الكلمة التي ألقاها في اللقاء السياسي الذي أقامه حزب الله في منطقة برج البراجنة.
أولاً- اليمن:
ما يجري في اليمن هو عدوان سعودي أمريكي ظالم تجاوز الحدود الانسانية والقانونية، ويصدق عليه عناوين الإجرام والوحشية. وللأسف رأينا الصمت الإقليمي والدولي، وهذا الصمت وصل لحدِّ أن يرفض مجلس الأمن هدنة إنسانية لإغاثة المرضى والملهوفين وإنقاذ الجرحى بحجج شتى لكن القاسم المشترك فيها هو التأييد الدولي للعدوان على اليمن. هذا طبعاً يبيِّن لنا أن موقف مجلس الأمن موقف إجرامي، وعليهم أن لا يتفاجأوا من نقمة الشعوب ومن تطورات المنطقة بسبب هذا التقاعس عن نصرة الحق بأدنى مستويات النصرة. بالله عليكم ما الفرق بين السعودية وداعش، فداعش تقتل أفراداً وتفصل رؤوسهم، بينما السعودية بطيرانها تقتل أطفالاً ونساءً وشيوخًا بالعشرات والمئات، كلاهما يقتل العرب والمسلمين ولا يقتل الأعداء ولا يقاتلهم. السعودية بعملها تخدم المشروع الإسرائيلي تمامًا، لأن المشروع الإسرائيلي قائم على أن يتفرق العرب والمسلمون وأن يتقاتلوا فيما بينهم وأن تبقى هي الدولة الوحيدة الآمنة في هذه المنطقة. الآن تجهز السعودية على ما تبقى من أمن في المنطقة، وتقوم بالأعمال التي تخدم في نهاية المطاف المشروع الإسرائيلي لتصبح المنطقة العربية بأكملها ملتهبة ومتوترة في مقابل إسرائيل التي تمارس إجرامها وتحاول أن تبرز كدولة ديمقراطية في هذا المناخ الآثم. لطالما دعونا إلى الحل السياسي في اليمن، ولا يمكن أن تُعالج الأمور بهذه الطريقة بل ستزيد من المآسي التي لن تنعكس على اليمن فقط بل على دول الخليج أيضاً وبالأخص على السعودية والأيام قادمة.
ثانيًا- سوريا:
رأيتم في الآونة الأخيرة أن هناك عمليات كرٍّ وفرٍّ تحصل في مناطق عدة في سوريا، فتارة يتمكن النظام من أخذ بعض البلدات والمواقع وتارة أخرى يتمكن التكفيريون من أخذ بعض البلدات والمواقع. ما يجري في سوريا هو في إطار عدم تعديل الميزان الميداني، يعني تحسين مواقع بدون تغييرات أساسية، وكما يتكلمون عن أن المعارضة المسلحة احتلت إدلب وجسر الشغور، كذلك عليهم أن يقولوا للناس بأن مثلث درعا دمشق القنيطرة في الجنوب قد تحرر بشكل كبير وهناك بلدات في الغوطة الشرقية وغيرها قد تحررت لمصلحة النظام. للأسف لا يوجد الآن حل سياسي في سوريا، فالدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا مشغولون بأمور أخرى، ويريدون تأجيل الحل السياسي في سوريا ربما لسنة أو سنتين أو أكثر، فكل ما ترونه هو محاولة تحسين مواقع، وعلى كل حال معركة جرود القلمون قادمة وهي تطل برأسها وتُثبت مرة جديدة أن التكفيريين غير قادرين على التوسع كما يريدون، وهذه المعركة هي معركة حماية القرى اللبنانية ومنع التمدد التكفيري لمنعه من تحقيق أهدافه.
ثالثًا- لبنان:
ليكن معلوماً لديكم: لبنان خارج أولويات الدول الكبرى، ولا أحد يهتم الآن في العالم وفي المنطقة بمعالجة وضع لبنان لأن لديهم أولويات أخرى، يكفيهم أن يبقى لبنان في الثلاجة على أن يبقى الاستقرار قائماً وهذا أمر متحقق، وبالتالي نحن أمام أزمة سياسية مفتوحة إذا لم يبادر اللبنانيون إلى اجتراح الحلول والبحث عن المخارج، ليست مكرمة أن يتسابق البعض إلى تعطيل المجلس النيابي، وهذا الأمر يمكن أن يقوم به أي فريق يريد يخرِّب الحلول الموجودة، وهذا التعطيل للمجلس النيابي لا ينتج رئاسة جمهورية وعلى العكس فهو يؤخر ذلك لأنه يُدخل تعقيدات جديدة في البلد قد تنعكس أيضاً على الحكومة. نحن اليوم أمام خيارين: إما التعطيل وإما انتخاب الرئيس القوي، ونحن كحزب الله اخترنا انتخاب الرئيس القوي أم جماعة 14 آذار فقد اختاروا التعطيل، ولذا هم يتحملون مسؤولية استمرار الأزمة في لبنان.