برعاية وحضور نائب الأمين العام لحزب الله سماحة العلامة الشيخ نعيم قاسم أقامت جمعية المعارف الإسلامية الثقافية حفل تخريج لدورات"النور"-لمحو الأمية، حيث ألقى سماحته كلمة جاء فيه:
(...)، إننا نؤكد على ضرور متابعة الملف الجامعي على قاعدة بأن الجامعة اللبنانية اليوم تشكل الإطار الوطني الذي يجمع الفقراء والمحتاجين من كل طوائف لبنان من دون استثناء، هذه الجامعة التي دخل إليها حوالي 75 ألف طالب وطالبة، والذين يشكلون الرصيد الأكبر من طلاب الجامعة في لبنان، من حقهم أن يتعلموا وأن تتوفر لديهم جامعة قادرة علمياً ومالياً وتتمتع باستقلالية كافية تمكنها من إنجاز برامجها ومنافسة الجامعات الخاصة، كي لا تفرغ هذه الجامعة الوطنية من محتواها وإمكاناتها.
كنا لا نتمنى أن لا تصل الأمور إلى حد الإهمال الذي أدى إلى الإضراب المفتوح، وكان يفترض بالمسؤولين في الدولة اللبنانية أن لا يخضعوا الجامعة للحسابات السياسية، وأن يجعلوها في مهب الريح بسبب بعض الحسابات التي تقلص من دور وفاعلية وقدرة ووزن الجامعة، وقد أدخلوا إليها المحاصصة التي عطلت بعض مكامن القدرة العلمية والتي يجب أن تُحمى من تلك التصرفات، إننا ندعو إلى حلول جذرية وجدية ومعالجة شاملة تطال ليس موازنة الجامعة وحقوق الأساتذة وحسب، وإنما تشمل أيضاً التوجه التربوي السياسي الذي يحمي الجامعة من المداخلات السياسية، ويحمي اختياراتها من المحاصصة الطائفية وهذه مسؤولية الجميع وعلينا ان نعمل لها بكل جد حتى لا تتفاقم هذه المشكلة.
وحول وثيقة جنيف قال سماحته : هذه الوثيقة المجزءة للمشكلة الفلسطينية، والتي تحاول ان تنظر من جوانب ضيقة للمعالجة، والتي لا تصلح كحل للقضية الفلسطينية، ولا تؤدي إلى العدل في إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، يكفي أنها تُهمل حق العودة وتجعل أكثر من أربعة ملايين فلسطيني مشردين في أنحاء العالم، مقابل إعطاء شرعية للاحتلال الإسرائيلي لتكون عاجزة وقاصرة عن إعطاء الحل الحقيقي، إضافة إلى ذلك فإن هذه الوثيقة تأتي في الزمن الضائع، الذي وقع الإسرائيليون فيه في المأزق، وهذا المأزق يجب أن يبرز إسرائيلياً وعالمياً أكثر فأكثر ليتبين الخطر والأخطار التي تسببها الإدارة الإسرائيلية، لا أن تكون هذه الوثيقة في وقت تُسقط فيه الحلول بشكل متدني كي تكون الانطلاقة بعدها من خلال شروط متدنية في مستواها ولا تواكب ادنى طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني. لا زلنا على إيماننا بأن الشعب الفلسطيني يستحق أن تعود له أرضه بحرية وكرامة وأن انتفاضته المباركة هي التي أوجدت معادلة الإرباك الإسرائيلي من أن يُشرَّع هذا الكيان الغاصب، ويجب أن تتم المتابعة في هذا الاتجاه بالطريقة التي يراها القادة الميدانيون مناسبة لحركتهم واتجاههم، لا أن تكون هناك حلول تنقذ الإسرائيلي من مأزقه خاصة في الوقت الضائع أمريكياً حيث يتلهى الأمريكيون اليوم بمصيبتهم ومشكلتهم في احتلالهم للعراق، وبمساعيهم لحشد كل التأييد للانتاخابات الرئاسية الأمريكية، ما يعني أنهم لا يتطلعون إلى حل القضية الفلسطينية في هذه المرحلة، وإنما يريدون تقطيع الوقت فقط ضمن إثارات غير جدية وغير فاعلة.