الكلمة التي ألقاها في تأبين عميد عائلة آل قطايا في منطقة القصر - الهرمل المرحوم علي سعيد قطايا بحضور حشد من الفعاليات الرسمية والبلدية وأهالي المنطقة.
ومما جاء فيها:
*التكفيريون زرع شيطاني للفتنة والتدمير وتخريب حياة الأمة والناس.
*نسجل لحزب الله أنه قدَّم إنجازاً مهماً في مواجهة الخطر التكفيري من خلال مشاركته في المواجهة في سوريا.
*نحن نطالب بالأمن الإجتماعي والاقتصادي، وهذا ما يتطلب تشريعات في المجلس النيابي ومتابعات من قبل الحكومة من أجل مراعاة مطالب الناس.
*ندعو إلى ثلاثية الرئاسة، السيادة والمقاومة وبناء الدولة.
دين الله لا يُعرف بالرجال، بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله، فمن يُطبق تعاليم الدين يكون مسلماً حقيقياً، ومن لا يُطبقها يكون في إسلامه خلل وفي إيمانه انحراف، فديننا دين الرحمة، وعندما ننظر إلى سلوك التكفيريين نرى الظلم والبشاعة واللؤم والحقد، وهذا لا ينسجم مع دين الاسلام.
التكفيريون زرع شيطاني للفتنة والتدمير وتخريب حياة الأمة والناس لإعطاء صورة مقيتة وسلبية عن هذا الدين لإبعاده عن مسرح الحياة. هم لا يطيقون كل من عداهم من البشر على الإطلاق سواء كان من الشيعة أو السنة أو المسيحيين. هؤلاء أعداء لكل الناس في منطقتنا والعالم، وهم العدو الأول لكل الناس على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، فهم خطر على الجميع وليس علينا فقط، فهم يستهدفون الجميع من الجيش والناس ولا يحيِّدون أحداً. هنا نسجل لحزب الله أنه قدَّم إنجازاً مهماً في مواجهة الخطر التكفيري من خلال مشاركته في المواجهة في سوريا لمصلحة منع المشروع الأمريكي الإسرائيلي من السيطرة على منطقتنا، والآن اكتشف من كان متخلِّفاً عن الركب أن ما قمنا به من الدفاع كان صحيحاً، وها نحن نجد اليوم استقراراً أمنياً وسياسياً في لبنان ببركة هذه الإنجازات التي حصلت، ولولا مواجهة المشروع التدميري في سوريا لكان الخطر التكفيري دمر لبنان ومنعه من أن يقف على رجليه.
نحن طالبنا بحكومة وحدة وطنية وأصرَّينا عليها، وتأجل تشكيلها عشر أشهر، وكنا نقول أنه عندما تتشكل حكومة وحدة وطنية فهذا سيُرخي الأمن والاستقرار وسيطمئن الناس ويتشارك الجميع في بناء الدولة فلم يصدِّق البعض، لكن بتوفيق استثنائي أصبحنا نعيش في حالة من الاستقرار الأمني والسياسي، وبدأت الخطة الأمنية في طرابلس والبقاع وأماكن مختلفة، وتتحسن الأمور تدريجياً على صعيد الاستقرار، وكل هذا بسبب التعاون بين كل الأطراف اللبنانية لنحمي بلدنا.
نحن نطالب بالأمن الإجتماعي والاقتصادي، وهذا ما يتطلب تشريعات في المجلس النيابي ومتابعات من قبل الحكومة من أجل مراعاة مطالب الناس، وإنهاء مهزلة سلسلة الرتب والرواتب التي يضيَّع فيها الوقت عبثاً، لأنه في آخر المطاف لا بد أن تقرَّ بطريقة ما، إذن لنسرع بإقرارها لمصلحة إنقاذ البلد من خضَّة إجتماعية وتعقيدات تؤثر على الجميع.
نرسل تحية خاصة لشهداء المقاومة الإسلامية ولشهداء قناة المنار، فهؤلاء الشهداء شكَّلوا علامة فارقة، فشهادتهم في بلدة معلولا المسيحية، وفي الموقع المتقدم على المستوى الدفاعي عن لبنان وشرف وكرامة الأمة ومستقبلها، فهم عبَّروا نيابة عن كل الشهداء أنهم تجاوزوا المذهبية والطائفية والألاعيب السياسية الصغيرة لمصلحة الموقف. فموقفنا من التكفيريين ليس ضد السنة بل ضد الانحراف، وموقفنا ضد إسرائيل ليس موقفاً ضد دين وإنما ضد الاحتلال، وموقفنا ضد أمريكا ليس ضد المسيحية وإنما ضد الاستكبار الذي يعبث بحياتنا وبالمستضعفين، وهذه المواقع المختلفة نتخذ فيها الموقف الواحد، وهذا هو الاتجاه الذي سلكه حزب الله في كل الميادين. بتدخلنا في سوريا قلنا أننا نواجه الموقف المعادي للمقاومة، ولم نقل يوماً بأننا نواجه فئة أو طائفة أو مذهباً أو أن ننصر شخصاً أو جهة أو مجموعة، نحن نريد حماية مشروع المقاومة. انظروا المفارقة في من نواجه، شهداء المنار قتلهم التكفيريون وأمريكا تضع المنار على لائحة العقوبات، وكذلك بعض الدول الأوروبية، وهؤلاء جميعاً مناهضون وأعداء لكلمة الحق، ونحن مع الحق وسننتصر إن شاء الله في كل موقع ندخل إليه.
نحن ندعو إلى ثلاثية الرئاسة، السيادة والمقاومة وبناء الدولة، أي أن يكون الرئيس مؤمناً بسيادة البلد ولا يقبل وصاية من أجنبي عليها، كائناً من كان هذا الأجنبي. ونريده مؤمناً بالمقاومة لأنها الشرف وهي التي أعزَّت لبنان، ومن أراد أن يتخلى عنها على أساس أن مهمتها انتهت فلينظر إلى اعداءات إسرائيلي وانتهاكاتها، فهذه المقاومة شرف وأساس يجب أن يستمر. ونريده مؤمناً ببناء الدولة على أسس متينة، بعيداً عن المحاصصة والهدر والفساد والسرقات، بناء الدولة للوطن وليس لمجموعة دون غيرها. والرئيس الذي يؤمن بثلاثية السيادة والمقاومة وبناء الدولة هو الرئيس الذي سننتخبه وأظنكم تعرفونه جيداً ولو لم نذكر اسمه، ونسأل الله أن يُوفق وينجح كي نحقق هذه الأهداف المهمة لمصلحة لبنان.