محور أمريكا وإسرائيل هو محور فاشل ويزداد فشلًا يومًا بعد يوم
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب المرحلة المتوسطة مدارس المصطفى(ص) والبتول(عها)، في قاعة الجنان طرق المطار، بحضور حشد من أولياء الطلاب، 8/10/2015م،
وأبرز ما جاء فيها:
المنطقة بأسرها في حالة غليان، وكل بلد من البلدان تُفتح فيها مشكلة لأي سبب من الأسباب وتحت أي عنوان من العناوين تبدأ التداعيات ولا تعود البلد كما كانت بل نصبح أمام فوضى ومشاكل وتعقيدات حقيقية وهذا يشمل كل المنطقة العربية تقريبًا.
المسارات النهائية في هذه المنطقة لم تُحسم ولم تُحدد بعد، فليس واضحًا كيف يكون الحل السياسي في سوريا ولا في اليمن، ولا كيف سيستقر العراق في نهاية المطاف، ولا وضع لبنان إلى أين نصل به، ولا الكثير من بلدان المنطقة، والمرحلة تتطلب وقتًا قبل أن تُحسم الخيارات المختلفة، ولكن محور المقاومة في أي موقع من المواقع في اللحد الأدنى هو صامد أمام التداعيات، وبالحد الأفضل يحقق بعض الإنجازات في أماكن مختلفة كما تحقق إنجاز الانتصار على العدو الإسرائيلي في تموز 2006 وقُهر هذا الجيش الذي لا يقهر، وكما فعلت إيران بالاتفاق النووي الأخير حيث جلست مع دول العالم الكبرى ليعترفوا بها دولةً ذات شأن، وكما حصل في سوريا حيث صمدت لحوالي خمس سنوات تقريبًا إلى الآن دون أن يتمكن المعادون من إسقاطها، وكما حصل في العراق فتحرر ثلث العراق من داعش ببركة هؤلاء المؤمنين الذين واجهوا في خط المقاومة، والآن تستطيع السعودية أن تدمر في اليمن أكثر وأكثر ولكنها لا تستطيع أن تقود اليمن أو أن تحسم اليمن أو أن تحقق أهدافها فضلًا عن الخسائر الكبيرة التي تحصل في صفوفها، هذا يعني أن محور المقاومة يصمد بالحد الأدنى ويحقق إنجازات عديدة في أماكن مختلفة، ولكن المحور المعادي محور أمريكا وإسرائيل هو محور فاشل ويزداد فشلًا يومًا بعد يوم.
لذا نحن نقول لشركائنا في لبنان: إذا كنتم تراهنون على الخارج فهذا الخارج لن يأتيكم بجديد لمصلحتكم، المسارات تتجه نحو مصلحة المقاومة، ولا يمكن أن تتجه لمصلحة الأطراف الأخرى المعتدية، والمراهنة على الخارج مضيَّعة للوقت لسببين: أولًا: لبنان خارج اهتمامات كل دول العالم، ثانيًا: المسار الآخر المعادي للمقاومة ليس في وضعٍ مريح ولا يستطيع أن يحقق الإنجازات التي يريدها. فإذًا الأفضل أن نلجأ إلى خياراتنا الداخلية وأن نتعاون مع بعضنا.
قررت روسيا أن تقصف بعدة غارات فانقلب العالم رأسًا على عقب، فيما التحالف الذي تقوده أمريكا قصف 3500 غارة خلال سنة وأكثر فلم نسمع صوتًا! لأنه في الحقيقة كانت غارات هذا التحالف حول تواجد التكفيريين لحمايتهم فقط، بينما الغارات الروسية هي مباشرة وتؤثر على مشروعهم. على كل حال نحن نعتبر أن تدخل روسيا في سوريا قد يساهم في تسريع الحل السياسي وهذا مطلبنا الدائم. وكنا دائمًا نقول: الحل في لبنان سياسي، والحل في سوريا سياسي، والحل في اليمن سياسي، أي منطقة لا يمكن أن يكون الحل فيها عسكريًا فجيب أن يكون سياسيًا. وعلى كل حال إذا يصرخ الطرف الآخر معترضًا فهذا دليل إيجابي على أن مسيرتنا صحيحة.
فرصة لبنان تتآكل يومًا بعد يوم في تفعيل المؤسسات، للأسف واحد من المسؤولين اللبنانيين يستطيع أن يعطل كل شيء، لأن كل مسؤول في لبنان عنده "حق الفيتو"، وبالتالي إذا كان البعض يظن أنه بذلك يصنع شيئًا هو مخطئ، ليست المكرمة في التعطيل وإنما المكرمة في تسهيل تعامل اللبنانيين بشكل إيجابي مع بعضهم حتى يفعلوا المؤسسات وإلاَّ هذه المؤسسات تتآكل يومًا بعد يوم والخسائر تقع على المواطنين للأسف.