أقامت جمعية التكافل الاجتماعي إفطارها الرمضاني السنوي في مطعم الساحة برعاية سماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وقد حضره شخصيات نسائية متنوعة، تحدَّث سماحته فقال:
الصوم عبادة في داخل منظومة الحياة اليومية وليس خارجها، فهو تقوية للإرادة من أجل التغيير وليس ابتعاداً بالطاعة عن مفردات الحياة.
ثم قال: المرأة مظلومة في مجتمعنا بسبب سوء الأداء، وقد انصفتها تعاليم الإسلام، لكنَّ الجشع والأنانيات وفساد الأنظمة حرمها من الكثير من حقوقها، ولا يعني أنها في المجتمعات الغربية أحسن حالاً، فقد حصلت على بعض حقوقها ولكنها خسرت النظرة العفيفة إليها وأدخلها الرأسماليون في سوق الاعلانات وامتهان النظرة إلى إنسانيتها بالتركيز على أنوثتها.
ثم قال: إن القرار 1559 الذي أعجب البعض في لبنان واعتبروه طريقاً للخلاص، لم يكن في يوم من الأيام من أجل الحرية والديمقراطية في لبنان، ولم يكن من أجل نصرة المعارضة على الموالاة، ولم يكن من أجل نصرة فريق من اللبنانيين على فريق آخر، ولم يكن من أجل مستقبل أجيالنا في لبنان، القرار 1559 عنوانه لبناني لكن أهدافه إسرائيلية وأمريكية وليس للبنان شيء من فوائد هذا القرار إذا كان فيه من فوائد، هم يريدون تعطيل قدرة لبنان من خلال سلبه مقاومته، في الوقت الذي لم يرفع لبنان رأسه إلاَّ عندما قاوم وكان دائماً تحت الاحتلال الإسرائيلي وعملاء الاحتلال الإسرائيلي ولم ينكشف الصبح ولم يحصل التحرير إلاَّ عندما وقف الشباب اللبناني والنساء من العاملات المخلصات الداعمات لخط المقاومة، فانتصرت المقاومة وأخرجت إسرائيل ورفع لبنان رأسه.
لولا المقاومة لكان الكثيرون اليوم يبحثون عن عمل، عند قوات الاحتلال الإسرائيلي ليأخذوا معاشاً عميلاً من هؤلاء الذين يحتلون.
ثم قال:أمريكا لتتدخل من أجل ماذا، من أجل إراحة إسرائيل من المقاومة، لو لم تكن هذه المقاومة لدخلت إسرائيل في كل يوم إلى لبنان لتغتال وتنتهك الحرمات، لكنها تُحرك طيرانها من دون أن تقوم بعمل عدواني مباشر خوفاً من ردة فعل المقاومين لأنها تعلم أنها أمام رجال لا يخافون إلا الله ومن خاف الله تعالى سيخيف أعداء الله تعالى على الأرض.
وأمريكا تريد الضغط على سوريا من أجل مصالحها في العراق، ولا شيء بالنسبة للبنان، يريدون وضع لبنان في مهب الريح، يريدون سلب قوته إلى المجهول، يريدون فك العلاقة اللبنانية السورية ليسقط لبنان وتسقط سوريا، نقول بالفم الملآن: العلاقة اللبنانية السورية علاقة استراتيجية فيها خدمة للبنان وفيها خدمة لسوريا ونحن متمسكون بها ونعتبرها البديل الطبيعي في مواجهة احتلال الشر الذي ترعاه أمريكا وإسرائيل على امتداد العالم لتسيطر على منطقتنا وعلى أوضاعنا.
نحن اليوم أمام حكومة قادمة، هذه الحكومة نتمنى أن لا تكون مكافأة لأحد، ونتمنى أن لا تكون شركة مساهمة أيضاً تجمع أصحاب المساهمات لتوزيع الحصص فيما بعد كما اعتدنا على حكومات سابقة، يجب أن يراعى في تشكيلها مهمتها الأساسية، وهي أن تعد قانون انتخاب عصري ومتوازن وعادل ويساوي بين المناطق، وتحل مشكلة الكهرباء والمازوت وعدد من المشاكل القائمة، فلا يكون الادعاء بانتظار الانتخابات النيابية القادمة سبباً لأن تكون حكومة بلا فعل وبلا دور، هناك الكثير الذي يمكن عمله، وأهم شيء من أدوارها القادمة أن تكون حكومة توقف الهدر والسرقات وتوزيع أموال الشعب على المحاسيب، وهذه مهمة نبيلة وشريفة، نتمنى أن يتوفق القيمون للوصول إليها.