الموقف السياسي

مشكلتنا مع إسرائيل ليست في مزارع شبعا...الحكومة عليها مسؤوليات وهي محاسبة على هذه المسؤوليات التي تحمَّلتها على عاتقها

برعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ، أقامت وحدة المهن الحرة في حزب الله حفل إفطارها السنوي المركزي غروب يوم الجمعة 29/10/2004 في مطعم الساحة-طريق المطار.

برعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ، أقامت وحدة المهن الحرة في حزب الله حفل إفطارها السنوي المركزي غروب يوم الجمعة 29/10/2004 في مطعم الساحة-طريق المطار.

حضر الحفل نقباء وأعضاء مجالس نقابات المهن الحرة، مسؤولو المهن الحرة في عدد من الأحزاب وروابط خريجي الجامعات بالإضافة إلى فاعليات مهنية وحشد من الأخوة والأخوات من مختلف الاختصاصات المهنية.‏

نحن اليوم نواجه موازين وصراع مصالح ولا نواجه المبادئ، في العالم اليوم لا يوجد عدل عند القوى الكبرى وإنما يوجد مصلحة، ليتكم تستمعون بدقة إلى الخطابات الأمريكية السافرة، عندما يتحدث رئيس الجهورية هناك بأن احتلال العراق هو لمصلحة دافع الضرائب الأمريكي من أجل أن يعيش سعيداً في أيام العطلة،ومن أجل أن يعيش أولئك حياة الرفاهية على حساب دماء الأطفال والنساء والعجزة، هذا هو منطق المصالح! كيف نواجهه؟ يجب أن نواجهه بإشهار العدل وبجرأة مواجهة الظلم من أجل أن نضع له حداً على الأقل إذا لم نستطع أن نغير المعادلة في منطقتنا.‏

نسمع بين الحين والآخر من يعتبر أن المشكلة في لبنان مع العدو الإسرائيلي هي مزارع شبعا، مشكلتنا مع إسرائيل ليست في مزارع شبعا، مشكلتنا مع إسرائيل أنها لا تشبع من احتلال لاحتلال ومن سيطرة إلى سيطرة، المشكلة مع إسرائيل هي مشكلة وجود وليست مشكلة حدود، المشكلة مع إسرائيل أنها توسعية، دخلت إلى لبنان واحتلته بذريعة الأمن في داخل فلسطين ولم تخرج من لبنان الاَّ بضربات المقاومة، وعندما لا تجد مقاومة أمامها ستدخل مجدداً إلى لبنان، كما تدخل إلى كثير من البلدان العربية بالسياسة والتواطؤ من قبل حكامها، وتدفع هذه الدول أثماناً كثيرة لحساب المشروع الإسرائيلي ومتطلباته، يجب أن ننظر بأفق واسع وأن نفهم أن المشكلة هنا. قبل المقاومة كان لبنان مجزأً مفككاً يعاني من أمراض كثيرة وعقبات كثيرة، لكن بعد المقاومة أصبح لبنان رافع الرأس يأتيه العالم بأسره ليتحدث معه، ليناقشه، ليقول له شيئاً في السياسة، يحترمه على عطاءاته وعلى متطلباته ويناقشه فيما يريد وفيما لا يريد. هذه من النتائج التي أثبتتها المواجهة للظلم، وأثبتت أننا مع المواجهة نكون أقدر وأفعل والعالم يحترمنا، لأن العالم اليوم لا يحترم إلاَّ الأقوياء، فمن حقنا أن نكون أقوياء لندافع عن حقوقنا.‏

نستقبل اليوم حكومة جديدة في لبنان، وقد أبدينا وجهة نظرنا الأولية وسنتابع موقفنا من خلال جلسة الثقة بإبداء الرأي النيابي وفق الأصول الدستورية، على قاعدة أن التشكيل له رأي وموقف، والثقة لها رأي وموقف، ثم بعد ذلك يأتي دور العمل، أي أن هذه الحكومة عليها مسؤوليات وهي محاسبة على هذه المسؤوليات التي تحملتها على عاتقها، ولا تستطيع أن تتخلى عنها أو أن تتخلص منها، ولا نقول بأن الحكومة القادمة ستجترح المعجزات، وستحل كل المشاكل المعقدة الموجودة في لبنان بشكل جذري، فما تراكم لسنوات طويلة لا يمكن أن يحل بأشهر، لكن المكتوب يُعرف من عنوانه، والأداء يظهر بالخطوات الأولى التي تُرسم، لن نتوقف عند أداء التشكيل سنرى أداء العمل والفعل، أول الأداء مواجهة الفساد، والفساد معروف أين هو، ومن يرعاه، ومن يعمل له، الفساد ابن المحاصصة السياسية، فهل تخرجون المحاصصة السياسية من دائرة حماية الفساد حتى يكون الفساد بلا اب ولا أم، وعندها يهجم الجميع عليه في الحكم ومن الشعب من أجل أن يكون المفسد مكشوفاً من كل حماية طائفية وسياسية، وعندها نحفظ بعض المال العام المتبقي لمصلحة المستقبل. هذا سؤال برسم الحكومة الجديدة.‏

وكذلك هناك إنماء وتوزيع، كل وزير في الحكومة هو وزير للشعب اللبناني، فإذا أصبح وزيراً لطائفته، أو أصبح وزيراً لحزبه، أو أصبح وزيراً لجماعته يخدم البعض دون البعض الآخر ويهيئ للانتخابات النيابية القادمة فهذا يعني أن الحكومة ستكون أمام امتحان كبير، والناس لها أعين ترى بها وهي تفضل رؤية النتائج على سماع البيانات التي يلقيها المسؤولون. أتمنى أن يراعي المسؤولون في الحكم هذه الضوابط، وأن يعملوا من أجل حماية هذا البلد الذي يحتاج إلى الكثير.‏

وهنا، أبدي ملاحظة لأحبتنا في المهن الحرة وفي النقابات العمالية المختلفة، وكل من يمثل شرائح المجتمع المدني في موقعه، نتمنى أن يكون المطلب الأساس هو اجتماع قوانا من أجل انصاف أصحاب الحق بصرف النظر عن السياسات المتبعة عند الحكم أو المعارضة، حرامٌ أن تتحول النقابات إلى أداة سياسية، حيث يصرخ النقابيون من أجل حل أو مطلب ثم نجد صمتاً مطبقاً، وإذ بالإشارة تأتي بأن الحل حصل لكن لم ير أحد حلاً أمامه، فيتبين أن الحركة من أجل حلٍ آخر، فالحل حصل ولكن المتظاهرين لم يكونوا في أجوائه، وكانوا أدوات حُرِّكت عن بُعد وخسروا مصداقية كان يُفترض أن لا يخسروها فالتحرك يجب أن يكون من أجل مصلحة واضحة، لا من أجل زبانية أو زعيم يريد أن يصفي حسابات أو أن يبادل تراكمات سياسية انتخابية على حساب الشعب، إن مسؤولية الحركة النقابية أن تكون مستقلة عن التجاذبات السياسية وأن تعمل للشأن العام وأن لا تدخل في حسابات لعبة المولاة والمعارضة.‏