من الطبيعي أن تكون الحكومة على شاكلة التمثيل النيابي.
حكومة الأمر الواقع التي يتحدثون عنها بين الفينة والأخرى هي حكومة الهدم والتخريب.
حكومة 8-8-8 فهي مرفوضة ومستحيلة بالنسبة إلينا.
كانوا يتمنون أن لا يقبل الحزب بالانتشار الأمني في الضاحية وهم متألمون ومنزعجون جداً.
نحن مع الدولة بكل أجهزتها لتأخذ دورها كاملاً، ولسنا مستعدين أن ننوب عنها في أي شيء.
الكلمة التي ألقاها في حفل تخريج الطلاب الناجحين في الشهادتين المتوسطة والثانوية في ثانوية المهدي ـــ شاهد بحضور أهالي الطلاب وحشد من الفعاليات التربوية.
ومما جاء فيها:
من الطبيعي أن تكون الحكومة على شاكلة التمثيل النيابي، أن تتمثل الكتل النيابية بحسب أحجامها وأوزانها في داخل الحكومة. ورئيس الحكومة التي اختارته هذه الكتل يتحمل مسؤولية أمامها وأمام الشعب اللبناني في أن يقدم تشكيلة وزارية تلتزم مع أحجام هذه الكتل، وليس حراً \ان يتصرف كما يريد البعض، لأنه وكيلٌ عن هه الكتل فعليه أن يكون أميناً على هذه الوكالة، والحكومة الوطنية الجامعة هي التي
تملك مكوناتها قدرة على المساهمة في صنع قراراتها، وإلاَّ الموضوع ليس موضوع توزير لأفراد، ولا موضوع إعطاء مناصب ومكاسب، الحكومة موقع قرار وعندما نتحدث عن التمثيل في داخل الحكومة إنما نتحدث عن المشاركة في القرار، نحن لا نبحث عن وظيفة، ولا عن وزارة، ولا عن موقع وإنما نبحث عن بناء لبنان ومستقبله، وهذا يتطلب أن نكون مشاركين في القرار.
أمَّا حكومة الأمر الواقع التي يتحدثون عنها بين الفينة والأخرى فهي حكومة الهدم والتخريب، ولا يطرحها عاقل أو حريص.
نحن نعلم أن جماعة 14 آذار لا تريد حكومة بل مزرعة، وتريد أن تكون مسيطرة على الأغلبية في داخل هذه الحكومة، وأن يكون بيدها أكثرية الثلثين وذلك من أجل أن يتحكموا بالقرارات المصيرية، ولا يهمهم حتى ولو ذهب البلد إلى الهاوية شرط أن لا نكون شركاء في بنائه، علماً أن الهاوية تقعوا على رؤوسهم وعلى جماعتهم أولاً، ولكن يقبلون بذلك إلاَّ أنهم لا يقبلون الخير إذا أتى من عندنا.
هذا شأنهم، ولكن ألم يدركوا خلال الأشهر الخمسة أنهم ليسوا في موقع من يقرر وحده وأن خياراتهم المحلية والإقليمية تنتقل من فشل إلى فشل، فهم يستحقون جائزة نوبل بالفشل والنجاحات التي حققوها في الفشل المتراكم.
راهنوا على الوضع السوري وأن جماعتهم من أكلة الأكباد وقتلة البشر سيفوزون هناك، وعندما تنقلب المعادلة في لبنان لمصلحتهم، ولكن لم ينجح أكلة لحوم البشر ولم يتمكنوا من تغيير المعادلة، وأصيبوا بفشل واضح.
وراهنوا على الموقف الأمريكي ، واعتبروا أن أمريكا ستعتدي على سوريا، وكانوا فرحين علماً أن الاعتداء هو خطوة من خطوات تدمير سوريا بلداً وشعباً وانعكاس هذا التدمير على كل المنطقة، ولكن فشل مشروع التدمير المنهج، وهناك حلول سياسية مطروحة آلمت هؤلاء المنتظرين لنتائج سوريا.
وراهنوا على الدول الإقليمية في المنطقة ولكن وهؤلاء يعانون من الارتباك وفشل الخيارات ويلطمون الخدود والصدور وليس بيدهم حيلة، بكل وضوح يوجد خياران فقط: حكومة وطنية أو بقاء حكومة تصريف الأعمال إلى ما شاء الله تعالى وترجيح أي واحد منهما بيد 14 آذار.
نحن نتمنى أن تأتي الحكومة الوطنية الجامعة ونريدها ونسعى إليها، فإذا لم تشاؤوا ذلك فحكومة تصريف الأعمال موجودة.
أما حكومة 8-8-8 فهي مرفوضة ومستحيلة بالنسبة إلينا، لماذا؟ لأن الثمانية الذي تريدون إعطائها إلينا يعني أن يكون الثلثان، وها يعني كل القرارات المصيرية تتخذونها بأغلبية الثلثين من دون حاجة للثمانية، والقرارات الإدارية تأخذونها بأكثرية النصف زائد واحد من دون الحاجة إلى الثمانية، إذاً ما فائدة أن يكون لنا ثمانية في داخل الحكومة إذات كانت كل القرارات الإدارية والسياسية والمصيرية تستطيعون إتخاذ قرارات فيها فماذا نفعل داخل الحكومة؟ لذلك عندما نرفض حكومة ث8-8-8 لأننا نرفض أن نكون في مزرعة وشهود زور، لماذا؟ لأن أداءكم خارج الحكومة الآن وفي حكومات سابقة لا يبشر بخير، على الأقل نريد أن نكون معكم في حكومة واحدة حتى تنضبطوا قليلاً لمصلحة البلد وشعوبكم، والله لا نريد إلاَّ الخير ولكنكم لا تريدونه للناس.
انتشرت القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية بسلاسة وترحيب للتفتيش عن السيارات المفخخة والمتفجرات التي صمَّم التكفيريون ومن ورائهم في إرسالها إلى عقر دارنا من أجل إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر والشهداء بين الناس، دخلت القوى الأمنية ولم يعد هناك أي حضور مباشر على الأرض لحزب الله، وفوجئ العالم بأن طريقة الانتشار لائقة وجميلة وفيها معنى أخلاقي كبير، وتعاون بيننا والناس من جهة، والقوى الأمنية من جهة أخرى بحيث لم تحصل مشكلة واحدة أثناء الانتشار، والقوى الأمنية محترمة الدور وهي مطالبة بالفعالية والجدية، ويوجد تعاون كامل مع هذه القوى.
بالتأكيد جماعة 14 آذار فوجئوا، كانوا يتصورون أننا نقبل انتشار الجيش ولا نقبل انتشار قوى الأمن الداخلي، قلنا لهم نقبل بالجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وكل ما اسمه أجهزة أمنية في البلد مسؤولة عن الأمن وليس لدينا حساسية من أحد، لأننا نعتبر من يفكر بالخطأ أن يتعمد الخطأ سيخسر هو.
فاجأ حزب الله 14 آذار بموقفه المطالب والمرحب والمساعد على الانتشار، على كل حال كل مواقف حزب الله مفاجئة لهم، لأنهم يتحدثون عنه بالصورة التي يرسمونها، وهناك نماذج على هذا الأمر: تصوروا أن عدوان تموز على لبنان سيسحق هذا الحزب، تبين أن الصمود الذي حصل من المقاومة والشعب والجيش في تموز خرج معه حزب الله أقوى مرات ومرات مرفوع الرأس مع الشعب والجيش أمام كل العالم رادعاً لإسرائيل ردعاً حقيقياً تخشى معه إسرائيل من مواجهة حزب الله.
أجروا الانتخابات النيابية في سنة 2009، لم نأخذ الأغلبية في الانتخابات النيابية، ووافقنا على هذه الانتخابات، وكانوا يتوقعون أن يقوم الحزب بعمل ما لأنه لم يفز بالأغلبية، جاءت الحكومة وتفاهمنا على حكومة وحدة وطنية، بعد ذلك أخلى الرئيس الحريري بالتزاماته فأُسقطت الحكومة ، وأتى الرئيس ميقاتي وقلنا له نحن حاضرون أن نكون شركاء مع جماعة 14 آذار ويأخذوا الثلث الضامن، هم لم يقبلوا .
دخلنا إلى المجلس النيابي وإلى مجلس الوزراء، الحمد لله سمعة نوابنا ووزرائنا مثل المسك، رفضنا المشروع التدميري لسوريا قلنا لا، لأن هذا المشروع التدميري ليس فيه مصلحة لا للقيادة ولا للشعب السوري، وكفى قولاً بأنهم مع الشعب السوري، أي شعب سوري؟ مع النصرة أو مع داعش، أو مع الأسماء التي سميتموها، قلنا مراراً وتكراراً لسنا مع تدمير سوريا إنما مع الحل السياسي وقدمنا مساهمتنا كي لا تدمر سوريا لمصلحة مشروع المقاومة في المنطقة بأسرها، وليس في سوريا فقط، مع ذلك تأذوا لأنهم يرون أن قناعاتنا تنجح بحمد الله تعالى.
في كل المحطات قلنا أننا مع الدولة، وهم يقولون أننا لسنا مع الدولة! فكيف يكون الواحد مع الدولة مثلا؟ إذا يدفع ضرائب يكون مع الدولة، إذا يقبل بقضاء الدولة يكون مع الدولة، إذا يقبل بالقوى الأمنية يكون مع الدولة، فهم مربكون كيف نحن مع الدولة، معقول أن المقاومة تكون مع الدولة، قلنا لهم مشروع مبدع اسمه" الجيش والشعب والمقاومة" يتكامل في إطار إضاءة تحرير والاستقلال من دون أن يؤثر على مشروع الدولة ومسارها،فكنا مع المقاومة وكنا مع الدولة وكنا مع الشعب وهذا ما أغاظهم.
كانوا يتمنون أن لا يقبل الحزب بالانتشار وهم متألمون ومنزعجون جداً، كانوا يقولون الحزب عنده أمن ذاتي ويريد أن يأخذ مكان الدولة، لم تأتِ القوى الأمنية وقتها لأنها لم تكن جاهزة، وعندما أصبحت جاهزة أتت.
لا تنتشر القوى الأمنية في بعض المناطق لأن الزمام انفلت من أيدي 14 آذار ولكن الناس هي التي تدفع الثمن، وأنتم تعلمون أن الأماكن التي لا تنتشر فيها القوى الأمنية هي الأماكن التي هيأتموها للعداء مع الدولة وللفساد ولأمراء الأحياء، ولذا الآن في إحدى المناطق يوجد 4000 عنصر أمني وعسكري ولا يوجد خطة أمنية، بينما في كل الضاحية 800 عنصر أمني وهناك خطة أمنية.
نحن مع الدولة بكل أجهزتها لتأخذ دورها كاملاً، ولسنا مستعدين أن ننوب عنها في أي شيء، لم ولن نأخذ من طريقها صلاحية أو مسؤولية، حتى المقاومة التي أثبتت فعاليتها وضرورتها فإنها بالنسبة إلينا مساندة للدولة وليس بعيدة، لذا عندما نقول: المقاومة مع الجيش يعني مساندة للجيش، والشعب مع الجيش يعني مساند للجيش، المقاومة والجيش والشعب لطرد الاحتلال، أما إذا كنتم لا تريدون المقاومة فقط لأنكم لا تتحملونها فقولوا لنا ماذا تصنعون بإسرائيل، إذا كنتم تقبلون إسرائيل ولا تقبلون المقاومة فهيهات منا الذلة، وستبقى المقاومة ولن تبقى إسرائيل.