الموقف السياسي

خطاب بوش يعد تدخلاً سافراً ومحاولة خبيثة لإلغاءً الإيديولوجيات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط تحت عنوان أنها إرهابية

الكلمة التي ألقاها نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج أخوات شاركن في دورات إسعاف أولي وتثقيف صحي، بدعوة من الهيئة الصحية الإسلامية والهيئات النسائية في حزب الله. ومما جاء في كلمة سماحته:

الكلمة التي ألقاها نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج أخوات شاركن في دورات إسعاف أولي وتثقيف صحي، بدعوة من الهيئة الصحية الإسلامية والهيئات النسائية في حزب الله. ومما جاء في كلمة سماحته:

(...)، لولا أن أمريكا ضعيفة لما استخدمت قوتها العسكرية لقهر منطقتنا، ولو كانت أفكارها مقنعة لانتظرت حتى تنتشر فيحل الناس محلها في طرح أفكار أمريكا والغرب، ولكنهم عجزوا وضجوا ولأنهم لا يستطيعون الانتظار طويلاً دخلوا بجحافلهم ليفرضوا بالقوة ما يريدون.‏

إنَّ احتلال أمريكا للعراق هو احتلال مرفوض تحت كل العناوين التي طُرحت، فالعراقيون لا يحتاجون إلى وصاية، والمنطقة لا تحتاج إلى من يفكر نيابة عنها، وعلى كل حال فإذا كان إدعاؤهم أنهم دخلوا إلى العراق لإنقاذ الشعب العراقي من الطاغية صدام فها قد سقط صدام فليخرجوا من العراق ويتركوا الشعب العراقي لخياراته بمعزل عن إشرافهم وسيطرتهم وسلبهم لثروات العراق، وكل الإدعاءات التي يقولونها عن رغبتهم في إنقاذ الشعب العراقي إدعاءات مرفوضة، حتى التكلفة المالية الكبرى التي يدفعونها إنما هي جزء من الاستثمار الاقتصادي والسياسي الذي لا يتم إلاَّ بهذه الدفعة الأولى وبهذه المقدمات، فقد علمتنا أمريكا أن تعمل دائماً بحسابات الأرباح المالية والسياسية لا بحسابات الإنسانية والأخلاق.‏

نحن لا نقبل أن تمر امريكا عبر العراق لتغير معالم المنطقة بحسب إرادتها، بل نريد أن يُترك الناس لخياراتهم، سواءًا على مستوى الأنظمة أو على مستوى المستقبل أو على مستوى الأفكار، لقد سمعنا خطاب بوش بالأمس فهو يريد تغييراً في منطقة الشرق الأوسط ويريد إلغاءًا لإيديولوجيات موجودة في منطقة الشرق الأوسط تحت عنوان أنها إرهابية، لكن هذا يعد تدخلاً سافراً ومحاولة خبيثة من أجل مواجهة الإسلام والطروحات الحرة في منطقتنا تحت عناوين براقة وتحت عناوين الإشراف على الوضع العالمي، فمن نصَّب أمريكا لتكون وكيلة عن البشرية جمعاء، ومن الذي أعطاها الحق في ان تتدخل في أفكار الناس أو في أرصدة الناس أو في مستقبل هؤلاء الشباب والشابات، من الذي أعطى أمريكا الحق في ان تدخل إلى العراق غازية على الرغم من رفض العالم بأسره ومع ذلك تمردت أمريكا على العالم، وكان يُفترض أن يجتمع العالم لمحاسبتها ومحاصرتها لا أن يتفرج عليها وهي تستمر في سيطرتها وسلطتها وانتهاكاتها وعدوانها.‏

نحن متمسكون بأن تكون خياراتنا في منطقتنا هي الخيارات الحرة التي نأخذها بملء إرادتنا، فلا نحتاج إلى وصاية من أحد، وإذا كانوا يدعون إلى إلغاء أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، فأنا أدعو العرب والمسلمين أن يغيروا من منطق طروحاتهم فلا يكرروا الطروحات الأمريكية والأوروبية في هذا الشأن، والتي تتحدث دائماً عن إلغاء الأسلحة في مناطقنا دون ان تتحدث عن إسرائيل أو أمريكا أو أوروبا أو العالم، فليرفع السلاح النووي من كل دول العالم قاطبة بمن فيها امريكا فلا حاجة لأن يكون موجوداً عندها كي لا تهدد البشرية في لحظة غضب، وكي لا تستخدم هذه الإمكانية بطريقة عشوائية، وقد عودتنا ان تنتهك حقوق الإنسان بأسلحة أقل فكيف إذا وجدت الفرصة مناسبة لاستخدام النووي ضد العالم. نحن ندعو إلى إلغاء السلاح النووي والكيميائي والبيولوجي من كل العالم بما فيها أمريكا والدول الكبرى، إذ لا معنى بأن يتسلحوا بهذه الأسلحة والعالم بأسره لا يمتلكها ويبقون في حالة تهديد لهذا العالم خاصة أنهم يهددون العالم من غير هذه الأسلحة إذاً فما حاجتهم إليها.‏

مشكلتنا الكبرى أننا نحمل شعاراتهم ونحاول ان نسوقها وننسى بأنهم مطالبون بشعارات من حقنا، يجب ان نصرخ دائماً بوجود السلاح النووي عند إسرائيل وضرورة أن يرفع من التداول، فلو وقف كل مسؤول عربي في كل لقاء ووقف كل شخص له مكانة معينة في منتدى إقليمي أو دولي أو وطني وتحدث عن السلاح النووي الإسرائيلي وعن الخطر الذي يمثله على المنطقة لضجَّ العالم بكثرة هذه الإشارات ولوصلنا إلى وقت يمكن أن يُنزع فيه هذا السلاح بسبب هذا الإجماع الذي يصدر من هنا وهناك، ولكن الملاحظ أن الأنظار تتوجه إلى بعض دول العالم الإسلامي وتتكثف الإتهامات وتسير وسائل الإعلام بالاتجاه نفسه، في المقابل لا نرى حديثاً عن السلاح النووي الإسرائيلي أو عن المطالبة بإسقاطه.‏