الكلمة التي ألقاها في الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء 1435ه في قاعة ثانوية شاهد - طريق المطار.
ومما جاء فيها:
حزب الله مكون أساسي وفاعل ومؤثر في الحياة اللبنانية حاضراً ومستقبلاً.
لا يمكن تجاوز حزب الله في التركيبة الداخلية لأنه موجودٌ وله أثر كبير.
يستطيع فريق 14 آذار أن يخرب ويعطل ولكنه لا يستطيع بناء لبنان على شاكلته ولا على قياسه.
ولا يستطيع أحد أن يلغينا أو أن يستثنينا.
منذ أيام صرح وزير الخارجية الأمريكي فقال: من الضروري أن لا يُسمح لحزب الله بتحديد معالم المستقبل في لبنان، على حد معرفتنا أن أمريكا تدعو إلى عدم التدخل في شؤون البلدان المختلفة، وترك الشعوب تقرر مصائرها، وهم يؤمنون بحقوق الإنسان واختيار الشعب والديمقراطية، (فما عدا وبدا) حتى يتدخل كيري من أجل أن يعطي توجيهاته لجماعته لمنعنا من أن نصنع أو أن نشارك في مستقبل لبنان، على كل حال الكل يعلم أن حزب الله مكون أساسي وفاعل ومؤثر في الحياة اللبنانية حاضراً ومستقبلاً، وهو الذي أنجز انتصار كبير في العام 2000 وانتصار كبير آخر في العام 2006، وجعل لبنان في موقع الصدارة والمعنويات والقوة بعد أن هزم إسرائيل شر هزيمة لم ترَ مثلها منذ نشأتها منذ أكثر من ستين سنة.
ولحزب الله ممارساته في بناء الدولة، وهو الذي شارك في مجلس النواب ومجلس الوزراء والانتخابات البلدية والاعمار والشؤون المختلفة، وبصمات حزب الله مضيئة على المستوى العام لبناء الدولة، وعلى المستوى الاجتماعي في خدمة الناس من خلال المؤسسات المختلفة جهاد البناء والهيئة الصحية والإمداد والشهيد وما شابه من مؤسسات مختلفة، ولولا هذه المساهمات لحزب الله لوجدنا أن الفقر مدقع في ساحتنا، ولولا هذه المساهمات لما استقام أمر الدولة وتوازنت مستقرة وخرج الإسرائيلي من الجنوب خائباً، وبدأ اعمار لبنان حقيقةً بعد طرد إسرائيل، لا يمكن تجاوز حزب الله في التركيبة الداخلية لأنه موجودٌ ومضحي وله أثر كبير وله جماهيره الواسعة التي تؤثر في خيارات لبنان.
نعم يستطيع فريق 14 آذار أن يخرب ويعطل ولا يستطيع أحد أن يقف أمام حدود بعض التخريب والتعطيل الذي يقوم به هذا الفريق، ولكنه لا يستطيع بناء لبنان على شاكلته، ولا على قياسه، فلبنان لنا جميعاً، وكلنا شركاء، ولا نقبل أن نكون نحن بُناة لبنان بمعزل عن الآخرين، وأيضاً لا نقبل أن يكون الآخرون مستأثرين بلبنان بمعزلٍ عنّا، ولا نقبل أن يكون المشروع في لبنان على قياس المطالب الأمريكية الإسرائيلية.
ليكن واضحاً، دخل لبنان مرحلة وعصر المقاومة ولا عودة إلى الوراء، لبنان الضعيف ذهب إلى غير رجعة، والمستقبل للبنان القوي بمقاومته وجيشه وشعبه، ولا يمكن أن يقوم لبنان عزيزاً مستمراً إلاَّ بهذه المساهمات الخيِّرة التي نقوم بها مع غيرنا، ولا يستطيع أحد أن يلغينا أو أن يستثنينا، لقد أصبحنا جزءاً لا يتجزأ من تراب ودم هذه الأرض، ومن عزة وكرامة هذا البلد، ولا محل لغير الكرامة والعزة.