اليوم يقرُّ العالم بشرقه وغربه أن الحلول في سوريا لا يمكن أن تتم إلاَّ مع الرئيس بشار الأسد
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب معهد الرسول الجامعي، طريق المطار 28/9/2015م
وأبرز ما جاء فيها:
حزب الله يعمل من أجل الإنسان ومن أجل المستقبل والأجيال، وبالتالي عندما يقاتل إسرائيل إنما يقاتلها لأنها معتدية ولأنها تريد أن تسلب حق الإنسان في بلدنا وفي منطقتنا. حزب الله يحاول أن يعيد الحق إلى نصابه، يحاول أن يعيد الكرامة والمعنويات والعزة، والحمد لله تعالى تقدمنا خطوات كثيرة في هذا المجال، واستطعنا أن نقدم نموذجًا رائدًا ورائعًا، وأنتم تعلمون أننا لا نقصر في خدمة الناس حيث نستطيع ذلك، ولكن بطبيعة الحال نحن لسنا بديلًا عن الدولة، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤولياتها الكاملة فنحن نسد الثغرات ونساعد ونقدم بعض ما يمكننا أن نقدمه. وهذا الذي نقدمه هو الذي حمى الساحة من كثير من التداعيات التي كان يمكن أن تحصل.
نحن نلاحظ اليوم التمادي الإسرائيلي في الاعتداء على الأقصى، والسبب المركزي لهذا الاعتداء المتكرر هو انصراف العرب والمسلمين إلى قضايا جانبية أو إلى مشاكل أوجدتها إسرائيل، ولو جعل هؤلاء أولويتهم قتال إسرائيل وتحرير فلسطين والقدس لما تجرأ أحد علينا أو أن يتصرف بهذه الطلاقة. في كل الأحوال يجب أن نصرخ ونرفع أصواتنا، يجب أن ننتقد وندين إسرائيل المعتدية والمجرمة التي تنتهك الحرمات والمقدسات وتعتدي على الناس أطفالًا وشيوخًا ونساءً ليسمع العالم المستكبر المتواطئ مع إسرائيل، والذي يغطي إسرائيل ويشاركهافي جرائمها. يجب أن يسجل التاريخ أن أصواتًا خرجت من كل مكان، وفي الحد الأدنى هذه الأصوات إن لم تغيّر فهي تحرّك وتضع المسؤولية على من يجب أن يتحملوها، هذا فضلًا عن الدعم الذي يجب أن يُعطى للشرفاء الفلسطينيين الذين يواجهون بأجسادهم وحجارتهم هذا العدوان الغاشم.
سوريا اليوم في مرحلة جديدة، في مرحلة إنهاء كامل المشروع المعادي لمصلحة مشروع جديد دعامته الرئيس بشار الأسد، وليكن واضحًا: لولا الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري والشعب السوري وهذا التماسك والصبر والقتال والإلتفاف والصمود لما استطاعت سوريا أن تواجه هذه الحملة الكونية الآثمة التي استمرت لخمس سنوات تقريبًا، نعم نحن ساعدنا سوريا، ولكن هل كانت المساعدة لتنفع لولا أنهم أهلٌ لذلك؟ ولولا أنهم وقفوا أساسًا لاستعادة الدور والمكانة لسوريا؟ هم الأساس. اليوم يقرُّ العالم بشرقه وغربه أن الحلول في سوريا لا يمكن أن تتم إلاَّ مع الرئيس بشار الأسد، هذا الاعتراف ليس مكرمة لهم إنما هو اعتراف المهزوم، واعتراف الذي لا يستطيع أن يصنع شيئًا في سوريا من دون قيادتها وشعبها وجيشها الذين صمدوا وقاتلوا، حتى عندما تدخلت روسيا الآن بشكل مميز بسلاحها وإمكاناتها إنما تدخل لأن هناك من وقف على قدميه، ومن أجل أن تواجه العبث الدولي وخطر داعش الذي هو خطر على الجميع من دون استثناء.
نعم أصبح واضحًا: سوريا عصية على السقوط، سوريا المقاومة باقية، وعلينا جميعًا أن نبقى إلى جانبها لأن نجاح سوريا من نجاح مشروع المقاومة، هذا المشروع المتكامل الذي تتضافر جهوده وإمكاناته لمصلحة المستقبل.
لا يريدون انتخاب رئيس قوي للبنان لأنهم لا يريدون دولة قوية تلتزم الدستور وتحاسب وتسير وفق الضوابط والقوانين وتسأل وتقبل المساءلة، لا يريدون رئيسًا قويًا لأنهم يتأملون اللعب من خلال الرئيس الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة لينسحق أمام مشاريعهم الإقليمية والدولية على حساب لبنان ودولة لبنان، أما نحن فنجاهر بأننا نريد الرئيس القوي لأننا نريد الدولة القوية، لأننا نريد بناء لبنان على أسس متينة، لأننا نريد أن نتخلص من هذا الاصطفاف الطائفي الذي يحمي الفاسدين والمفسدين والمرتكبين، ونتحداهم بأن يقبلوا بناء الدولة القوية لأن دعامتها الرئيس القوي.
والأمر الآخر هم لا يريدون الانتخابات عن طريق النسبية، ويجاهرون بأن عدم موافقتهم عليها أنهم يخسرون، يعني أنكم تريدون نظامًا يأتي بكم تزويرًا بإرادة ما وخلافًا لما يريده الناس لتتربعوا على عرشٍ صنعتموه في غفلة من الزمن لتتحكموا برقاب البلاد والعباد وتغطوا الفساد والمفسدين. أليست الانتخابات أصلًا هي لتمثيل الناس؟! الاعتراض هو بما أن السلاح موجود لا نقبل الانتخابات النسبية، فكيف قُبِلت الانتخابات بالأكثرية والسلاح موجود؟ مع ذلك هذه الحجج لا معنى لها وإنما يطرحها البعض من أجل أن يقول بأنه تكلم فقط0 نحن ندعو إلى الانتخابات النسبية من أجل أن يمثل الناس جميع الناس سواء نقصت حصتنا أو زادت أو نقصت حصص الآخرين أو زادت، ما يهمنا أن يشعر الناس جميعًا أنهم ممثلون في المجلس النيابي ولا حل إلاَّ بالانتخابات على قاعدة النسبية.
أدعو جماعة 14 آذار إلى إعادة النظر بخياراتهم السياسية، وأقول لهم: لقد ملأتم سجلكم أخطاءً ولا زلتم تتابعونها، توقفوا قليلًا واملكوا الجرأة لأن تعيدوا النظر في مساراتكم التي أدَّت إلى هذا الفشل في داخل لبنان وفي الخيارات السياسية وحتى في النظر إلى القضايا الإقليمية المختلفة. آمل أن يتعظوا وإن كان عندي يأس من هذا الأمر لأن المأمور إقليميًا ودوليًا يصعب عليه أن يأخذ قرارًا جريئًا إلاَّ إذا تحرّر من هذا الإنتماء والتحرر يحتاج إلى أبطال، آمل أن يفكروا بأن يكونوا أبطالًا عندها نلاقيهم في كل شيء .