رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الأمريكيين قرروا أن يخوضوا تجربة عسكرية، يحتلون من خلالها أرضاً من منطقتنا وهي العراق، ليس لأجل نزع أسلحة الدمار الشامل، بل من أجل تحقيق أهداف ثلاثة، أصبحت واضحة من خلال تصريحاتهم، ومن خلال الدلائل المختلفة:
الهدف الأول : هو وضع اليد على النفط العراقي مباشرة، وهو المخزون الأكبر في المنطقة، إضافة إلى نفط المنطقة بأسرها من خلال الهيمنة على أسعاره ومستوى إنتاجه وطريقة تصريفه.
الهدف الثاني : هو إجراء تغييرات سياسية في أنظمة المنطقة وخريطتها، بما يؤدي إلى مزيد من الإمساك الأمريكي بمقدراتها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، حتى تتمكن من جعل منطقتنا العربية خزاناً لمعامل وزعماء أميركا وأولئك الذين يتاجرون ويستوردون ويبيعون.
الهدف الثالث : هو إيجاد منطقة ضعيفة بعد الغزو الأمريكي، تساعد إسرائيل في أن تصبح متميزة في قوتها حتى يصيبوا الفلسطينيين ومن معهم بإحباط، كي يسهل على أميركا فرض حلول سياسية تؤدي إلى إعطاء إسرائيل كل مكتسباتها وتحرم الفلسطينيين من حقوقهم.
أميركا وأسلحة الدمار
ذكر الشيخ قاسم الذي كان يتحدث في بلدة سجد، أن الولايات المتحدة هي التي ساعدت على إيجاد أسلحة الدمار الشامل في العراق والمنطقة، وهي التي سهلت لأن تكون الحرب العراقية-الإيرانية، وهي التي أغرت نظام بغداد لاحتلال الكويت، ليكون ذريعة لحرب الخليج الثانية.
وقال : كل ما يجري في المنطقة من مشاكل وعقبات على المستوى العسكري والضغط على الشعوب إنما هو ضمن المشروع السياسي الأميركي الذي كانت ترعاه الإدارات الأمريكية المختلفة خلال الفترة الماضية.
وأكد أن الخطة الأمريكية تنطلق من مصالح أمريكا، حتى لو كان الثمن إفناء العالم، وقتل الأطفال والأبرياء في العراق وغيره، وهي لا تتصرف كراعية للسلام وإنما كمحتل أكبر في القرن العشرين، وإذا كانت تدعي أنها تحمل مفاهيم وقواعد تريد تطبيقها، فلتعمم هذه القواعد على الجميع.
وأشار الشيخ قاسم إلى انه قد أعلن مراراً وتكراراً عن وجود 400 رأس نووي في إسرائيل، والعالم بأسره يعلم بوجودها، لكن وكالة الطاقة الذرية لا تذهب إلى إسرائيل، ولا تحقق ولا تطالبها بهذا الأمر على الإطلاق. وكأن من حق إسرائيل أن تمتلك هذه القوة وتعتدي على الآخرين.
أضاف: إذا كان العراق متهماً بأنه يشكل خطراً مستقبلياً، فإن إسرائيل تشكل خطراً يومياً محققاً على الفلسطينيين، فهي تقتل العشرات وتهدم البيوت وتقتل النساء، وتقوم بالأعمال الإجرامية يومياً، ومجلس الأمن يجتمع لقضايا أخرى، ولا يذكر قضية فلسطين وهؤلاء المعذبين.
وحذَّر قاسم الغرب والأنظمة العربية وأنظمة الدول الإسلامية، من أن العراق هو البداية، وما بعدها هناك خطوات أخرى ضمن المشروع الأمريكي، وسيكون الدور بعد ذلك لأوروبا، وقال:" أمريكا لا يمكن أن تتحمل أوروبا المعترضة، والتي تريد أن تأخذ دوراً، فمشروع النظام العالمي الجديد على المستوى الأمريكي هو مشروع سحق كل القوى، لتكون أمريكا وحدها من دون أوروبا، وليس من دون العالم العربي والإسلامي فقد، فالكل في الدائرة الواحدة، وإذا سكتوا اليوم وقبلوا بالخطوة الأولى فإنهم سيتحملون الخطوات التالية التي ستأتي عليهم من قبل الأميركيين.