اليوم الكل ينتظر نتائج الطعن بالتمديد للمجلس النيابي، ولذا الحكومة مؤجلة بانتظار نتيجة الطعن، والذين يضعون الشروط الإلغائية، ويرفضون التمثيل الصحيح بحسب أوزان القوى في البلد هم الذين يعيقون تشكيل الحكومة إذا لم أقل يعطلونها، ونحن نسمع أن تيار المستقبل يحاول أن يضع بعض القواعد، ولكن هذا التيار نسي أنه ليس في موقع من يوزع الأدوار أو أن يقول من يكون بالحكومة أو من لا يكون فيها، أريحوا أنفسكم وشعبكم من إخفاق جديد يسجل إلى إخفاقاتكم التي تتالت في السنوات الماضية، عملت حكومة غير ميثاقية وفاحت رائحة فسادها وإشكالياتها، واختيرت حكومة جديدة عندما كلف الرئيس ميقاتي فرفضت أن تشاركوا فيها وحاولتم أن تخربوا البلد وأن تحرقوه، وبدأتم تصرخون في كل موقف من المواقف بانتظار أن تنجلي الأمور في سوريا اعتقاداً منكم أن جماعتكم سيفوزون، وأن المشروع الإسرائيلي الأمريكي في سوريا سينجح، ولكنكم أخطأتم أيضاً في هذا الرهان.
كفاكم تراكم للفشل في المراحل المختلفة، ,أنصح تيار المستقبل وقيادته أن يكونوا لبنانيين في عقليتهم وسلوكهم، وأن يمدوا اليد إلى شركائهم في الوطن وأن نتعاون جميعاً من أجل أن نبنيه معاً، لأن لبنان ليس مزرعة لأحد، ولا يمكن أن يديره أي فريق بمعزل عن الأفرقاء الآخرين، ولا يستطيع أحد أن يعطي شهادة حسن سلوك وأن يقرر ما يكون وما لا يكون.
لقد اتكأت بعض القوى في لبنان على تطورات الأزمة السورية، وربطت مواقفها الداخلية بالإيعازات الأمريكية، وإذ بالصدمات تتالى، لماذا؟ لأن أمريكا لم تفِ بوعودها، وكذلك في كثير من الأحيان هي عاجزة عن فعل شيء، وكيف تغير أوضاعاً يخالفها الناس ولا يريدها الشعب، هم تدخلوا في سوريا ولكن الشعب السوري لا يريد المشروع الأمريكي بدليل استمرار النظام والحكم والقدرة، والتفاف هذا العدد الكبير حول نظامهم، وهذا يستدعي التفتيش عن كيفية التفاهم مع الأطراف الأخرى، ليكون جميع الشعب ممثلاً هناك. ورأينا كيف أن البعض في لبنان كان دائماً يستند إلى التصريحات السفيرة الأمريكية أو الرئيس الأمريكي أو بعض السفراء الأوروبيين يأتون إلينا ويقولون يجب أن تجري الانتخابات في موعدها، فنراهم يصعدون المنابر ويتكئون على هذه التصريحان أنها ستحصل، ثم هم بأيديهم وبأنفسهم يوقعون على التمديد ولا تجري الانتخابات في موعدها، أين أصبحت التعليمات الأجنبية؟ طبعاً أنتم قدرتم مصلحتكم في ذلك، ولكن احسبوا حساباً لأنفسكم ولمصلحتكم ولبلدكم ولمن يكون معكم بدل أن ترفعوا أسقفكم ثم بعد ذلك تنزلون إلى الهاوية بسبب الأخطاء التي ترتكبوها، لطالما وضعت أمريكا أسقفاً وحذرت في لبنان، ولكن جماعتها لم تتمكن من الالتزام بهذه الأسقف لمصلحتها ولرؤيتها.
من الآن وإلى أن يبرز الطعن ونتائجه، ربما تكون الفرصة القادمة من أجل إعادة إنتاج قانون انتخابي جديد، فليكن واضحاً، أي قانون انتخابي فيه تمثيل عادل يجب أن يكون قانون نسبي، وأي قانون فيه رائحة الأكثري ولو بنسبة معينة يعني أنه يخسر من عدالته بنسبة الأكثري في داخله، لأن النسبية هي تكون بنسبة تأييد الناس وهو عادل، أما الأكثري فهذا يعني أن الزعامات والقدرات الكبيرة تأكل القدرات الصغيرة وتنهيها.
أختم بالاستنكار الشديد لمحاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود وسماحة الشيخ إبراهيم بريدي، هذا العمل هو عملٌ جبان، ويدل على أنهم يضيقون ذرعاً بالكلمة الصادقة المقاومة الحرة، وهو عمل إسرائيلي بامتياز، يتحمل مسؤوليته السياسية المحرضون والمفتنون، الذين يغطون التعديات عدم الاستقرار في لبنان، ويحمون ميليشيات الفتنة، كل هذه من نتائج أولئك الذين يعملون للإساءة للآخرين.