الكلمة التي ألقاها في حفل تخريج الدورات الذي أقامه معهد سيدة نساء العالمين في مجمع المجتبى (ع).
ومما جاء فيها:
اليوم نحن في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، هذه الثورة إشراقة نور، وعندما تذكر إيران اليوم يعني الإنجازات في الحقول المختلفة: السياسية والعلمية والثقافية والأخلاقية، وعلى مستوى إدارة الدولة والحضور في المنطقة والعالم هذه كلها إنجازات. إيران اليوم غيَّرت الاتجاه في المنطقة من الاستسلام إلى المقاومة ومن إرادة الغرب إلى إرادة الشعوب، ولو لم تكن إيران موجودة لكنا في حالة تخلف يزداد يومًا بعد يوم، وكنا مسحوقين بالمشروع الإسرائيلي فضلًا عن المشروع الغربي الذي يريد أن يسيطر.
قامت المقاومة الإسلامية بعملية نوعية في مزارع شبعا، وضجَّ العالم، وكانت بمثابة شعلة حقيقية للمقاومين والأحرار والشرفاء في هذا العالم، ليس بعدد القتلى والجرحى عند الإسرائيليين ولكن لأن هذه العملية أعلنت بشكل واضح ردع إسرائيل، ليكون مفهومًا بأن إسرائيل لن تستطيع الاعتداء أينما كان وكيفما كان، هي معرضة لأخطار كبيرة ومن يواجهها لا يخشى إلاَّ الله تعالى وحاضرٌ لأن يدخل في معادلات صعبة ومعقدة ليمنع إسرائيل من أن تحقق أهدافها، وهكذا تحقق الردع الحقيقي بعملية مزارع شبعا بشكل مباشر في مواجهة إسرائيل، ولم تعد المبادرة بيد إسرائيل ووقعت في حيرة وإرباك أمام صمود ومقاومة حزب الله، واليوم نسمع وسائل الإعلام الإسرائيلية تعبر عن القلق مما يجري في القنيطرة، مع العلم أن الحرب في القنيطرة على جماعة القاعدة والنصرة أي على جماعة لحد في سوريا المتخامين للشريط الذي تريده إسرائيل في مواجهة مشروع المقاومة وسوريا، ولكن لأن جماعتهم يتقهقرون ويصابون بخسائر فادحة وتتحرر قرى عديدة، وهذه العملية ستكون لها نتائج كبيرة جدًا في هذه المنطقة.
لقد أثبتت التجارب والأيام أنه حيث تكون المقاومة قوية تتساقط القاعدة وتفريعاتها من النصرة إلى داعش إلى غيرهما وينفضح المشروع الإسرائيلي أكثر فأكثر، وتتم حماية البلد الذي تتحرك فيه المقاومة، وحيث يكون الضعف والاستسلام للوضع القائم ينتشر التكفيريون لأنهم يقاتلون في ساحة لا يواجههم بها أحد، على قاعدة: وإذا خلا الجبان بأرضٍ طلب الطعن وحده والنزال. فالفرق واضح بين أن نكون أقوياء أو أن نكون ضعفاء، وهذا يجب أن يشجعنا على المزيد من المقاومة التي تساعد في أن نحقق أهدافنا السياسية لا أن نخضع لما يرسمه الآخرون من مشاريع سياسية لنا.
الحوار بين حزب الله والمستقبل جيد وإيجابي ومفيد، ولمسنا الجدية عند الطرفين، وقرار الطرفين أن يستمرا بالحوار، وأن لا يردَّا على حرتقات المتضررين من الذين لا يرغبون بالحوار. والحمد الله ظهرت بعض الآثار لهذا الحوار من تخفيف الاحتقان وإن شاء الله يكون هناك مزيد من النتائج الإيجابية.
لبنان في درجة مهمة من الاستقرار الأمني والسياسي، ولكن هذا الاستقرار قراره سياسي، لولا أن الأطراف المختلفة متفقة على الاستقرار السياسي، وهناك إجماع دولي إقليمي على أن الاستقرار في لبنان ينفع الجميع لما كنا وجدنا هذا الاستقرار لأن معطيات المنطقة والتهابها يفترض أن ينعكس بسلبيته على لبنان وتحصل أشياء كثيرة، ولم تحصل بسبب القرار السياسي الداخلي والخارجي في آنٍ معًا.
علينا أن نستثمر هذا الاستقرار لتحسين أداء المؤسسات الدستورية، اليوم بسبب الانفتاح السياسي تسير الحكومة ولو ببطء، لماذا لا ينعقد المجلس النيابي ويقرر الكثير من المشاريع التي هي لمصلحة الناس؟ لماذا لا تتم خطوات سريعة أكثر لمصلحة انتخابات رئاسة الجمهورية، علمًا أن كل التأخير الذي حصل والذي يمكن أن يحصل ولو امتد لسنة أو سنتين لن يغير في النتائج المتوقعة فإذًا خيرٌ لنا أن نُنهي هذا الموضوع اليوم قبل الغد، وإلاَّ مع هذه التأخيرات وهذا التسويف نضيِّع مصالح الناس.