الموقف السياسي

لن يكون لبلدنا أي خير إذا عمل البعض على أن يكونوا عملاء لأمريكا.....رداً على بيان الأمين العام للجنة اللبنانية الدولية لتطبيق القرار 1559 عاطف حرب الذي أورد معلومات واستنتاجات خاطئة عن تصريح لسماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلية العلو

لن يكون لبلدنا أي خير إذا عمل البعض على أن يكونوا عملاء لأمريكا.....

بسم الله الرحمن الرحيم

صدر عن مكتب نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم البيان التالي :

رداً على بيان الأمين العام للجنة اللبنانية الدولية لتطبيق القرار 1559 عاطف حرب الذي أورد معلومات واستنتاجات خاطئة عن تصريح لسماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلية العلوم ـ الجامعة اللبنانية :

صدر لسماحة الشيخ نعيم قاسم موقف من المساعي التي يبذلها البعض لمساندة المشروع الأمركي الاسرائيلي المتمثل بالقرار 1559 في افطار بكلية العلوم بتاريخ 27/10/2005 هذا نصه :

"لقد علمنا أن لجنة تشكلت في لبنان اسمها اللجنة اللبنانية الدولية لدعم تطبيق القرار 1559، وستجتمع في الكونغرس الأمريكي بتاريخ 2تشرين الثاني مع بعض أعضاء الكونغرس ليناقشوا معاً آليات تطبيق القرار 1559 وكيفية الضغط على لبنان، وفي هذه اللجنة نواب لبنانيون لهم اتجاههم ، نحن نريد أن يأخذوا بعين الاعتبار أمراً واضحاً: بالنسبة إلينا القرار 1559 قرار أمريكي إسرائيلي ولهم حرية التصرف إذا أرادوا أن يكونوا جزءاً من وضع جدول وبرنامج زمني لقرار أمريكي إسرائيلي أم لا، عليهم أن لا ينزعجوا منا عندما نقول عنهم أي شيء أو عندما يقول عنهم الشعب اللبناني أي شيء لأنهم بدل أن يفكروا بكيفية انقاذ لبنان من ورطته ومحنته والتعقيدات التي فيه هم يفكرون كيف يزيدون الأزمات والمآزق لمساعدة الأمريكيين لتطبيق القرار 1559، على كل حال هؤلاء الساعون مع الإدارة الأمريكية يضعون أنفسهم في موضع الاتهام وعلامات الاستفهام، وهؤلاء يعطلون الحوار الداخلي (ويضعون العصي في الدواليب) بالتالي لا يعملون لمصلحة لبنان إنما يقدمون مساهمة مقصودة أو غير مقصودة للمشروع الإسرائيلي. آن لنا في لبنان أن لا تفكر كل جماعة وكل جهة بمصلحتها حتى ولو أحرقت لبنان ، وآن لنا أن تفكر كل جهة بأنها شريكة مع الجهات الأخرى وعليها أن تُراعي مشاعرها ومتطلباتها، لبنان بكل وضوح لا يستطيع أن يكون فيه منتصر على حساب منهزم من اللبنانيين، إمَّا أن يتعاون الجميع وإما أن يضعف البلد هذه طبيعة وتركيبة لبنان".

وقد نُشر هذا النص في وسائل الاعلام في اليوم التالي . لكن المفاجأة في الرد الذي صدر عن اللجنة اللبنانية الدولية لتطبيق القرار 1559 بلسان عاطف حرب ، في 2/11/2005 ، والذي ادعى مضموناً ليس موجوداً في النص ، وأطلق العنان لسلسلة من المواقف والاستنتاجات الحاقدة ، فقد جاء في رده :

"إن اللجنة وقد توقفت عند تصريحات نائب الأمين العام لـ "حزب الله ": الشيخ نعيم قاسم ، تستنكر تهديده عدداً من اللبنانيين لئلا يحضروا الاجتماع ... وأن ممانعة تطبيق القرار 1559 إنما هي تصدّ للديمقراطية ولحرية اللبنانيين في التعبير عن أنفسهم ..، وأن أعضاء مجلس النواب ليسوا موظفين عند ميليشيات متحالفة مع الاحتلال السوري والنظام الإيراني ..، وأن الاغتراب اللبناني أكبر من من أن تسكته تهديداتكم ".

لقد أوردنا النص والرد تاركين للقارئ أن يستنتج الحقيقة ، لافتين إلى الملاحظات التالية :

1- لم نكن لنتكلّف عناء الرد لولا ورود الحديث عن تهديد التصريح للنواب والاغتراب ثلاث مرات في ردّ اللجنة، ما يعتبر موافقةعلى هذا التفسير عند السكوت عنه ، علماً أننا نؤمن بحرية إبداء الرأي ، وليس من شيمنا أن نهدد أحداً لموقفه ورأيه ، فقد قلنا للمقصودين بأن " لهم حرية التصرف " ، وهذا حقهم ، و" آن لنا أن تفكر كل جهة بأنها شريكة مع الجهات الأخرى " .

2- من جهة أخرى ، نشكر اللجنة على هذا الرد ، لأنها وفرت علينا أمام الرأي العام عناء شرح مستوى تفكير القيّمين عليها ، واللغة التي يستخدمونها ، ورغبتهم في مصادرة الرأي الآخر ، وانحيازهم إلى أن يكونوا أدوات للوصاية الأمريكية من بوابة القرار 1559 ، وضعف فهمهم لمفردات اللغة العربية .

3- تظهر حالة التوتر في ردّ اللجنة احباطهم من ضعف الاستجابة لهم ، فإذا كان تصريح واحد ـ كشف أمراً يدَبّر خفية ـ مؤثراً في عدم حضور المدعوِّين ، فهذا يدل على أحد أمرين أو كليهما معاً : إما أن دليل التصريح وحجته قوية لامتناع المعنيين الذين يتحملون أمانة تمثيل الشعب بعدم الحضور وهذه مكرمة للتصريح ولهم ، وإما أن اللجنة عاجزة عن تأمين نجاح فكرتها فتحاول رمي التهم على الآخرين لابراز مظلوميتها وتبرير فشلها ، وهذا لا يلغي كونها أداة في المشروع الأمريكي للمنطقة .

4- ننصح اللجنة بعدم تكرار تجربة عملاء اسرائيل في لبنان ، الذين جرّوا الويلات إلى بلدنا ، ولن يكون لبلدنا أي خير إذا عمل البعض على أن يكونوا عملاء لأمريكا، فلأمريكا مصالحها التي تبتلع لبنان بمسلميه ومسيحييه وجميع مواطنيه .

5- نحن نعتز ونفتخر بالمقاومة وبالشعب اللبناني الذي حضنها ، ونعتبر الاجماع اللبناني في كيفية التعاطي مع هذه المقاومة هو الرد الأصيل على بعض النقيق في الطريق ، وسنبقى في ميدان العطاء لوحدة لبنان وأبنائه وحريته واستقلاله .