لمناسبة المبعث النبوي الشريف أقام حزب الله احتفالا في حارة صيدا, وذلك برعاية وحضور نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم,الذي تحدث في الاحتفال ومما جاء في كلمته:
(....)، هل يعقل أن تُزرع إسرائيل في منطقتنا وقد مرت بتجربة لمدة 55 عاماً حتى الآن ومع ذلك هي المسبب للدمار والخراب والمشاكل وتربك المنطقة والعالم وتؤثر على الاقتصاد والأخلاق والمستقبل لكافة الأجيال ومع ذلك لا نر هذه الدول المستكبرة تغير رأيها او تعدِّل من موقفها، ألا يعتبر هذا تواطؤاً واعتداءً دولياً منظماً، وقد احتلت في البداية قسماً من فلسطين ثم بعد ذلك احتلت القسم الباقي مع باقي الأراضي العربية ثم بعد ذلك بدأت تتوسع جغرافياً ومن خلال الجدار ومن خلال تقطيع اوصال الضفة الغربية وقطاع غزة من اجل ان تسيطر ميدانياً كي تأخذ بلداً لا حياة فيه للآخرين وإذا كان فيه احد من الفلسطينيين فإن حياتهم تكون صعبة ومعقدة، هل هذه إسرائيل الديمقراطية التي يريدونها في منطقتنا، يجب أن يتعلموا ويعرفوا أن إسرائيل لا قابلية لها للحياة، يمكنهم أن يطيلوا من احتلالها ويمكنهم أن يغضوا عن جرائمها لكن أصحاب الأرض يرفضون الاحتلال، فالمسألة مسألة وقت فقط وليست محسومة لمصلحة إسرائيل مهما كانت الظروف والأوضاع الدولية معقدة.
ألم يراهنوا أن احتلال العراق سيؤدي إلى حل القضية الفلسطينية، ها هو العراق قد احتل وتعقدت القضية الفلسطينية أكثر وتعقد الأمريكيون أيضاً في العراق، ألم يراهنوا على ان يضعُف الشعب الفلسطيني وينهار فها هي الانتفاضة مستمرة وتتحمل كل الأثمان بل أولئك الذين لا يؤمنون بالانتفاضة حشروهم مع الانتفاضة حشراً لأنهم لم يعطوهم شيئاً ولأنهم لا يريدون التنازل عن أي أمر مهما كان بسيطاً.
بالنسبة لقرار المصرف المركزي اللبناني بالكشف عن أموال بعض قادة حماس وبعض الجمعيات المحسوبة عليها وفق للطلب الأمريكي الرسمي الذي أتى بوسائط متعددة وعبر الحركة الدؤوبة للسفير الأمريكي في لبنان، هذه الفضيحة هي فضيحة سياسية وأخلاقية في آن معاً، سياسية لأنها مخالفة تماماً لكل منهج الدولة وإجماع الشعب اللبناني والقرارات المتخذة لدعم المقاومة بكل أشكالها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأخلاقية لأنها مُررِّت بطريقة فيها خلسة وبأسلوب يحاول أن يتغاضى أو أن يتجاوز كل الاعتبارات التي لها علاقة بمتطلبات ومصلحة ومشاعر الشعب اللبناني، وعلى كل حال انفضحت هذه القضية وبرزت أمام الرأي العام ولن أدخل في تفاصيل المعالجة ولكنها مسألة مدانة بكل ما للكلمة من معنى، هنا أسأل سؤالاً : هل هناك أسماء ومنظمات وجمعيات أخرى مطروحة في داخل أروقة مكان ما، وتتابع بناء على الطلب الأمريكي لكنها لم تنكشف للرأي العام، فالمطلوب ان يكون هناك كشف كامل لكل التصرفات التي تجري في الكواليس كي لا تكون هناك أمور اخرى مخفية عن الرأي العام، ثم مهما كان المبرر فمجرد القبول بتحديد وجود حساب أم لا لجمع معلومات عن جهة لمصلحة الطلب الأمريكي فهو أمرٌ خاطئ مائة بالمائة مهما كانت التبريرات، إذ لا يمكن أن نكون أدوات بيد أمريكا نهيء لها الملفات لتنقض علينا بالوقت المناسب. وهنا المطلوب أيضاً من الدولة اللبنانية أن تلتفت إلى حركة السفير الأمريكي الذي أثبت من خلال أدائه بتدخلاته المستمرة في تفاصيل لها علاقة بواقع الحياة اللبنانية في داخل المصارف وعند بعض المسؤولين وعند بعض الموظفين الصغار، حيث يدخل إلى كل مكان ويقدم مطالبه من كل جهة من الجهات من دون ان يراعي القواعد الدبلوماسية في حصر علاقته بوزارة الخارجية وبالمعنيين فيها، لقد ثبت عند الجميع أن السفير الأمريكي في لبنان اتصل بمجموعة من البنوك اللبنانية وطلب بشكل مباشر طلبات حول أسماء يصنفها إرهابية، وهو يتصل بجهات عدة في لبنان مسؤولة أو غير مسؤولة بمستويات مختلفة ليطرح عليها الطلبات الأمريكية بالترغيب والترهيب بحسب كل جهة إذا كانت تخاف أو كانت تعيش طمعاً بمكاسب يمكن ان يعطيها السفير الأمريكي إياها بسبب موقعه وتأثير بلده. نحن نطالب بكف يد السفير الأمريكي عن التجول في الأماكن التي لا علاقة له بها وأن تضع الدولة اللبنانية حداً لهذه التصرفات .