الكلمة التي ألقاها في الاحتفال التي أقامته الهيئات النسائية في حزب الله بماسبة ولادة الإمام الحسن (ع)في قاعة الجنان - طريق المطار.
ومما جاء فيها:
اليوم الإرهاب التكفيري إرهاب عالمي، وآثاره على كل الدول العربية والإسلامية والغربية، لا يترك من شره أحد، حتى ولو كان لديهم مجموعات صغيرة محدودة، لذلك هؤلاء يشكلون اليوم خطر عالمي وليس خطراً محلياً فحسب.
البعض يعتبر أن تدخلنا في سوريا هو الذي سبَّب مجيء هؤلاء إلى لبنان! ما الذي ذهب بهؤلاء إلى تونس وليبيا ومصر ودول العالم؟ هل كنا هناك حتى ذهبوا؟ هذا المنطق منطقٌ خاطئ، التكفيريون لا يحتاجون إلى مبرر وإنما يحتاجون إلى منطقة فراغ ليدخلوا إليها. ما فعله حزب الله أنه سدَّ منطقة الفراغ ومنعهم أن يأخذوا راحتهم وأن يتصرفوا كيفما يشاؤون، ولقد سدَّد لهم ضربة قاسية أعمتهم وجعلتهم يتوترون ويطلقون التصريحات، ولكن في الواقع العملي نحن حدَّينا من قدرتهم بفعل المواجهة التي حصلت من سوريا.
أسأل: ما الذي تضرر به جماعة 14 آذار من مواجهتنا للتكفيريين؟ يقولون نحن لا نريد أن تواجهوهم! وكيف تتصرفون لو دخلوا هؤلاء إلى بيوتنا؟ يقولون: هؤلاء لن يدخلوا إلى بيوتكم! فهل نكتفي بهذه الإنشائيات، أمام هذه الوقائع هؤلاء لا يؤمن لهم، نعم الموقف من حزب الله بالدخول في سوريا له علاقة بأن حزب الله سدَّد ضربة حقيقية للمشروع الأمريكي الإسرائيلي من بوابة التكفيريين، كما سدَّد ضربة لهذا المشروع من بوابة كسر إسرائيل في لبنان وجعلها تنسحب منه، لذا هم يواجهوننا لأننا نسدد ضربة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي وهذه إهانة وإدانة لهم.
ليكن واضحًا: الوقوف إلى جانب التكفيريين في الموقف السياسي هو خطأ استراتيجي يرتكبه هؤلاء، والتبرير لأعمالهم هو مساعدة لهم، والاعتراض على مواجهتنا لهم هو مساعدة لهم، ونعتهم بالثوار هو مساعدة لهم، نحن نطالبكم أن تكفوا عن دعم التكفيريين لمصلحتكم ومصلحة لبنان ومصلحة استراحة المنطقة والعالم من خطر هذا الخطر التكفيري الداهم.
بدل أن تطالبونا بالخروج من سوريا نحن نطالبكم بأن تعيدوا النظر بموقفكم وأن تتشاركوا معنا في المساهمة في المعركة ضد هؤلاء، وأن تتشابك أيدينا من أجل أن نحقق إنجازات أسرع وأفضل، نحن ندعو إلى تشابك الأيدي وتظافر الجهود ومشاركة الجميع لأن الجميع مسؤول والجميع يجب أن يتصرف بطريقة تحرم هؤلاء من توفر بيئة حاضنة وإلاَّ فهم كالسرطان يأكل جسد صاحبه قبل أن يؤثر على أن أحدٍ آخر، هذا أولًا.
ثانيًا: كان يوجد رهان على المتغيرات في سوريا، والبعض كان يعتقد بأن رهانه يتطلب عدة أشهر ليتغير النظام في سوريا وتتغير المعادلة في سوريا والمنطقة، تبيَّن أنه مرَّ إلى الآن 4 سنوات وثلاثة أشهر ولم تتغير المعادلة في سوريا، بل أصبح واضحًا استحالة إسقاط النظام وتغيير المعادلة بحسب الموقف الأمريكي الإسرائيلي، إذًا هؤلاء المراهنون على المتغيرات في سوريا خسروا وسيخسرون إذا استمروا على مواقفهم. نحن ندعوهم إلى تغيير هذا الموقف، وأن لا يعقدوا الآمال على بعض التصريحات أو المواقف أو التسريبات الغربية التي تقول بأن الأمور ستحل قريبًا. ألم يئن لكم بأن تعلموا بأنهم غير صادقين؟
نحن سنتابع، والحمد لله المعارك التي خاضها أبطال المقاومة الإسلامية في جرود القلمون وملحقاته من جرود عرسال ويونين ونحلة وما شابه كانت عظيمة بنتائجها وأفضل مما نتوقع، والآن أستطيع القول بكل اطمئنان أن الوضع في الجرود هو تحت السيطرة بالكامل، والمسلحون المتبقون هم في القفص، وقد فقدوا قدرتهم على تغيير المعادلة وعلى القيام بأي عمل له شأن انطلاقًا من لبنان، أي أن عقيرتهم قُطعت، وبالتالي هؤلاء سيبقوا هناك لفترة من الزمن والله أعلم كم تطول، من دون أن يكون لهم أي فعالية وتأثير ببركة حزب الله وجهاد المقاومين.
ثالثًا: لاحظوا هذا الموقف المشرف لإيران الإسلام، بلد في العالم الإسلامي المتخلف يقف ليحاور جميع الدول الكبرى من دون استثناء في العالم وهو وحده مع الله تعالى، وله مطالب ومطالبه هي مطالب العزة والاستقلال والكرامة والمعنويات، إيران بهذا الموقف وبهذه القيادة مع الإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه) بهذا الشعب الأبي تستحق بجدارة أن تكون عظيمة وقوية، هي جديرة بأن يكون لها كل القدرة والنفوذ والتأثير لأنها تعلِّم الصمود والكرامة والمعنويات والاستقلال والعزة.
في المقابل نرى دولًا تتصرف بطريقة بشعة أقل من تابعة، ماذا نقول عمن يقتل الشعب اليمني يوميًا بالطائرات لا لشيء إلاَّ لأجل السيطرة في بلد ليس له فيها شيء وليس له فيها أنصار، وهؤلاء لا يؤمنون به ولا بمنطلقاته ولا بتأثيره، ولا يردون أمواله ولن يستطيع أن يفعل معهم شيئًا حتى ولو بقي هذا التدمير لأشهر طويلة، لأنهم جماعة يريدون الكرامة، ماذا نقول عن هؤلاء الذين يتصرفون ببشاعة في القتل والتدمير واستخدام الأموال في مقابل هذه العزة التي نراها عند إيران، هؤلاء سيخسرون وستتبيَّن نتائج أعمالهم في المستقبل القريب، لأنهم لا ينسجمون لا مع الإنسانية ولا مع الكرامة.
لو كان الاستحقاق الرئاسي في لبنان لبنانيًا لأُنجز الاستحقاق منذ زمن، ولكن لأن المؤثرات على الاستحقاق خارجية ومتسلطة، وهناك من لا يملك قراره في لبنان، لذا هذا الاستحقاق معقد ويعاني من صعوبة ويتبيَّن أنه يؤدي إلى فراغ لا نعلم متى ينتهي ومتى نصل إلى النتيجة المناسبة.
نحن كحزب الله حريصون على استمرار الحكومة اللبنانية، ولكن عليها أن تتحمل مسؤوليتها بجدارة وهذا ما سنعمل عليه مع المخلصين، وفي المقابل ندعو إلى عدم تشبيك المؤسسات بما يؤدي إلى تعطيلها جميعًا كما حصل في تعطيل المجلس النيابي إلى الآن بحجة عدم انتخاب الرئيس، لأن في هذا التعطيل تعطيل لمصالح الناس وخطر على بنية البلد وقدرته على المحافظة على الاستقرار، ليس هناك أي مبرر لعدم انعقاد جلسات مجلس النواب، وسنعمل ونساهم لمعالجة هذا الموضوع مع المخلصين