برعاية سماحة نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، أقامت التعبئة التربوية في بيروت احتفال تكريم 200 من طلابها وطالباتها نجحوا في امتحانات البكالوريا الرسمية. وحضور شخصيات نيابية وتربوية وعلمائية.
بعد كلمة التعبئة التربوية وكلمة الخريجين ، تحدث سماحة الشيخ قاسم بكلمة جاء فيها :
(...)،لقد وضعت أمريكا هذه المنطقة أمامها، وهي تضغط عليها، تحاول أن تدخل إلى الثقافة، إلى الطفل إلى المقومات الاقتصادية إلى الوضع السياسي إلى كل شيء من أجل أن تجردنا من خصوصيتنا ومن أجل أن تمنعنا من أن نصنع مستقبلنا كما نريد لأنها رأت نماذج خيِّرة عظيمة تفضح وتكشف وتؤثر وتثير في الآخرين قدرة حقيقية في التغيير وهم لا يريدون ذلك. لو لم نكن نشكل منعطفاً للمستقبل لما كانوا وجَّهوا أنظارهم إلينا بهذه الطريقة.
لو لم نكن كذلك لما كنا محل مطالبة دائمة من الإدارة الأمريكية ليضغطوا على تفكيك المقاومة في لبنان، ويرسلون لنا بطرق مختلفة إذا أردتم أن تكونوا في حزب الله حركة سياسية نشطة تدخل في تركيبة النظام وتأخذ حصتها، في مقابل أن تتخلوا عن السلاح وعن المقاومة فنحن حاضرون لذلك، لماذا كل هذا الإغراء، مع العلم إننا لم نحمل السلاح إلاَّ دفاعاً من أجل أن نحرر الأرض، ذلك لأنهم يعلمون أن قوتنا ليست بسلاحنا في الواقع إنما قوتنا بالعقلية والتفكير والمنهج الذي نحمله والذي يرفض استزلاماً أو قبولاً بالاحتلال، لكن إذا قبلنا اطروحتهم بالتخلي عن المقاومة لنقبل بالانخراط السياسي كما يفهمونه يعني أننا قبلنا أن نُشترى بالمكاسب الآنية على حساب المبادئ، فإذا تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة استطاعوا أن يقضوا علينا واطمأنوا أن من يُشترى لبعض المكاسب لا يمكن أن يصنع مستقبل أمته، أمَّا من يقبل التضحية والفداء ليبقى عنوان الحق والكرامة والتحرير حاضراً فإن هؤلاء لا يمكن أن يُقهروا.
نحن اليوم في ظل هذه التحديات الكبيرة لا يمكن أن نلجأ إلى القيادات الدولية لترحمنا لأنها تعيش بمكيالين وبمعيارين يعطون لإسرائيل كل شيء ويحرموننا من كل شيء،، يحاولون أن يمدوا يدهم إلى إيران وإلى سوريا ولبنان وكل المنطقة العربية والإسلامية ليمنعوها من أن تكون قادرة أو قوية أو معترضة على مشاريعهم بينما يتصرفون هم ومع إسرائيل من دون أي اعتراض، بل وبتأييد وتشريع وتبرير للمجازر، وإلاَّ لماذا لم يتدخل مجلس الأمن لمحاكمة المسؤولين دولياً عن مجزرة صبرا وشاتيلا وقانا ومجازر الضفة الغربية وقطاع غزة والعراق؟ كيف نواجه هذه الطغمة الحاكمة في العالم اليوم ، لا يمكن أن نواجهها إلاَّ إذا كنا أقوياء نحمي ساحتنا وحقوقنا.
إن لبنان تعب كثيراً من التسويات الداخلية التي تجري فيه، في كل مرة يمر علينا استحقاق أو تمر علينا ظروف معينة نرى أن الدنيا تقوم ولا تقعد، لأن ما يجري في لبنان لا يعتمد على أسس واضحة وسليمة، نحن ندعو ولو لهذه المرة ولنجرِّب هذه التجربة فأنها مهمة جداً للاستقرار في لبنان، نحن ندعو إلى قانون انتخابات عادل ومتوازن ويعطي المجال للاختيار الشعبي وأن لا يكون على قياس أشخاص مهما كانت نتائجه، فإذا تمَّ الاتفاق على مثل هذا القانون وأصبح قانوناً دائماً لا مؤقتاً فهذا سيريح الحياة السياسية ويقرب هذا الشأن العام والحساس من القوننة التي تؤدي إلى الاستقرار السياسي وتُسقف لأداء الجميع تحت مظلة القانون، وهذا ما ينقل لبنان نقلة نوعية بعد طول مماحكة داخلية أتعبت الجميع إلى درجة شعروا معها بأن أجواء الحياة السياسية اللبنانية تحتاج إلى نفظة وتحتاج إلى نوع من التغيير.