لطرق للحل وبعض التسويات فيما يتعلق بالتعيينات الأمنية، جماعة 14 آذار توزَّعوا الأدوار حتى يُعطلوا الحل، نقول لهم قوموا بهذه التسويات البسيطة التي تُنجز وتنقل البلد إلى تحريك الحكومة تمهيداً لتحريك المجلس النيابي تمهيداً للانتخابات الرئاسية، هم لا يقدمون شيئاً، فإذا كانت تسوية صغيرة لم تنجح لإطلاق عمل الحكومة فهل تتوقعون أن ينجح انتخاب رئيس جمهورية في هذه الأجواء، ونحن نطرح أن يكون الرئيس قويًا مُعترفاً به بين جماعته وفي لبنان ويستطيع أن يقدِّم التزامات، وهم يريدون رئيسًا لا لون ولا طعم ولا رائحة له، من الصعب أن يحصل أي تقدم هكذا. لذلك يبدو أن لبنان سيدخل في غيبوبة لفترة من الزمن، وعلى كل حال نحن نعمل ما علينا ونكون إيجابيين، ونمدُّ أيدينا ولكن ماذا نفعل إذا كان الطرف الآخر لا يريد المساعدة.
إن شاء الله هذه المسيرة مستمرة ونحن في وضع جيد في كل المواقع التي نعمل فيها، وسنبقى على الخط المستقيم المقاوم حتى تحقيق الأهداف والله الموفق.