الموقف السياسي

إما أن تختاروا بقاء حكومة تصريف الأعمال وإما أن تختاروا حكومة الشراكة وغير ذلك فليس بإمكانكم أن تفرضوا شيئاً / حفل تأبين الشهيد يوسف حلاوي في مجمع القائم في 29/10/2013

- لن تستطيعوا فعل شيء إلى بالتفاهم، فتعالوا نتعاون ونتشارك. - إما أن تختاروا بقاء حكومة تصريف الأعمال وإما أن تختاروا حكومة الشراكة وغير ذلك فليس بإمكانكم أن تفرضوا شيئاً. - الاسرائيليون يتغنَّون أنهم للمرة الأولى يشعرون بهذا التناغم اللصيق بينهم وبين بعض الدول الخليجية في المواقف من إيران وسوريا وحزب الله. - عندما نقوم بواجبنا بوضع حدٍّ لامتداد نيران الأزمة في سوريا إلى لبنان ونحمي المقاومة من خلال أعمالنا وتضحيات شبابنا، فهذا جزء لا يتجزأ من المقاومة التي تتساوى وتعادل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

ومما جاء فيها:

لن تستطيعوا فعل شيء إلى بالتفاهم، فتعالوا نتعاون ونتشارك.
من حق مدينة طرابلس أن تعيش الأمن والاستقرار كما تعيش المناطق اللبنانية الأخرى.

إما أن تختاروا بقاء حكومة تصريف الأعمال وإما أن تختاروا حكومة الشراكة وغير ذلك فليس بإمكانكم أن تفرضوا شيئاً.
الاسرائيليون يتغنَّون أنهم للمرة الأولى يشعرون بهذا التناغم اللصيق بينهم وبين بعض الدول الخليجية في المواقف من إيران وسوريا وحزب الله.
عندما نقوم بواجبنا بوضع حدٍّ لامتداد نيران الأزمة في سوريا إلى لبنان ونحمي المقاومة من خلال أعمالنا وتضحيات شبابنا، فهذا جزء لا يتجزأ من المقاومة التي تتساوى وتعادل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
 

نحن لدينا مشكلة الآن في لبنان بعدم تشكيل حكومة وعدم انتظام المؤسسات الدستورية، ووجود حالة من انعدام الوزن على المستوى الإداري والسياسي. جماعة 14 آذار يهربون من الاستحقاقات بالتعطيل، ويعتبرون أن هذه الطريقة يمكن أن تُعطيهم فرصة مستقبلية تتغيَّر فيها الأوضاع، فيتمكنون من السيطرة، علماً أنهم أقلية نيابية ولا يستطيعون تشكيل الأكثرية النيابية التي تتمكن من إقرار أو اختيار نمط معيَّن أو حكومة معينة أو إعطاء الثقة لحكومة يمكن أن يتمَّ اختيارها. هم يراهنون على التطورات، والتطورات ليست في مصلحتهم، وكل المؤشرات تدل أن محور المقاومة يتقدَّم إلى الأمام ومحور أمريكا وإسرائيل يتراجع إلى الوراء، وهم في هذا المحور الآخر الذي أُصيب بانتكاسات عديدة خلال الفترة السابقة، ولكنهم لا يتَّعظون، هم يهدمون الدولة من خلال التعطيل وتغطية الفوضى التي تحصل في مناطق عدة، وهذا لن يؤدي لنتائج مثمرة لمصلحة لبنان. لطالما قلنا لهم لن تستطيعوا فعل شيء إلى بالتفاهم، فتعالوا نتعاون ونتشارك من أجل أن نعمِّر البلد، لكنهم مصرُّون على الاتجاه الآخر. هنا نعلن بكل وضوح، نحن ندعم الجيش الوطني اللبناني ليقوم بإجراءاته المناسبة لحفظ الأمن والاستقرار، وندعو إلى توفير الغطاء السياسي اللازم له، ونطالب جماعة 14 آذار بعدم تغطية المخلِّين بالأمن، والتوقف عن التحريض المذهبي والطائفي، ومحاولة تعطيل القوى الأمنية من القيام بواجباتها، فمن حق مدينة طرابلس أن تعيش الأمن والاستقرار كما تعيش المناطق اللبنانية الأخرى، وحرام أن تبقى بهذه الوضعية. أنا أسأل ما هي أرباح أولئك المعطِّلين للبلد بلا حكومة، الشراكة لازمة، وليسوا وحدهم في الساحة، والبلد للجميع، وبالتالي حكومة تصريف الأعمال الموجودة حالياً وهي أضعف الحلول هي أحسن من الفراغ ولكنها ليست لمصحلتهم، فخيرٌ لهم أن يقبلوا بالشراكة لأنهم سيحققون ربحاً وإن كان محدوداً، أما إذا كانوا يفكرون بخيار ثالث غير حكومة تصريف الأعمال وغير حكومة الشراكة فلا يوجد خيار ثالث، لا الآن وبعد شهر ولا بعد سنة، فإما أن تختاروا بقاء حكومة تصريف الأعمال وإما أن تختاروا حكومة الشراكة وغير ذلك فليس بإمكانكم أن تفرضوا شيئاً، فأنتم أقلية نيابية لا تستطيع أن تأخذ البلد إلى حيث تشاء.
لفتني خلال الأيام الماضية تصريحات وردت على ألسنة ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، كانوا يتغنَّون أنهم للمرة الأولى يشعرون بهذا التناغم اللصيق بينهم وبين بعض الدول الخليجية في المواقف من إيران وسوريا وحزب الله، كنت أتوقع أن يخرج أحد من جماعة الخليج ويقول أنه لا يسرُّنا أن نكون في هذا الموقع وأن نُحسب على إسرائيل، ولكن لعلِّي أكون مخطئاً ولعلَّ هذه الإشادة تُعجبهم ويستأنسون بها. لو جمعنا ما صُرف من أموال لتدمير سوريا خلال سنتين ونصف لكانت كافية لتحرير جزء من فلسطين وإعانة الشعب الفلسطيني، ولو قارنا بين ما دُفع للفلسطينيين وما دُفع لتدمير سوريا لما رأيناه يساوي شيئاً، هذه الدول تصرف على الفوضى، وعلى تخريب البلدان العربية المختلفة، وعلى قمع الحريات ما كان يمكن أن يغيِّر المعادلة في هذه المنطقة، لكن للأسف هؤلاء اختاروا خيارات سيئة.
لطالما نعينا شهداءنا بأنهم قاموا بواجبهم الجهادي، وهذا فخر لنا لأن الواجب الجهادي عندنا ينطلق من المشروعية والمصلحة، فمن مصلحتنا أن تكون سوريا المقاومة مستقرة، وليس فيها قتال ولا أزمة، ومن مصلحتنا أن لا يتحكم الأشرار والإستكبار وإسرائيل بمستقبل سوريا والمنطقة، وعندما نقوم بواجبنا بوضع حدٍّ لامتداد نيران الأزمة في سوريا إلى لبنان ونحمي المقاومة من خلال أعمالنا وتضحيات شبابنا، فهذا جزء لا يتجزأ من المقاومة التي تتساوى وتعادل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لأن ما يجري في سوريا هو جزء من تداعيات وجود الاحتلال، وجزء من إدارة الاستكبار الذي يريد تعطيل هذا الموقع المقاومة وتعطيل قدرة محور المقاومة على مواجهة التحديات.
لطالما قلنا أن الحل في سوريا سياسي، ومهما حاولوا لن يصلوا إلى نتيجة من خلال العمل العسكري سوى تدمير سوريا، وبكل وضوح الحل في سوريا مصلحة لنا ولسوريا وللمنطقة، والأزمة في سوريا ضرر علينا وعلى سوريا وعلى المنطقة، ونقول لأولئك الذين يستوردون الأزمة بإرادتهم: إعملوا لمصلحة بلدكم ومستقبل أجيالكم، وخفِّفووا من انتقال هذه الأزمة إلينا وقوموا بمساهمات تؤدي إلى الحل السياسي، فهذا أفضل لمصلحة لبنان ومصلحة سوريا.