داعش ليس قويًا بذاته، داعش قابل للهزيمة بعدة أشهر
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب معهد الآفاق في مبنى الأونيسكو – بيروت 2/10/2015.
وأبرز ما جاء فيها:
أثبتت الأحداث بأن تنظيم داعش وأخوات داعش من النصرة والقاعدة وما شابه هي صناعة أمريكية ورعاية أجنبية من أجل استخدام هذا الإرهاب التكفيري لتعديل خارطة المنطقة وإعادة توزيعها من جديد على مكونات مختلفة، وتكون كلها بأشراف وإدارة الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا اليوم. وقد أتى التحالف الغربي غلى العراق وسوريا بعنوان ضرب داعش لكن كان يريد تقليم الأظافر من أجل أن تبقى في إطار الأهداف التي رسمتها أمريكا وعملت عليها، وهم لا يردون لا إنهاء داعش ولا يريدون إنهاء هذه الوسيلة التي يستخدمونها لتعديل خارطة المنطقة، بدليل أنه أكثر من سنة ونصف من إنشاء التحالف وجدنا أن التكفيريين يزدادون في سوريا والعراق وقدراتهم تنمو ويأتون من كل مناطق العالم ليجتمعوا في هذه البقعة الجغرافية.
أمريكا اليوم قلقة من التدخل الروسي الجديد بالطائرات والأسلحة والقيام بعمليات عسكرية مباشرة في سوريا، وقد صمدت سوريا خلال ها الزمن لمدة خمس سنوات تقريبًا بفعل جيشها وشعبها ونظامها ودعم إيران المقاومة وكذلك استطاعت أن تسدد ضربات قاسية لمشروع أمريكا من خلال منع التكفيريين من أن يحققوا هدف إسقاط سوريا. كذلك استطاع الحشد الشعبي في العراق أن يطرد داعش والتكفيريين من حوالي ثلث الأراضي العراقية التي تم احتلالها من خلال هذا التنظيم ومن وراءه، ولذلك من الطبيعي أن نجد أمريكا قلقة وكذلك الدول الإقليمية الداعمة للتكفيريين.
ليكن واضحًا: داعش ليس قويًا بذاته، داعش قابل للهزيمة بعدة أشهر، ولكن داعش هو اليد الاستكبارية المدعومة عربيًا وإقليميًا ودوليًا، ولذلك إذا أردنا أن نحل هذه المشكلة علينا أن نقتدي بما حصل في لبنان، أن تكاتف الجيش والشعب والمقاومة في لبنان قطعت أيدي التكفيريين ولا زالت آثار إنهيارهم تتكشف يومًا بعد ولولا ذلك لما ارتاح لبنان من هذا المد التكفيري الذي أتى من مختلف أنحاء العالم، وبالتالي يسجل للجيش وللقوى الأمنية والمقاومة والشعب اللبناني هذا التكاتف وهذا النجاح في ضرب الإرهاب التكفيري في لبنان، وهذا نموذج يقدم للمنطقة.
يبدو أن لبنان ناجح في خسارة فرص الحل رغم أنه مرّت ظروف صعبة في المنطقة لكن بقي لبنان محيّدًا عن هذه الظروف، مع ذلك وجدنا أنه في كل مرحلة تطرح حلول معينة ومحاولات معينة لكن يجري تفشيلها ولا يستفيد لبنان من فرصة الاستقرارالسياسي والأمني الموجود فيه.
بكل صراحة نحن نحمل جماعة 14 آذار مسؤولية تعطيل الدولة في لبنان، ومسؤولية منع الحلول في لبنان بدءًا برئاسة الجمهورية ومرورًا بمجلس النواب ثم بمجلس الوزراء، أما رئاسة الجمهورية فالواضح إذا اردنا أن نختار رئيسًا له قدرة تمثيلية لا بدَّ أن يكون الرئيس قويًا، وهذا الرئيس القوي حاضر لعقد اتفاقات والقيام بالتزامات مع مكونات الشعب اللبناني الأساسية، وخاصة في موقع رئاسة الحكومة من أجل أن يكون هناك تماهي بين الرئاسات الثلاث في بناء البلد بشكل صحيح وع ذلك هم لا يريدون ذلك بل يريدون رئيسًا يختارونه على شاكلتهم فلا يستطيع أن يشكل إضافة بل يسيء إلى لبنان.
ثم بعد ذلك ما الذي جعل المجلس النيابي يتوقف عن الاجتماع؟ مرة تحت عنوان أن المجلس لا يستطيع أن يشرع من دون وجود رئيس، من أين أتت هذه البدعة، فالمجلس النيابي هو ممثل للشعب اللبناني وهناك قوانين وقضايا يحتاجها هذا الشعب وعلى المجلس النيابي أن يجتمع من أجل إقرارها، كل التشريعات يجب أن يقوم بها المجلس النيابي وليس تشريع الضرورة فقط إلى أن نتمكن من انتخاب رئيس أما أن نربط الأمور مع بعضها من أجل أن نعطل المجلس النيابي فهذا أمر غير صحيح.
نحن اليوم على أبواب انهيار الحكومة اللبنانية، لأن كل التسويات التي اقترحت من أجل معالجة عدم اجتماع الحكومة اللبنانية رفضها فريق 14 آذار مرة مجتمعًا وأخرى متفرقًا بتوزيع الأدوار، فهل يبقى بلد في بهذه الطريقة، عليكم أن تتجاوبوا مع التسويات التي شاركتم فيها من أجل أن تبقى الحكومة ونفكر كيف نحيي مجلس النواب وكيف نحل مشكلة الرئاسة.
في رأينا أن الحل في لبنان له طريقان: إما أن يتفق الأطراف على معالجات جزئية تنقلنا من حال إلى حال أفضل، فنعالج مشكلة الحكومة لتبدأ بالاجتماعات ثم نعالج مشكلة مجلس النواب ليعقد بعض الاجتماعات ثم نناقش معًا مسألة رئاسة الجمهورية لنصل إلى اتفاقات حول الموضوع فنجزأ المشاكل ونعالج ما نستطيع حتى نسير البلد، هذا طريق، والطريق الثاني تعالوا نعيد إنتاج السلطة من خلال انتخابات نيابية تغير كل الوجوه التي رأيناها ونراها، على أن يكون الانتخاب وفق قانون النسبية، بهذه الطريقة يختار الشعب الممثلين ويكون الاختيار صحيحًا، لأن الناس ستختار بملء إرادتها لا بواسطة المال والسيطرة وزعماء الطوائف ولا من خلال إلغاء أدوار كل الذين لا يملكون الأكثرية، وبهذا يأتي مجلس نيابي جديد وتكون الدورة قائمة من أجل الانتخابات للاختيارات المختلفة.
مشروعنا مشروع المقاومة، هذا المشروع منطقي وناجح، وهو مبني على دعائم ثلاثة: الاستقلال عن التبعية، والتحرير للأرض المحتلة، ومواجهة الإرهاب التكفيري. في المقابل المشاريع المطروحة مشاريع تبعية واحتلال وتكريس الحضور التكفيري. ونحن نرى نجاحات حقيقية لهذا المشروع وندعو إلى أن يلتحق المتخلفون بالركب قبل فوات الآوان.