الكلمة التي ألقاها في حفل توزيع جوائز مسابقة أريج الصلاة التي أقامته جمعية معراج بحضور حشد من العلماء والفعاليات في مجمع السيدة زينب (ع).
ومما جاء فيها:
اليوم في العالم توجد مواجهة حقيقية بين مشروعين: مشروع المقاومة الذي هو مشروع صادق ومخلص وإنساني وإلهي، ومشروع الانحراف الذي تقوده أمريكا وإسرائيل والذي يريد أن يأخذ البشرية إلى الهلاك والدمار على كل المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية والعملية. وإن شاء الله سيكون النصر لمشروع المقاومة وهذا ما نراه أمامنا.
نسمع العالم يريد أن يواجه داعش لأنها تمثل الإرهاب التكفيري، من الذي أوجد داعش؟ هؤلاء الذين يريدون محاربته هم الذين ربوا داعش ومولوه وأعطوه، أمريكا أعطتهم سلاحًا ودربتهم من أفغانستان إلى كل المناطق وصولًا إلى سوريا والعراق، ودول الخليج دفعت أموالًا طائلة من أجل أن يكونوا أقوياء ومن أجل أن يخربوا باسمها وباسم أمريكا، وإسرائيل فتحت المستشفيات، والآن التواصل الموجود بين الجماعة التكفيرية في منطقة سوريا في القنيطرة وبين إسرائيل تواصل دائم لا ينقطع ومدد لا يتوقف لأن هؤلاء جزء من هذا المشروع. إذًا هؤلاء الذين يدَّعون أنهم يحاربون المشروع التكفيري من التحالف الدولي ليسوا صادقين.
وسمعنا ديمبسي يتحدث عن ضرورة التحرك الاستراتيجي والهادئ والهادف فلا نتسرع بضرب داعش! لأن وزير الدفاع الأمريكي يقول بأن الحد الأدنى ثلاث سنوات لنتخلص من مشكلة اسمها داعش، هؤلاء ليسوا جديين.
اليوم يوجد عندهم نظرية التمييز بين الإرهاب التكفيري الحميد والإرهاب التكفيري الشنيع، فالنتيجة أن داعش هي سرطان تكفيري خبيث، أما النصرة فسرطان تكفيري حميد، وبذلك هم يرون كيف يمكن أن يتعاملوا معها، ولكن النصرة هي جزء من القاعدة والقاعدة هي التي حرَّكت كل هؤلاء، وهي الأصل في الإجرام والقتل والتدمير والتخريب الذي حصل في مناطقنا، من ناحية أخرى، بعضهم يقول: أنهم ضد داعش في مكان ومعه في مكان آخر، سمعنا صرخة تنادي بإنقاذ تكريت، إنقاذها ممن؟ فالمفروض أن تكون الصرخة إنقاذ تكريت من داعش، يعني أن تكونوا مع الجيش العراقي والحشد الشعبي والقبائل والعشائر العراقية الذين ساهموا بمحاولة تخليص الناس من داعش في تكريت، بينما نسمع أصواتًا تطالب بإنقاذ تكريت! لم نسمع هذه الأصوات تتكلم عندما كانت تُرتكب المجازر في تكريت بيد هؤلاء الإرهابيين التكفيريين.
نحن لا نواجه التكفيريين لأنهم أصحاب مذهب، في رأينا هم لا دين لهم فضلًا عن يكونوا أصحاب مذهب، والذين يدَّعون أنهم يريدون مواجهة الإرهاب التكفيري أيضًا عليهم أن يواجهوا هذا المشروع، وليكن معلومًا أنه مشروع ينهزم والضربات تتالى عليه في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفي أماكن مختلفة من العالم، وسيُهزم قريبًا بسبب المجاهدين والمقاومين والمشروع المقاوم.
ربما يسأل البعض: لماذا ينجح مشروع المقاومة والمشاريع المعادية تفشل؟ لأن أهل مشروع المقاومة من أوله إلى آخره أهل الأرض، ويضحُّون من أجل أرضهم وكرامتهم ومستقبلهم، بينما في مشروع أمريكا وإسرائيل يستخدمون أدوات مأجورة لأهداف خبيثة ولئيمة لا تخدم أهل الأرض، بل تخدم هؤلاء الذين يحاولون السيطرة، لذلك هم يفشلون ومشروع المقاومة ينجح، وهذا من توفيقات الله تعالى.
إيران اليوم لها صورة عظيمة في العالم، إيران محور الاستقرار في المنطقة، إيران هي التي دعمت شعوب المنطقة من دون أن تأخذ منهم شيئًا، دعمت فلسطين ولبنان وسوريا ودعمت العراق واليمن، ونسمع هناك من يعترض: لماذا تتدخل إيران؟ أين تتدخل إيران؟! هي تدعم شعوب المنطقة، وهي إرادة شعوب المنطقة في أن يحافظوا عليها. بينما الآخرون الذين أتوا من ثمانين دولة هؤلاء هم الذين يخربون، التدخل الدولي في شؤون بلداننا هو الذي يخرِّب، بينما إيران تعطي لإرادات الشعوب. إيران هي التي دافعت عن نفسها منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة وجمعوا الجيوش ضدها، ولم تحاول في أي يوم من الأيام أن تعتدي على أي بلد أو منطقة من المناطق وكانت دائمًا في موقع الدفاع. لذلك إيران صاحبة موقف شريف، ولو لم تكن إيران محترمة وقوية ولها شأن ما كانت لتواجه أمريكا كندٍّ وتحاورها من موقع القوة، وينقسم الأمريكيون على صلابة ومتانة الموقف الإيراني السليم، فهي دولة محترمة وتعمل لكرامتها وكرامة شعبها.
على كل حال نحن اليوم نواجه هذه التحديات وكنا ذكرنا سابقًا بأن الوضع في جرود القلمون وجرود عرسال يحتاج إلى معالجة، وهذا الوضع الموجود هناك بكل صراحة لا يخيفنا، ولا يخفينا ما بعد الثلج في القلمون، لأننا نعتقد أن الجيش اللبناني قادر على مواجهة هؤلاء التكفيريين خاصة عندما تتوفر الإرادة الشعبية والدعم للجيش ويكون كل الناس إلى جانبه ومن الضرورة أن يُسلَّح وأن يُعطى الإمكانات.
أما فيما يتعلق برئاسة الجمهورية في لبنان، فمن كان يراهن على المتغيرات الخارجية وعلى الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي لإنجاز الرئاسة في لبنان فهو يتعب نفسه ويضيع وقته، بل هو يؤمن بضرورة الفراغ ولا يريد الحل، من أراد الحل عليه أن يبحث عن الموضوع داخليًا، ويمكن أن يكون هناك رئيس يوم الغد وتسير المؤسسات بشكل طبيعي إذا أنهوا هذه المشكلة وانتخبوا العماد عون الذي هو الجدير والمؤهل، فينتخب الرئيس وتجري انتخابات نيابية وتشكل حكومة وننتهي من كل هذا الملف، وإلاَّ ما هو البديل لديكم؟ وإذا بقيتم هكذا فالانتظار سيبقى لسنة أو سنتين أو أكثر، أما إذا أردتم الحل فالعماد عون موجود وحاضر، وعلى كل حال الرئيس القوي قويٌ بالجميع .