الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: كشف هذا العدوان مستوى التنسيق الإندماجي بين إسرائيل والتكفيريين.

الشيخ نعيم قاسم: كشف هذا العدوان مستوى التنسيق الإندماجي بين إسرائيل والتكفيريين.
شهداء الجيش اللبناني هم أخوة شهداء المقاومة الإسلامية على درب واحد وخط واحد ومشروع واحد وهدف واحد

الكلمة التي ألقاها في ذكرى استشهاد الحاج جهاد عماد مغنية في مجمع المجتبى - حي الأميركان في 23/1/2015.

ومما جاء فيها:


في مجلس التبريك بارتفاع ثلة من المجاهدين الأبرار من أبطال المقاومة الإسلامية الباسلة الذين قدموا في سبيل هذه المسيرة ولعزة الإسلام والأمة، نلتقي اليوم لنؤكد بأننا مع الشهداء الأبرار سنستمر في مسيرتنا، نحن معك يا جهاد عماد مغنية ويا محمد عيسى ويا عباس حجازي ويا محمد أبو الحسن ويا علي إبراهيم ويا غازي ضاوي ويا محمد علي الله دادي، وأخص بالذكر هذا الشبل من ذاك الأسد جهاد عماد مغنية ابن القائد الجهادي الكبير الذي دعَّم هذه المسيرة، وفتح لها أبواب الانتصارات فكرَّس بحق نموجًا قياديًا رائدًا أعطى أخوين عزيزين له جهاد وفؤاد، وها هو يقدم لنا الابن على مسرح التضحية والجهاد والإباء والكرامة.
 هنيئًا لهؤلاء الشهداء، وهنيئًا لهذه العائلة الطيبة الكريمة المعطاءة التي أثبتت أنها جديرة بأن تكون بأن تكون عائلة الشهداء، هنيئًا للأم والزوجة والأب والأخ والأخت، لكل هؤلاء الذين قدموا لهذه المسيرة عنوانًا يتمنى أي فردٍ منا أن يكون على طريقهم وعلى نموذجهم، هؤلاء الشهداء هم أنوار مسيرة الهداية" نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
 هكذا نرى الشهداء، نراهم أنوارًا في الدنيا وفي الآخرة، ونراهم مشاعل حرية لكل الأمة، ونراهم حتى في الآخرة يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم لأنهم يتطلعون إلى لقاء الله تعالى وهو أعظم ما يمكن أن يقدم للإنسان على الإطلاق، فأهدافهم كمالات عظيمة لا يدركها إلاَّ الأنبياء والأوصياء والأولياء ومن رضي الله عنه في هذه الدنيا.
 أيها الشهداء الأبرار أنتم اليوم رسمتم هذه الطريق، واستطعتم أن تعمدوها بدمائكم، ولا يمكن أن نحيد عنها ولا أن تتغير ولا أن تتبدل مهما كانت العواصف والصعوبات، أردتم فأراد الله تعالى، أردتم تحريرًا فوفقنا الله تعالى للتحرير، وأردتم نصرًا فوفقنا الله تعالى للنصر، وأردتم مكانة لا يضاهيكم بها أحد على الإطلاق في كل الدنيا، والآن أنتم الأعلى مكانة بين البشر على الإطلاق شاء من شاء وأبى من أبى.
 هذه عطاءاتكم، والحمد لله نحن اليوم نأخذ من هذا المعين، لعلَّ البعض يتصور أن الشهيد إنما يربح نفسه بشهادته ووصوله إلى المراتب العليا عند الله تعالى، ولكن شهداءنا الأبرار يربحون وتربح الأمة معهم فخيرهم عميم لهم ولكل من يحيط بهم ليستمر هذا الخير ما دامت هذه الدنيا وما دامت هذه المسيرة حتى نسلم الراية لصاحب العصر والزمان(أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).
 في هذا اللقاء المبارك سأتحدث بعدة نقاط:
 أولًا: هذا الاعتداء الذي حصل في منطقة القنيطرة، هو على بعد حوالى سبعة كلم من الحدود السورية الفلسطينية، وبين الحدود وتواجد المجاهدين مساحة من الأرض يتواجد فيها التكفيريون من جماعة جبهة النصرة، أي هناك شريط شبيه بشريط سعد حداد في الجنوب اللبناني وذلك في الجنوب السوري، والتماهي بين جماعة التكفيريين والإسرائيليين بما لا شك فيه على الإطلاق بكل المفردات، جاء الإسرائيلي ليعتدي على موكب حزب الله، بحسب معطياتنا الاعتداء على موكب حزب الله اعتداءٌ مباشر وهو يستهدف حزب الله بالتحديد، وهي محاولة صهيونية لتكريس معادلة جديدة في إطار الصراع القائم معهم علَّهم يتمكنون من الأخذ بهذه المحاولات الجزئية ما لم يتمكنوا من أخذه في الحروب التي خاضوها وفي معركتنا القائمة معهم، ولكن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بفرض برنامجها ومعادلاتها ولا تستطيع إخضاع المنطقة لحساباتها فهي أعجز من أن ترسم خطوات وقواعد جديدة.
 ثانيًا: البوصلة واضحة بالنسبة لحزب الله، نحن مشروع مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولن نحيد عن هذا المشروع، وعندما نواجه التكفيريين في سوريا أو في لبنان أو في أي مكان إنما نواجههم كجزء من مواجهة المشروع الإسرائيلي، وأي سلوك تختاره مقاومة حزب الله هو جزءٌ لا يتجزأ من هذا الهدف ومن هذا المشروع، لماذا مواجهةإسرائيل؟ ولماذا هذا الاهتمام؟ لأن إسرائيل هي رأس الأزمات في منطقتنا، فتشوا عن كل المشاكل التي تعانيها بلداننا العربية والإسلامية ويعانيها الناس في السياسة والاقتصاد والثقافة والعسكر والمستقبل والأجيال ستجدون أن هذه الغدة السرطانية التي زُرعت في فلسطين المحتلة هي وراء كل الأزمات التي نعاني منها، وقناعتنا أن المواجهة يجب أن تكون مع الرأس لا مع الأذناب، وأن علينا أن نُسقط المشروع من أساسه لا أن نتلهى بالقشور، ولذا كنا نتحمل الكثير الكثير من التفاصيل في حياتنا السياسة اليومية ومع الأطراف المختلفة لأننا نعتبر أن أداءهم المسيء في بعض الأحيان هو فقاعات لا يرقى إلى مستوى أن تبقى المواجهة مع إسرائيل. وإسرائيل هذه هي وراء الأزمة السورية لأنها تريد أن تقلب النظام في سوريا بدل النظام والشعب المقاوم إلى النظام الإسرائيلي الذي يدعم هذا المشروع وما شريط جبهة النصرة المشابه لشريط سعد حداد في الجنوب إلاَّ دليل على ذلك.
 لنا الفخر أننا خلال المرحلة السابقة ساهمنا مساهمة فعالة في إسقاط المشروع المعادي، كانوا يقولون بأن تغيير المعادلة في سوريا يتطلب ثلاثة أشهر، ها هي السنوات الأربع تمر وتبقى المعادلة بل تترسخ بأنه لا يمكن المس بهذا المشروع وسيسقط كل من يواجهه بشكل مباشر ببركة المقاومة.
 لنا الفخر في أننا ساهمنا في إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، لأن البوابة السورية كانت تستهدف إعادة تنظيم المنطقة بكاملها على قاعدة خدمة المشروع الإسرائيلي، ولقد عُطَّل هذا المشروع من زوايا متعددة، ولن نألُ جهدًا لتعطيله حيث نستطيع وحيث نخطط من أجل إمتلاك الاستطاعة التي تمكننا من أن نُسقط هذا المشروع نهائيًا إن شاء الله تعالى.
 إذا كان الإسرائيلي ومن وراءه يعتقدون أنه من الممكن أن يتداركوا سقوط المشروع من البوابة السورية والبوابة العراقية والبوابة اللبنانية والبوابة الفلسطينية فهم واهمون لأن لا عودة إلى الوراء ونحن نعد الأشهر والسنوات لإنهاء هذا المشروع إن شاء الله تعالى، ففي كل يوم يُسجل انتصار جديد، ومع كل شهادة يسجل انتصار جديد، ومع كل حركة نجد أننا إلى الأمام إن شاء الله ولا عودة إلى الوراء بعد ذلك.
 وليكن معلومًا للجميع سنتابع جهادنا وسنكون حيث يجب أن نكون دون أن يقف بوجهنا أي عامل من العوامل، لأننا ندرك تمامًا ماذا نفعل، وندرك من نواجه، وأما التضحيات فهي تزيدنا عزيمة وتصميمًا وقوة إلى الأمام إن شاء الله. بكلمة مختصرة: لا يمكن لإسرائيل أن تنجح والمقاومة هي الفائزة في نهاية المطاف إن شاء الله تعالى.
 ثالثًا: هذا العدوان الإسرائيلي على شبابنا المجاهد في القنيطرة أدَّى إلى مجموعة من النتائج المهمة جدًا، سأذكر خمسة فقط:
 أولًا: أثبت أن شهداءنا في صدارة العزة والكرامة بحيث أنهم تلألؤا أنوارًا عظيمة في هذه المنطقة التي تعاني من الضغوطات والأزمات والمشاكل والتعقيدات لتخرج أنوار الشهداء مضيئة توضح المسار وتبين الطريق.
 ثانيًا: رأينا هذا الالتفاف الشعبي العارم في لبنان وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي، ومن القوى السياسية المختلفة حتى تلك التي نختلف معها، لأن الجميع رأى عظمة هذه التضحية، وماذا يعني أن يكون حزب الله في أصعب وأحلك الظروف في الموقع المتقدم في مواجهة العدو الإسرائيلي، لا يصرفه شيء عن إسرائيل.
 ثالثًا: كشف العدوان أن إدارة العدوان على سوريا هي إدارة إسرائيلية أولًا، حيث تحاول أن تتحكم باللعبة وتحاول أن تستثمر الأطراف المختلفة ومنهم التكفيريين لمواجهة سوريا المقاومة ومن معها.
 رابعًا: كشف هذا العدوان مستوى التنسيق الإندماجي بين إسرائيل والتكفيريين، وهنا نستطيع أن نطمئن بشكل نهائي أننا أمام مشروع واحد هو المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري، ولسنا أمام مشروعين في المنطقة.
 خامسًا: هذا يبرز المأزق الذي يعيشه المحور المعادي ويحاول أن يقوم بأي شيء من أجل أن يغير ولكن لن يُكتب له هذا التغيير وسيبقى في مأزقه وسيتراجع إن شاء الله تعالى.
 نحن اتفقنا في قيادة حزب الله أن يعلن سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله(حفظه الله) الموقف الرسمي عن الحزب، وهذا يكون خلال الأيام القادمة إن شاء الله تعالى، ونؤكد بأن ما جرى في منطقة رأس بعلبك حيث ارتقى شهداء من الجيش اللبناني في مواجهة التكفيريين في جرود عرسال وجرود القلمون وفي تلك المنطقة، هؤلاء الشهداء شهداء الجيش اللبناني هم أخوة شهداء المقاومة الإسلامية على درب واحد وخط واحد ومشروع واحد وهدف واحد، إنهم شهداء المعركة الواحدة ضد إسرائيل، وأحد دعائم ثلاثي القوة والشرف: الجيش والشعب والمقاومة، وها هي الوقائع تثبت تلاحم دماء شهداء القنيطرة مع شهداء رأس بعلبك مع الشعب المتفاعل، أي أن المقاومة والجيش والشعب هم ثلاثي القوة المستقبلية التي ستغير المعادلة إن شاء الله، ونحن مستمرون على هذه الطريق.