الموقف السياسي

ستبقى سوريا قيادة وشعباً مرفوعة الرأس, ونحن معها بكل أحوالها لتصمد وتخرج من هذه الأزمة / مؤتمر مناهضة العدوان الأمريكي على سوريا ودعم المقاومة في فندق الماريوت سابقاً في 16/9/2013

ستبقى سوريا قيادة وشعباً مرفوعة الرأس, ونحن معها بكل أحوالها لتصمد وتخرج من هذه الأزمة / مؤتمر مناهضة العدوان الأمريكي على سوريا ودعم المقاومة في فندق الماريوت سابقاً في 16/9/2013
ستبقى سوريا قيادة وشعباً مرفوعة الرأس, ونحن معها بكل أحوالها لتصمد وتخرج من هذه الأزمة



بسم الله الرحمن الرحيم، نجتمع اليوم لمناهضة العدوان الأمريكي على سوريا ودعماً للمقاومة، ابدأ بالحديث عن سوريا.
 تواجه سوريا من موقعها في محور المقاومة محور الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل, وما يجري في سوريا هو المواجهة بين محورين: محور المقاومة ومحور أمريكا وإسرائيل، وهناك عدوانٌ حقيقي يريدونه على محور المقاومة من خلال سوريا، ومطالب هذا العدوان تدمير قدرات سوريا وشعبها، وتهميش دورها، وإضعاف المقاومة، وإراحة إسرائيل.
 وقد رأينا خلال السنتين والنصف، إمداداً بالمال والسلاح، وحشد المقاتلين من 80 بلداً، ومواقف عربية وإقليمية ودولية تريد التغيير في سوريا بالقوة, والتهديد بالعدوان الأمريكي، نحن نقول: حرام هذا التدمير المنهجي لسوريا، ونحن مع الشعب السوري الصامد في وجه التحديات الخارجية والمتآمرة على مستقبله.
 يطلبون من القيادة السورية ما لم تحققه اعتداءاتهم، نقول لهم: لا تنوبوا عن الشعب السوري، ودعوه يختار ويحاسب ويقرر، لماذا تخافون من إجراء انتخابات نزيهة في سوريا يختار فيها الشعب السوري قيادته ودستوره ويقوم بالتعديلات التي يريدها.
 لقد ابتدأ المحور الآخر بالعدوان لتغيير موقع سوريا ودورها، فآزرها محور المقاومة بعد مدة طويلة من التدخل الخارجي، ولنا الفخر أن نكون في محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين وكل الشرفاء الذين يؤمنون بحريتهم وكرامتهم وسنبقى على هذا المنهج.
 نحن نؤمن بأن مطالب الإصلاح مشروعة، وسبيلها الحل السياسي الداخلي، ندعو إلى الحل السياسي وآلياته المشروعة الداخلية، ونؤكد على رفضنا الكامل للحل العسكري والتدخل الخارجي الذيِّن يخرِّبان كل شيء ويزيدان الأمور تعقيداً.
 نعلن أننا مع سوريا المقاومة، وضد حرفها إلى المحور الآخر المعادي.
 نحن مع سوريا العروبة، وضد انحرافها وانخراطها في المشروع الإسرائيلي.
 نحن مع سوريا بموقعها الاستراتيجي، وضد التهميش الذي يعطل إمكانات أمتنا.
 نحن مع الشعب السوري الحر العزيز المقاوم والشريف الذي يصنع قراره ومستقبله بيده "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".
 أقول: يا للخزي والعار, عندما يرجو مسؤولون نفطيون والرئيس "السنيورة" سيدهم "أوباما" ليعتديَ على سوريا ويدكَّها دماراً.
 أليس في قلوبكم رحمة على هذا الشعب السوري المظلوم؟
لماذا لا تطالبون بضرب إسرائيل ونصرة الشعب الفلسطيني؟
وهل وصل بكم الوهن أن تبحثوا عن زعامتكم على الأشلاء وبأيدي الأجانب؟
لا.. لا..ستبقى سوريا قيادة وشعباً مرفوعة الرأس, ونحن معها بكل أحوالها لتصمد وتخرج من هذه الأزمة.
نحن لم نعد نناقش إذا كانت المقاومة مجدية أم لا، فقد تحولت المقاومة إلى ثابتةٍ إستراتيجية وكجزء لا يتجزأ من مقومات بلدنا.
 نرفض القبول القبول بالاحتلال وتشريعه، الذي يمهد لاحتلال المنطقة العربية وخيراتها ومستقبلها.
 لقد أثبتت المقاومة فعاليتها في لبنان وفلسطين والعراق، وانتصرت كالشمس تُبهر العالمين، ولولا المقاومة لتوسع الاحتلال وتطاول.
 أقول بكل وضوح في هذا اللقاء المبارك: علينا أن نتوقف عن الدفاع عن المقاومة وأن نطالب الآخرين بموقفهم من الاحتلال، فإذا كانوا ضد إسرائيل فلماذا لا يقاومونها؟
 أين مساهماتكم ضد إسرائيل؟ أين صراخهم؟ أين بياناتهم؟ أين أموالهم؟ لماذا لا يوجهون السلاح ضد إسرائيل؟
 إذا كنتم لا تتدخلون في المسائل العسكرية لأنكم تؤمنون بالحراك المدني، فلماذا تتدخلون في سوريا؟
 وإذا كنتم تخافون من ردة الفعل عليكم في مواجهة إسرائيل فاستسلموا وحدكم ولكن لا تساعدوا إسرائيل، أما نحن فلن نستسلم ولو بقي طفلٌ واحد.
 المقاومة شرف وتوفيق، فهنيئاً لمن توفق لنيلهما وتعساً لمن خسر المقاومة، فخسر الدنيا والآخرة معاً.
 إنَّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة تعمدت بالدم والتضحيات، وهي سبب قيامة لبنان المستقل، ولا تحتاج إذناً من أحد, فهي روحنا وواقعنا وحياتنا، ومن أراد أن يقتلها يعني أنه يريد أن يقتلع أرواحنا، وهيهات منَّا الذلة وليجربوا حظوظهم إذا أرادوا.
 أوجه التحية للمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، على هذا اللقاء القومي الإسلامي المبارك، الذي يثبت مرة جديدة أن المقاومة هي طريقنا وهي نبراسنا، وأوجه التحية إلى الشهداء العظام الذين عمدوا هذه المسيرة وجعلونا نرفع رؤوسنا علياً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.