وأبرز ما جاء فيها:
قلنا مراراً بأننا نرفض القرار 1559 جملة وتفصيلاً، لأنه دخل في ضمن المندرجات والحاجات الإسرائيلية، وعلى الرغم من كل محاولات شارون وبوش أن يسكتوا شالوم حتى لو يتحدث عن المؤامرة التي حاكها وخاضها مع من يعنيهم الأمر لإخراج القرار 1559 إلى حيز الوجود، ومع ذلك هي فضيحة بالنسبة إليهم، شالوم لا يسكت وهو في كل مرة يتحدث عن خطواته التي قام بها من أجل إقرار القرار 1559، ألا يقرأ أو يسمع هؤلاء ما يقوله شالوم وهو وزير خارجية العدو الإسرائيلي، هذا القرار هو قرارٌ إسرائيلي بالشكل والمضمون، خاصة فيما يرتبط بما تبقى منه من الحديث عن المقاومة والفلسطينيين، هذا القرار يراعي متطلبات إسرائيل الأمنية التي تريد أن ترتاح من الجبهة الشمالية التي تسمى لبنان، لأنها ذاقت الأمرين من هذه الجبهة، ولأنها اكتشفت أن لبنان تحول عبئاً على المشروع الإسرائيلي، فبدل أن يكون ممراً ومعبراً لتحقيق السياسات الإسرائيلية، أصبح عائقاً وعقبة أمام هذه السياسات، بل أكثر من هذا تحول لبنان إلى ملهم لسياسات مضادة للسياسات الإسرائيلية في الشارع الفلسطيني والشارع العربي والشارع الإسلامي، وهكذا تحول لبنان إلى مأزق ، وهنا هم يريدون معاقبة لبنان، وإلغاء دور لبنان، وتحطيم معنويات وقدرات لبنان فكان القرار 1559 قراراً جائراً ظالماً ليس فيه ذرة خير للبنان، بل ليحمي أمن إسرائيل .
لعلَّ البعض يعتبر بأن هذا القرار الدولي سيبقى ضاغطاً علينا، وهنا متى كانت هذه الدول الكبرى لا تضغط علينا في لبنان ! ومتى كانت ترأف بنا أو تأخذنا بعين الاعتبار! لقد تحمل لبنان الكثير في السنوات السابقة ونهاية القرن السابق وبداية القرن الحالي، مع ذلك لم نجد هذه الدول الكبرى إلى جانب لبنان، لاحظوا التصريحات الأجنبية الأمريكية والأوروبية للدول الكبرى بشكل خاص هم يتحدثون دائماً بالقواعد التي ينطلقون منها قبل أن يتخذوا موقفاً سياسياً يقولون: مصلحة وأمن إسرائيل أولاً وبعدها يبحثون عن التفاصيل الأخرى، يجب أن نكون على قدر المسؤولية، من حقنا أن نقول: مصلحة وأمن لبنان أولاً ولو خالفنا العالم بأسره ، وكما لهم قراراتهم بدباباتهم وأسلحتهم فلنا قراراتنا بشعبنا وإخلاصنا وإيماننا، وسنقف أمام كل قرار يسلب لبنان حريته ومقاومته في مواجهة المشروع الإسرائيلي وفي مواجهة المتطلبات الخاصة للبنان في هذه المنطقة مهما كان السبب ومهما كانت الظروف، لأنه لا يحق لهم أن يفرضوا علينا وأن يكونوا منحازين.
هذه المقاومة التي يتحدثون عنها ولِّدت من رحم الشعب اللبناني بناء لحاجات ومتطلبات وسدت فراغاً هائلاً في واقعه وفي وضعه ولولاها لسُحِق لبنان، ولولا تكاتف اللبنانيين مع هذه المقاومة لما قامت لهم قائمة، ولما أُخرجت إسرائيل ولما تحقق النصر في لبنان، هذه المقاومة هي جزءٌ من هذا النسيج الذي لم يكن غريباً ولا مفتعلاً، لم تصنع أية دولة مقاومة لبنان، ولم تكن هذه المقاومة في يوم من الأيام أداة سياسية أو للمساومة لأحد، هي مقاومة من داخل الوطن ومن قلب الوطن وستبقى كذلك.
المقاومة قوية لأنها حرصت على أن تكون مقاومة الشعب اللبناني وليس مقاومة فئة واحدة منه، مقاومتنا قوية لأنها رفضت أن تكون جزءًا من حرب الداخل وتصفية الحسابات ومن لعبة الزواريب ومن المكاسب الرخيصة، بل بقيت علماً يواجه الاحتلال من أجل تحرير الأرض.
لبنان اليوم تحت دائرة الضوء، هم يتحدثون في أمريكا يومياً عن القرار 1559، ولكن لم نسمعهم يتحدثون عن القرار 194 كحق عودة للفلسطينيين إلى بلدهم، لم نسمعهم يثيرون القرارات التي ترتبط بإسرائيل، وإنما يثيرون القرارات التي ترتبط بلبنان لأنهم يريدون مصلحة إسرائيل، على كل حال فليعلموا كيفية فهمنا للواقع في لبنان للعلاقة مع أخوتنا الفلسطينيين، نحن نعتبر في لبنان بأنه لا يوجد مشكلة لبنانية فلسطينية، قد تكون هناك اشكالات بسيطة على المستوى الأمني والسياسي وهذه قابلة للعلاج وبحثها بين الأهل دائماً ويمكن معالجتها، لكن يوجد مشكلة فلسطينية إسرائيلية اسمها القضية الفلسطينية التي نتجت عن الاحتلال الإسرائيلي الذي أدَّى إلى تهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم، وحلُّ المشكلة الفلسطينية يكون بإزالة الاحتلال وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وليس هناك أي طريق آخر غير هذا فمن أراد أن يلعب على المشكلة اللبنانية الفلسطينية نقول له : ليس عندنا مشكلة اسمها فلسطين فمشكلتنا اسمها إسرائيل وكل التداعيات تأتي من هذه المشكلة وتوجه الحل يجب أن يكون دائماً إلى هناك.
ستحاول أمريكا أن تتسلى إلى لبنان عبر وسائل مختلفة، تارة عبر المساعدات لتغرينا به، وأخرى عبر الـ FBI، وثالثة تحت عنوان المساعدة القضائية، ورابعة تحت عنوان الدعم العسكري، وخامساً تحت عنوان اقتصاد السوق، وسادساً تحت عنوان حقوق الإنسان والديمقراطية في لبنان، هذا التسلسل مفضوح ومكشوف من قبلنا بشكل كامل، ليكن بعلم أمريكا أن أمامنا قاعدة وضعناها أمامنا . لا للوصاية الأمريكية في لبنان من أي باب من الأبواب سنسد كل باب تدخل منه أمريكا لتسيطر على لبنان ، لأننا نريد لبنان سيداً وحراً ومستقلاً ولن نقبل بأن يقع تحت الوصاية .
أمَّا بالنسبة لتقرير ميليس، فقد قررنا كحزب الله أن نقرأه ملياً بما أنه صدر اليوم وأن ندرس مفرداته، وأن نجري تقييماً دقيقاً على مستوى القيادة من أجل أن نبدي وجهة نظرنا بشكل واضح، والحمد لله نحن لا نملك الحس المرهف السريع الذي يملكه الكثيرون من الذين كانت تعليقاتهم جاهزة قبل التقرير ، ولكن مقتضى الحكمة كما أعتقد أن يكون الموقف مستنداً إلى القراءة الدقيقة وإلى الإطلاع على الحيثيات.
الكلمة التفصيلية
(...)، لم يستطع الإسرائيليون أن يهزموننا، ومن اليوم أطمئنكم لو كان ليس فقط مجلس الأمن معهم لو كل العالم كان مع إسرائيل وأغلبهم كذلك لن يستطيعوا هزيمتنا، لا لأننا نتميز بإمكانات مادية تفوقهم بل لأننا نتميز بإيمان وحق وأصالة، وهذه لا يمكن سحقه ولا محقها ولا إلغاؤها ، هي تنمو مع الأطفال في أرحام أمهاتهم، وتعودنا في بلدنا وفي منطقتنا أن يكون العطاء من القلب قبل أن يكون العطاء في اليد أو في السلاح، لذا نحن مطمئنون.
قلنا مراراً بأننا نرفض القرار 1559 جملة وتفصيلاً، لأنه دخل في ضمن المندرجات والحاجات الإسرائيلية، وعلى الرغم من كل محاولات شارون وبوش أن يسكتوا شالوم حتى لو يتحدث عن المؤامرة التي حاكها وخاضها مع من يعنيهم الأمر لإخراج القرار 1559 إلى حيز الوجود، ومع ذلك هي فضيحة بالنسبة إليهم، شالوم لا يسكت وهو في كل مرة يتحدث عن خطواته التي قام بها من أجل إقرار القرار 1559، ألا يقرأ أو يسمع هؤلاء ما يقوله شالوم وهو وزير خارجية العدو الإسرائيلي، هذا القرار هو قرارٌ إسرائيلي بالشكل والمضمون، خاصة فيما يرتبط بما تبقى منه من الحديث عن المقاومة والفلسطينيين، هذا القرار يراعي متطلبات إسرائيل الأمنية التي تريد أن ترتاح من الجبهة الشمالية التي تسمى لبنان، لأنها ذاقت الأمرين من هذه الجبهة، ولأنها اكتشفت أن لبنان تحول عبئاً على المشروع الإسرائيلي، فبدل أن يكون ممراً ومعبراً لتحقيق السياسات الإسرائيلية، أصبح عائقاً وعقبة أمام هذه السياسات، بل أكثر من هذا تحول لبنان إلى ملهم لسياسات مضادة للسياسات الإسرائيلية في الشارع الفلسطيني والشارع العربي والشارع الإسلامي، وهكذا تحول لبنان إلى مأزق ، وهنا هم يريدون معاقبة لبنان، وإلغاء دور لبنان، وتحطيم معنويات وقدرات لبنان فكان القرار 1559 قراراً جائراً ظالماً ليس فيه ذرة خير للبنان، وإنما هو مشروع إسرائيلي أمريكي بالكامل بل ليحمي أمن إسرائيل ويُبطل قدرة المقاومة التي تشكل عقبة أمام المشروع الإسرائيلي.
لعلَّ البعض يعتبر بأن هذا القرار الدولي سيبقى ضاغطاً علينا، وهنا متى كانت هذه الدول الكبرى لا تضغط علينا في لبنان ! ومتى كانت ترأف بنا أو تأخذنا بعين الاعتبار! لقد تحمل لبنان الكثير في السنوات السابقة ونهاية القرن السابق وبداية القرن الحالي، مع ذلك لم نجد هذه الدول الكبرى إلى جانب لبنان، لاحظوا التصريحات الأجنبية الأمريكية والأوروبية للدول الكبرى بشكل خاص هم يتحدثون دائماً بالقواعد التي ينطلقون منها قبل أن يتخذوا موقفاً سياسياً يقولون: مصلحة وأمن إسرائيل أولاً وبعدها يبحثون عن التفاصيل الأخرى، يجب أن نكون على قدر المسؤولية، من حقنا أن نقول: مصلحة وأمن لبنان أولاً ولو خالفنا العالم بأسره ، وكما لهم قراراتهم بدباباتهم وأسلحتهم فلنا قراراتنا بشعبنا وإخلاصنا وإيماننا، وسنقف أمام كل قرار يسلب لبنان حريته ومقاومته في مواجهة المشروع الإسرائيلي وفي مواجهة المتطلبات الخاصة للبنان في هذه المنطقة مهما كان السبب ومهما كانت الظروف، لأنه لا يحق لهم أن يفرضوا علينا وأن يكونوا منحازين. هذه المقاومة التي يتحدثون عنها ولِّدت من رحم الشعب اللبناني بناء لحاجات ومتطلبات وسدت فراغاً هائلاً في واقعه وفي وضعه ولولاها لا نسحق لبنان، ولولا تكاتف اللبنانيين مع هذه المقاومة لما قامت لهم قائمة، ولما أخرجت إسرائيل ولما تحقق النصر في لبنان، هذه المقاومة هي جزءٌ من هذا النسيج الذي لم يكن غريباً ولا مفتعلاً، لم تصنع أية دولة مقاومة لبنان، ولم تكن هذه المقاومة في يوم من الأيام أداة سياسية أو للمساومة لأحد، هي مقاومة من داخل الوطن ومن قلب الوطن وستبقى كذلك. ولو أنكر وانزعج المنافقون والفاسدون والمنحرفون مهما كانت قوتهم.
هم منزعجون لأن المقاومة تجاوزت مجموعة من العقبات وبقيت صامدة، بقيت المقاومة قوية ليس بسلاحها فقط وإن كانت قوية بسلاحها، وإنما بقيت قوية لأنها حافظت على مجموعة من القواعد التي تسبب قوتها وتعطيها منعتها، المقاومة قوية لأنها حرصت على أن تكون مقاومة الشعب اللبناني وليس مقاومة فئة واحدة منه، مقاومتنا قوية لأنها رفضت أن تكون جزءًا من حرب الداخل وتصفية الحسابات ومن لعبة الزواريب ومن المكاسب الرخيصة، بل بقيت علماً يواجه الاحتلال من أجل تحرير الأرض، مقاومتنا بقيت قوية لأنها تحمل كل الصعوبات وميَّزت من الصديق والعدو، فتحملت من الصديق جهله وأعماله المختلفة ومن الأخ معاناة كثيرة لكنها لم تخرج عن دائرة التمسك بالأخوة والصداقة في مواجهة الاحتلال لأن الأصل أن تكون الأولوية دائماً في مواجهة الاحتلال.
قوة المقاومة أنها سلكت القواعد الصحيحة، وهذا ما يزعجهم، فتشوا عن سلبيات للمقاومة فلم يجدوا، قالوا بأنها مجموعة مسلحة، فقال لهم الناس: لا، هؤلاء أبناؤنا، قالوا هم مسلمون يحملون العقيدة الإسلامية فتوجه المسيحيون في بلدي ليقولوا هؤلاء اخواننا في المواطنية ولا نسمح لكم بذلك، قالوا بأنها تحمل فكراً قد يغير من بعض الاتجاهات في هذا البلد، فجاء الجواب عملياً المقاومة جزء من التركيبة الداخلية تتعاطى مع الجميع وتشارك في بناء الوطن وتتحمل سلبيات الواقع الموجود من أجل النهضة العامة من دون أن تستأثر أو تظلم أو تأخذ لنفسها على حساب الآخرين. هم تعبوا كيف يدخلون إليها، وجدوا أن مدخلاً مناسباً قد يكون مؤاتياً مع الانسحاب الإسرائيلي سنة 2000، وهي الإشكالات مع القرى المسيحية في جنوب لبنان، فتبين أن القرى المسيحية هناك تعيش الأمن بشكل طبيعي ولم تحصل ضربة "كف" واحدة تحت عنوان طائفي، أو تحت عنوان مخالفة المقاومة بل تُرك العملاء ليحاسبهم النظام اللبناني على سوء المحاسبة وقلتها وضعفها ككرم وعطاء ونموذج من المقاومة فخرجت من هذا المأزق أقوى بكثير مما كانت قبله.
أقول لكم بأنهم سيتعبون أكثر لأنه إنشاء الله المقاومة وقيادة المقاومة تعرف كيف تسير، وأنا لن أخفي عليكم فالمشهد واضح، قد يقول البعض المقاومة تسير بين النقط، أقول لكم: نعم المقاومة تسير بين النقط، وكل قرار نتخذه يأخذ معنا جهداً وتفكيراً وتأملاً وقبل كل ذلك توكل على الله تعالى حتى يعيننا في هذا الزمن الصعب والمعقد كي لا نقع في أحابيل أولئك الساسة الذين يضعون العراقيل في الطريف تارة عن طريق التهديد وأخرى عن طريق السموم، وأمام التهديد سنصمد وسنتجنب السموم بالصوم كي لا نقع في ما يريدونه كي نعمل لبقائنا وقوتنا.
لبنان اليوم تحت دائرة الضوء، هم يتحدثون في أمريكا يومياً عن القرار 1559، ويتحدثون عن القرار 1559 ولكن لم نسمعهم يتحدثون عن القرار 194 كحق عودة للفلسطينيين إلى بلدهم، لم نسمعهم يثيرون القرارات التي ترتبط بإسرائيل، وإنما يثيرون القرارات التي ترتبط بلبنان لأنهم يريدون مصلحة إسرائيل، على كل حال فليعلموا كيفية فهمنا للواقع في لبنان للعلاقة مع أخوتنا الفلسطينيين، نحن نعتبر في لبنان بأنه لا يوجد مشكلة لبنانية فلسطينية، قد تكون هناك اشكالات بسيطة على المستوى الأمني والسياسي وهذه قابلة للعلاج وبحثها بين الأهل دائماً ويمكن معالجتها، لكن يوجد مشكلة فلسطينية إسرائيلية اسمها القضية الفلسطينية التي نتجت عن الاحتلال الإسرائيلي الذي أدَّى إلى تهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم، وحلُّ المشكلة الفلسطينية يكون بإزالة الاحتلال وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وليس هناك أي طريق آخر غير هذا فمن أراد أن يلعب على المشكلة اللبنانية الفلسطينية نقول له : ليس عندنا مشكلة اسمها فلسطين فمشكلتنا اسمها إسرائيل وكل التداعيات تأتي من هذه المشكلة وتوجه الحل يجب أن يكون دائماً إلى هناك.
ستحاول أمريكا أن تتسلى إلى لبنان عبر وسائل مختلفة، تارة عبر المساعدات لتغرينا به، وأخرى عبر الـ FBI، وثالثة تحت عنوان المساعدة القضائية، ورابعة تحت عنوان الدعم العسكري، وخامساً تحت عنوان اقتصاد السوق، وسادساً تحت عنوان حقوق الإنسان والديمقراطية في لبنان، هذا التسلسل مفضوح ومكشوف من قبلنا بشكل كامل، ليكن بعلم أمريكا أن أمامنا قاعدة وضعناها أمامنا وكل التفاصيل تحت تحتها، لا للوصاية الأمريكية في لبنان من أي باب من الأبواب سنسد كل باب تدخل منه أمريكا لتسيطر على لبنان ، لأننا نريد لبنان سيداً وحراً ومستقلاً ولن نقبل بأن يقع تحت الوصاية حتى ولو أغرونا بالمال، لأن المال الذي يُذلنا مال مرفوض ، ولأن المال الذي يأتي ليسلبنا سيادتنا ويعطي لبنان لإسرائيل مرهون، وعليه سنواجه كل مسارب الوصاية الأمريكية والأجنبية لأننا نريد لبنان للبنانيين جميعاً من دون سطوة جهة على جهة، ولا نقبل وصاية من أحد مهما كانت ومهما لطفها ومهما تحدث عنها.
لقد رأينا كيف تعطي أمريكا إسرائيل بالأدلة والاجراءات العملية ، وتعطي الفلسطينيين بالوعود الفارغة من المحتوى، سمعتم في تصريح بوش بالأمس قال بأن وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية أمر ممكن ولكن لا أستطيع أن أقول متى، بينما منذ سنوات كان يعتبر أنه قدَّم انجازاً عظيماً في إقراره في الدولة الفلسطينية، كل ما يتعلق بالفلسطينيين لا يستطيع أن يقول متى، ولكن كل ما يتعلق بالإسرائيليين له تواريخ محددة وإجراءات معينة، كل ما له علاقة بأمن إسرائيل ومتطلباتها لا تاريخ له، بينما كل ما له علاقة بالعرب وبالمشروع الأمريكي وله علاقة بالاحتلال هذا له تاريخ ورزنامة محددة. أصبح الأمر مكشوفاً فأمريكا منحازة لإسرائيل بالكامل، ومن يحمل الشعارات الأمريكية من الدول الكبرى منحاز أيضاً ، ومجلس الأمن ليس بمنأى عن هذا الأمر لأنه من عدة تجارب أثبت أنه ليس نزيهاً وليس عادلاً عليه أن يصحح هذه الفكرة من خلال القرارات التي يتخذها لمصلحة شعوب منطقتنا لا لمصلحة إسرائيل، هذا الأمر ليس فكرة مطروحة بل هو واقع وحقيقة رأيناه بشكل مباشر من خلال التطبيقات العملية التي تحصل في كل يوم.
نحن نعرف أن مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة أمر صعب، لكن لا خيار أمامنا لأن البديل هو الاستسلام، وعلينا أن نقف وأن نثبت، هنا ندعو اللبنانيين جميعاً بكيفية تعزيز الوحدة فيما بينهم، أن لا يُلغي أحدهم الآخر، أن لا يفكر بعض الفائزين بسحق الخاسرين، أن نفكر دائماً بأن الأمور جولات وتدور الأمور بين الناس ، فليرحم القوي الضعيف ، وليرحم المنتصر المنهزم، ولا يصح أن ندخل في تصفية الحسابات، لأننا بذلك نجعل بلدنا بؤرة ينفذ من خلالها المدَّعون أنهم يريدون مصلحة لبنان.
أمَّا بالنسبة لتقرير ميليس، فقد قررنا كحزب الله أن نقرأه ملياً بما أنه صدر اليوم وأن ندرس مفرداته، وأن نجري تقييماً دقيقاً على مستوى القيادة من أجل أن نبدي وجهة نظرنا بشكل واضح، والحمد لله نحن لا نملك الحس المرهف السريع الذي يملكه الكثيرون من الذين كانت تعليقاتهم جاهزة قبل التقرير ، فنحن نتأسف أننا مضطرون لأن نقرأ على مهل حتى نفهم على مهل، وعندما نعطي بناءً على الإطلاع والدراسة لعلنا بطيئون في هذا الأمر ولكن مقتضى الحكمة كما أعتقد أن يكون الموقف مستنداً إلى القراءة الدقيقة وإلى الإطلاع على الحيثيات.