الموقف السياسي

مشروع إسقاط سوريا المقاومة فشل ولم يعد هناك إمكانية ليحقق الآخرون ما يريدون في سوريا، وعليهمأن يتعايشوا مع هذه النتيجة / حفل تأبين الحاج صلاح الحاج حسن في 30/10/2013

مشروع إسقاط سوريا المقاومة فشل ولم يعد هناك إمكانية ليحقق الآخرون ما يريدون في سوريا، وعليهمأن يتعايشوا مع هذه النتيجة / حفل تأبين الحاج صلاح الحاج حسن في 30/10/2013
- طالبنا بالشراكة ولم نطالب بالعدالة.
- يستحضرون الأزمة السورية إلى لبنان، ويدَّعون أن غيرهم يأتي بأتون النار إلى لبنان.
- مشروع إسقاط سوريا المقاومة فشل ولم يعد هناك إمكانية ليحقق الآخرون ما يريدون في سوريا، وعليهمأن يتعايشوا مع هذه النتيجة.



الكلمة التي ألقاها في حفل تأبين الحاج صلاح الحاج حسن ( عم وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن) في حسينية البرجاوي.

ومما جاء فيها: 

طالبنا بالشراكة ولم نطالب بالعدالة.
العقلية الإلغائية لا يمكن أن تبني بلداً.
هناك انقياد كامل للمشروع الأمريكي الإسرائيلي على حساب الاستقرار.
يستحضرون الأزمة السورية إلى لبنان، ويدَّعون أن غيرهم يأتي بأتون النار إلى لبنان.
مشروع إسقاط سوريا المقاومة فشل ولم يعد هناك إمكانية ليحقق الآخرون ما يريدون في سوريا، وعليهم أن يتعايشوا مع هذه النتيجة.


في لبنان نعيش أزمة حقيقية بسبب وجود بعض الشركاء في الوطن الذين لا يريدون الشراكة ولا يريدون بناء الدولة، وقد طالبنا بالشراكة ولم نطالب بالعدالة، واعتبرنا أن الثلث الضامن هو الحد الأدنى للشراكة، وإلاَّ فعدالة أن نمثل في مجلس الوزراء بحسب الأحجام النيابية، مع ذلك نحن لا نبتغي المحاصصة وإنما نريد قيام الدولة مع شركائنا في الوطن ولا تقوم الدولة إلا إذا كنا فاعلين كما نريد لغيرنا أن يكون فاعل، ولا طرح معادلة 9-9-6 هي في الواقع لمصلحة أن يشعر كل شريك بأنه مؤثر في القرار الاستراتيجي والأساسي في البلد، وهذا يجب أن يكون محل قبول من الجميع طالما أننا جميعاً لا نملك الأكثرية التي تؤهلنا أن لا نرى الآخرين معنا أو أمامنا.
 للأسف نحن نعيش مع جماعة لديهم عقلية إلغائية، وهذه العقلية الإلغائية هي السبب المباشر لكل الأزمات التي عصفت في لبنان من سنة 2006 حتى الآن، لاحظوا معي: تحول دستور الطائف إلى ألعوبة ، وأصبح دستير القوانين وجهة نظر، حتى العناوين الواضحة في القانون بدأت تُفسر بطريقة تنسجم مع الأمزجة التي تأخذ القوانين إلى حيث تريد، وقد سعت هذه الجماعة لانتخاب رئيس الجمهورية سابقاً بالنصف زائد واحد ولولا عقبات موضوعية من طوائف كبرى في البلد لقاموا بهذا الإجراء، ولكنا وجدنا أزمة كبيرة الله أعلم إلى أين يمكن أن تصل. ولأول مرة بعد دستور الطائف تستمر حكومة غير ميثاقية ليس فيها مكون أساسي في البلد لمدة سنة ونصف من دون أن يرف لهم جفن، ولكنهم أخذوا البلد إلى المشاكل والفوضى والتقاتل الداخلي بسبب الصنف الذي يريد إلغاء الآخرين ولا يرد على مطالبهم ولا يناقشهم في حقوقهم المشروعة. وقد رفضوا المشاركة في حكومة الرئيس ميقاتي، ويومها كاد البلد يشتعل لأنهم لا يريدون المشاركة وإنما يريدون الاستئثار، وجربوا شبكة اتصال المقاومة السلكية وهم يعلمون أنها مقوم أساسي لقيام المقاومة وتأثيرها في مشروع المواجهة ضد إسرائيل، هذا يعني أنهم يريدون إسقاط المقاومة من خلال هذا المدخل ومن خلال تعريض الجميع للمحاسبة والمساءلة.
 هذه العقلية الإلغائية لا يمكن أن تبني بلداً، نعم تستطيع أن تخرب وأن تُحدث الفوضى، ولا يحق لهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة وينسوا الشركاء، وللأسف هناك انقياد كامل للمشروع الأمريكي الإسرائيلي على حساب الاستقرار، كيف يحصل هذا الانقياد؟ يستحضرون الأزمة السورية إلى لبنان، ويدَّعون أن غيرهم يأتي بأتون النار إلى لبنان، وإذا وجدنا الأحداث والمشاكل التي تحصل في هذا البلد سنرى تماماً أنهم وراء كل مشكلة تدَّعي أنها من آثار الأزمة السورية، فبدل أن ننتظر أن تأتي نتائج الأزمة السورية وحدها هم يستحضرونها ويأتون بها إلى لبنان، ويشعلون لبنان بمشاكل وأحداث وتطورات مدعين أنهم يحاولون أن يعملوا لخدمة ها البلد.
 هؤلاء يسلكون مسلك الخطاب التحريضي، ولا يعجبهم أي طرح يدعو إلى الوحدة والتعاون والشراكة، وكأنهم لا يطيقون معهم أحداً، ولكن هؤلاء لا يستطيعون فعل شيء.
 انظر اليوم كيف يعطلون الدولة مفصلاً وراء مفصل، عطلوا تشكيل الحكومة، وعطلوا المجلس النيابي، وعطلوا قانون الانتخابات، ويعطلون كل مشروع يمكن أن يؤدي إلى قيام الدولة، وهم كادوا أن يوجهوا سهاماً مؤذية جداً لمؤسسة الجيش اللبناني التي هي المؤسسة الوحيدة الباقية اليوم وقادرة على أن تجمع اللبنانيين وتحقق بعض الإنجازات.
 نحن ندعوهم إلى الدولة الجامعة للجميع ولا يمكنهم أن ينتجوا حالة على قياسهم لأنهم عاجزون عن ذلك، نعم بإمكانهم أن يخربوا وأن يعطلوا وهذا ما يفعلونه اليوم. أسألهم: دلونا على اقتراح عمل إيجابي أو فكرة أنتم مستعدون لتسيروا فيها من أجل بناء الدولة؟ يدمرون الدولة ويقولون أنهم يعمرون الدولة، يدمرون الدولة على رؤوسهم وعلى رؤوس الآخرين ولا يرف لهم جفن لذلك، وأي عمل إيجابي قاموا به حتى الآن؟  للأسف هم لا ليلتفتون لمصلحة لبنان.
 لاحظوا إسرائيل المتوترة في المنطقة والتي كانت ولا زالت سبباً أساسياً لكل المشاكل التي نعاني منها، هل يعقل أن تكون إسرائيل خارج دائرة تفكيرنا، وخارج دائرة المواجهة؟ إسرائيل متوترة اليوم من دبلوماسية الملف النووي الإيراني الذي استبدل العسكرة بالدبلوماسية، ومنزعجة من عدم استدراج سوريا إلى حربٍ عليها بعد حل أزمة الكيميائي، وهي تفاوض الفلسطينيين ولكن لم تقدم لهم شيئاً وما قدمته على صعيد الإفراج عن الأسرى هو شكلٌ لا قيمة له أمام حوالي 10 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلي، كل أزماتنا من إسرائيل والبعض لا ينظر إليها.
 راجعوا ملفات المنطقة: أزمة احتلال العراق عنوانها حماية إسرائيل والسيطرة على النفط، وضرب القوة العسكرية العراقية حتى لا تكون يوماً من الأيام ضد إسرائيل، المحاولات التي تجري اليوم لتدمير سوريا من أجل غراحة إسرائيل وضرب مشروع المقاومة الذي يزعجها، الحرب التي حصلت على لبنان في تموز 2006 كانت تريد سحق المقاومة الإسلامية لترتاح إسرائيل وتتحكم بمسار ومصير لبنان، الحرب التي حصلت على غزة أيضاً من أجل تثبيت المشروع الإسرائيلي وضرب بنية المقاومة الفلسطينية، كل الأزمات التي نراها اليوم في منطقتنا بشكل سلبي سببها إسرائيل.
هؤلاء الداعون إلى إسقاط مشروع وقدرة المقاومة هم يخدمون المشروع الإسرائيلي بشكل مباشر، وهم يعلمون أنهم يخدمون المشروع الإسرائيلي، ولكن لم يعد لديهم حياء، وهم يفضلون المشروع الإسرائيلي على مشروع المواطنة وعلى المشروع العربي...
بطبيعة الحال لأن بعض قياداتهم يعتد على بقائه على عرشه على الخدمات الإسرائيلي، فيستخدمون الاستبداد والقمع وربط المسارات في بلدانهم الاقتصادية والسياسية بالاستكبار، كل هذا من أجل أن يبقوا حكاماً تحت المظلة الإسرائيلية حتى ولو ذهبت فلسطين والمنطقة بأسرها.
 انتبهوا الخطر هو إسرائيل، ويجب أن نعيد البوصلة إلى هذا الخطر وإلاَّ لا خلاص لنا إذا كنا نهتم بالسيطرة على بعضنا بعضا، وبمحاولة تخريب بلداننا وإسرائيل تنعم بالاستقرار.
سأقولها واضحة: مشروع إسقاط سوريا المقاومة فشل ولم يعد هناك إمكانية ليحقق الآخرون ما يريدون في سوريا، وعليهم أن يتعايشوا مع هذه النتيجة وأن يخففوا خسائرهم لأن الحل اليوم أفضل من الحل بعد فترة من الزمن، والمراهنة على الوقت والمعارضة المتعددة الجنسيات التي تقاتل في سوريا بتمويل أمريكي خليجي هي معارضة فاشلة لا تستطيع أن تصنع مستقبلاً لسوريا، نعم تستطيع أن تخرب وأن تقتل، من هنا كلما تقدم الحل السياسي في سوريا كلما وفرنا الدماء والتدمير والخراب، وإذا أصبحت سوريا مستقرة فهذا يعني أن يستفيد لبنان وفلسطين والعراق والأردن وتركيا وكل المنطقة تستفيد من استقرار سوريا، كما سوريا غير المستقرة فنتائجها على الجميع، وأقول لبعض الدول التي تعبث كثيراً في النار وتريد آمالاً لا يمكن تحقيقها، لا تظنوا أن بلدانكم بمنأى عن أن تخرب في يومٍ من الأيام إذا استمريتم بهذه الطريق وبهذه الأعمال. الخيار الوحيد للجميع هو الحل السياسي فيه مصلحة للبنان ولسوريا وللمنطقة.