(...)، اليوم أمريكا تفتش عن أسباب قوتنا وتريد أن تُسقطها، وعندما تجد أن أسباب قوتنا في إيماننا تستنكر الإيمان، وعندما تجد أسباب قوتنا في سلاحنا تستنكر السلاح، وعندما تجد أن أسباب قوتنا في وحدتنا تعمل على التفرقة.
لاحظوا إن كل خطط الاستكبار تحاكي وتصل إلى إبطال أسرار قوتنا وعلى رأسها تلك القوة التي برزت بالانتفاضة والمقاومة، ما هي إدعاءات أمريكا اليوم في مقابل كل الدول وكل العالم يدعون أن العراق يمتلك أسلحة وأن بعض الدول العربية والإسلامية تمتلك أسلحة بعيدة المدى أو يسمونها أسلحة الدمار الشامل، وأن المقاومة الإسلامية تمتلك قدرة للدفاع عن نفسها، وأن الانتفاضة تمتلك سلاح الاستشهاد وهذه قوة مرفوضة عند الاستكبار، إذاً هم يريدون إسقاط كل مكامن القوة الموجودة عندنا، وهن يعلمون أن هذه القوة لا قيمة لها لولا الإيمان، لأنها موجودة عند الكثيرين ولا تفعل فعلاً ولا تغير حالاً ولا تؤثر أثراً، فكثيرة هي الدول العربية والإسلامية التي تمتلك أسلحة كثيرة لكن لا تؤاخذ عليها لأن أسلحتها مضمونة فهي قوة في مصلحة الاستكبار وليست لمصلحة تلك الأوطان وتلك الشعوب.
إذاً كيف نقبل أن يشيروا إلى أسباب قوتنا ولا يتحدثون عن أسباب قوتهم، عندهم من الإمكانات والسلاح في إسرائيل وأمريكا والغرب ودول كثيرة في العالم ما يمكنه أن يدمر العالم مرات ومرات، لماذاً تُسمح أن تكون القوة موجودة عندهم ولا يُسمح ان تكون القوة موجودة عند العرب والمسلمين. لماذا يُسمح أن تُستخدم هذه القوة للمجازر والاعتداءات ولا يُسمح هذه القوة للدفاع وسعادة الأرض والخلاص من الانحراف والاحتلال، لأنهم يريدون أن يتحكموا في العالم ولا يريدون لنا أن نأخذ دورنا ومكاننا.
نحن نبني مجتمعنا وقناعاتنا على أساس أن تكون إمكاناتنا مساعدة في تحقيق أهدافنا، لا لأننا نريد شيئاً من الآخرين بل نريد أن ندفعهم عنَّا، لا نريد أراض الآخرين بل نريد المحافظة على أراضينا، لا نريد اقتصاد الآخرين بل نريد أن نحمي اقتصادنا، ولذا يجب أن نفتش دائماً عن أسباب قوتنا وأن لا نخاف، لقد سمعنا في الماضي كثيراً أولئك الذين يتحدثون عن ضرورة إسقاط الذرائع تحت عنوان إبطال القوة التي نملكها، لقد سمعنا سابقاً كيف كان هناك أصوات ترتفع وتقول لا للمقاومة حتى لا يكون لبنان قوياً وحتى لا تكون قوته سبباً للاعتداء عليه، ونسمع من يقول لا للانتفاضة ولا للمقاومة في فلسطين كي لا تكون المقاومة ذريعة من أجل الاحتلال الإسرائيلي حتى لا يعتدي على الفلسطينيين، هنا كل العجب وهل كانت المقاومة يوماً أو نشأت المقاومة بالأصل إلا كرد فعل على الاعتداء، بدل أن نقول لا للعدوان الإسرائيلي ولا للعدوان الأمريكي، فهل يصح أن نقول لا لمقاومة العدوان ولا للانتفاضة ضد العدوان تحت عنوان إسقاط القوة التي نملكها والتي تساعدنا في أن نحمي أنفسنا حتى نسقط الذرائع عن الآخرين، وهؤلاء لن يكتفوا بشيء ولن يبقوا لنا شيئاً فما دخل الاستعمار بلداً إلا وأكل خيراته وذهب ثرواته ولم يبق له شيئاً ، بل عطَّل قدرات الناس الفكرية ووجههم بالاتجاه السيء.
لذلك يجب أن نبقى حاضرين في الميدان، ويجب أن نكون أقوياء وكراهيتنا تبدأ من كراهية الدنيا وحب الموت، وإذا كنا كذلك أصبحنا أقوياء، وعندما نكون أقوياء نستعد لاعتداءاتهم ونلقنهم درساً نتحول إلى قوة تخيفهم بدل أن نعيش حالة من القلق والخوف من اعتداءاتهم المحتملة.