الموقف السياسي

كلمة نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في اليوم العاشر من محرم الحرام لسنة 1424هـ

(...)، نحن نحيي اليوم ذكرى كربلاء لنحيا بكربلاء لأن الحسين(ع) أعطانا القدوة الصالحة للجهاد من أجل إسقاط الظلم، ومواجهة الفساد بكل جرأة.. نهضة الحسين(ع) هي إعلاء لكلمة الحقن ورفع راية الإسلام ورفض الظلم والجور وتقويم للانحراف، فنحن نرى في هذه النهضة المباركة عطاءً عظيماً من أجل سيادة الحق في مواجهة الباطل.

13/3/2003
(...)، نحن نحيي اليوم ذكرى كربلاء لنحيا بكربلاء لأن الحسين(ع) أعطانا القدوة الصالحة للجهاد من أجل إسقاط الظلم، ومواجهة الفساد بكل جرأة.. نهضة الحسين(ع) هي إعلاء لكلمة الحقن ورفع راية الإسلام ورفض الظلم والجور وتقويم للانحراف، فنحن نرى في هذه النهضة المباركة عطاءً عظيماً من أجل سيادة الحق في مواجهة الباطل.

وأضاف:لقد تعلمنا من الإمام الحسين(ع) أن لا نستسلم مهما كانت الصعوبات، بل أن نواجه ونقف لإعلاء كلمة الحق، كما علمنا كيف نربي الشهداء وأن لا نخضع للباطل، فإذا استلزم الأمر أن نكون في ساحة الشهداء نقدم المجاهدين الواحد تلو الآخر لأن الشهادة حياة، ولأن الاستشهاد عز ونصر، ولأنه يسقط الباطل، ونقول ما قاله الإمام الحسين(ع)"هيهات منا الذلة".‏

وقال سماحته: إننا نعلن في يوم البيعة والولاء للإمام الحسين(ع) أننا مطمئنون وواثقون بالنجاح والفوز والنصر كما انتصر الإمام في كربلاء.‏

وأضاف: إن المعاني العاشورائية قد ملأت ثقافتنا وحركتنا في لبنان، وعبأتنا ورتبتنا وجعلت منا أحراراً يرفضون الظلم والعدوان، وقد انطلقت المقاومة الإسلامية ببركة هذه التربية المحمدية الأصيلة وببركة الجهاد الحسيني الذي أخرج من قلوبنا الخوف وعبأنا بقوة الله، وأشعرنا بقوتنا متكلين على الله، وثبتنا في مواجهة إسرائيل، فكانت المواجهة مع رأس الظلم في منطقتنا حيث قدمت التضحيات من الرجال والنساء وقام كل بدور ,)ه ليعطي النموذج الرائد عن التضحية وأخلاق الإسلام العظيم، فكان أن تحقق النصر على إسرائيل ليكون حزب الله نموذجاً قابلاً للتكرار لأن ينفذ في أماكن متعددة عندما يلتزم المسلمون بهذا النهج الحقيقي.‏

مؤكداً: أن هذه التجربة عنوانها الأساسي الجهاد والاستشهاد حتى لا نخاف من شيء وحتى نكون واثقين بقدرتنا وإمكاناتنا وتسديد الله تعالى لنا.‏

وشدد قاسم على: أننا لا نخشى إسرائيل أو أن غيرها، وليجربوا حظهم معنا، فسيجدوا أن قلوبنا مفعمة بحب الله ومفعمة بالإيمان بالله، ومن كان كذلك لا يهاب الكفر والنفاق، وسنقولها بالفم الملآن مهما قال العالم عنا "الموت لإسرائيل" وستثبت الأيام ذلك.‏

وأكد قاسم: أننا نملك هذا الجهاد كعامل من عوامل القوة، وبكل وضوح لا يوجد تكافؤ في الإمكانات بين المستضعفين والمستكبرين، بين أبناء الأمة وعدو الله إسرائيل، مشدداً على أن المواجهة لا يمكن إلا أن تكون بالجهاد والاستشهاد، إذ لا يمكن أن نحقق نصراً بالاتكال على إمكاناتنا وأعدادنا.‏

وقال: الجهاد والاستشهاد هو العنوان الذي يقلب المعادلة، وهو العنوان الذي يحقق النصر، الذي يواجه القرارات الدولية المتعسفة بحق فلسطين وبحق منطقتنا وأمتنا، وقد أثبتت التجربة أننا بالشهادة انتصرنا في لبنان، ولو انتظرنا الحلول السياسية لدخلت إسرائيل إلى بيروت وبقيت العواصم الأخرى، لكن جهاد المجاهدين منعها وأخرجها ذليلة من لبنان، وحرك المجاهدين في فلسطين لتبرز الانتفاضة الشريفة عظيمة عزيزة.‏

وقال:لقد قدم الشهداء على درب الحسين وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، وكل المجاهدين الأبطال نماذج رائعة في إثبات وجودها وحققت نموذجاً جيداً وعظيماً.‏

ورأى قاسم: أن هذا النموذج الحضاري يتكرر اليوم في فلسطين، والانتفاضة الشريفة المباركة تسطر ملاحم البطولة والفداء، وتقف في مواجهة قوية وصلبة ولا تواجه إسرائيل وحدها، إنما تواجه الاستكبار والتواطؤ الدولي، ومع ذلك تقف ثابتة شامخة تعلن أمام العالم بأنها مستمرة لتحقيق الأهداف.‏

وقال: نحن نعلم أن التضحيات الكبرى في مقابل الاعتداءات المجرمة، هي إدانة للعالم المتحضر وللإنسانية، ولكن اعلموا أن إسرائيل عادت إلى نقطة الصفر فلا أمن لها في فلسطين، ولو تمكنت الانتفاضة الفلسطينية من أن تحافظ على هذا الاستنزاف، وبهذه الوتيرة فلن تعطي شرعية لإسرائيل وبرفض أي موقع يمكن أن يقوم به أي فلسطيني في أي موقع من مواقع المسؤولية، عندها ستكون قد حققت نصراً كبيراً وتراكم هذا النصر مع النصر الذي حققته الآن بزلزلة كيان إسرائيل، وبإعلام العالم بأنها موجودة، وأنها حاضرة، وأن فلسطين في قلب والجهاد والشهادة ولا يمكن أن يتراجع هؤلاء المجاهدون عن الدفاع عنها، وكذلك الأمة بأسرها.‏

وأعتبر الشيخ قاسم: أن الانتفاضة شرف وكرامة الأمة بأسرها واستمرارها مطلب أساس، وأي عمل لإسكاتها أو إخمادها أو المساومة عليها سيكون في مصلحة إسرائيل، وسيكون تآمراً على فلسطين وعلى الانتفاضة، أما استمرارها فهو شأن يعني الفلسطينيين بالطريقة التي يرونها مناسبة كماً ونوعاً في المكان والزمان المناسبين لأنهم أدرى بما يصلح شؤونهم وأدرى بما يغيظ أعداء الله تعالى.‏

وقال: ليعلم العالم بأنه مدان لأنه يرى جرائم إسرائيل اليومية ولا يحرك ساكناً، وهنا لا خيار إلا الموقف والاستشهاد، وهذا الاستشهاد هو الذي يقلب المعادلة.‏

وحول الحرب الأمريكية على العراق قال سماحته: أن هذه الحرب تستهدف السيطرة العسكرية على المنطقة لتغيير خارطتها السياسية، ومن حق الشعب العراقي المعذب أن يحدد خياراته بحرية كاملة، لا أن يدفع ثمن العدوان والاحتلال بسبب الأطماع الأمريكية التي تتحدث عن حاكم عسكري ومساندة إسرائيل والسيطرة على منابع النفط، وتغيير الواقع السياسي في المنطقة.‏

وسأل: من نصَّب أمريكا لتكون حامية للنظام العالمي مشرفة على انتداب نفسها من أجل أن تحكم الشعوب، وهل يحق لها أن تتفرد مخالفة للرأي العام العالمي وأكثرية دول العالم؟.‏

وقال: لقد انكشف القناع ولم تعد التبريرات التي تسوقها أمريكا للعدوان على العراق خافية لتشعل المنطقة وتكرس سياستها ومصالحها ومصالح إسرائيل، لكن لن تسلم من فعلها، ولن تتمكن من تحقيق أحلامها، فالغليان الشعبي على مستوى منطقتنا مؤشر للرفض، والاحتلال بنفسه يشكل مؤشراً للاستفزاز الطبيعي، وشعب العراق هو شعب معطاء ونحن نثق به، وهو لا يقبل ظلماً ولا احتلالاً، وستثبت الأيام ما أثبته التاريخ من سقوط الظلم والاستكبار مهما علا وتجبر.‏

وحيا الشيخ قاسم صمود لبنان وسوريا والانسجام في المواقف والمنعطفات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، مؤكداً أن هذا المحور هو نقطة الإضاءة العربية الرسمية المواكبة لتطلعات شعوب المنطقة في دعم المقاومة والانتفاضة في فلسطين.‏

ونوَّه بالموقف الشجاع للرئيس بشار الأسد في القمة العربية وما قبلها وما بعدها، مؤكداً أننا معاً نشد على الأيدي وننطلق من رؤية مشتركة لا تقبل الخضوع للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، ولا تقبل أن تكون مطية أو معبراً لأهداف إسرائيل.‏

وقال: إننا معاَ في لبنان الموحد بإدارة الرئيس لحود الذي جسد موقعية لبنان المقاوم القوي الثابت، وها نحن نرى اليوم نتائج موقع لبنان بسبب انتصار مقاومته وبسبب الالتفاف الذي حصل حوله، وهنا يبرز خطاب مجلس المطارنة كعنصر إيجابي يساهم في وحدة الكلمة، داعياً الجميع كي يعززوا هذه الوحدة، فلا تكون طارئة ولا مؤقتة، ولا تنحصر بموضوع واحد، واستثمار المناخ الإيجابي في تعزيز الوضع الداخلي وفي معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقوف صفاً واحداً أمام الأخطار التي تأتينا من الخارج.‏

وختم: سنعمل لنحفظ دماء الشهداء وللإفراج عن المعتقلين والأسرى وعلى رأسهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج أبو مصطفى الديران، وندعو بالفرج للإمام الصدر، وسنعمل بكل جهد من أجل أن نحفظ كرامة الإنسان وأن يبقى لبنان قوياً وفلسطين قوية، من أجل أن نستعيد الأرض، وستثبت الأيام أن أبناء الإمام الحسين(ع) هم حركة دائمة من أجل العطاء ورفض الظلم والاستكبار و"هيهات منا الذل".‏