الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية لشهداء برج البراجنة 16-9-2005 وأبرز ما جاء في كلمته:
• لسنا حاضرين لنناقش أي قضية تخدم إسرائيل أو أمريكا مهما كان الثمن والصعوبات
• لو كان مجلس الأمن يحترم موقعه وقراره لكان اتخذ القرارات الصارمة ضد إسرائيل وعملاء إسرائيل الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان
• نحن في لبنان في مركب واحد لا يستطيع أحد أن يأخذه إلى حيث يريد
• يجب أن نحمي بلدنا من إسرائيل وعملاء إسرائيل
نحن جاهزون في لبنان مع كل الأفرقاء لنعمل أي شيء يقنعوننا به أن مصلحة لبنان فيه، ونحن حاضرون أن نناقش كل القضايا تحت عنوان مصلحة لبنان، لكننا لسنا حاضرين لنناقش أي قضية تخدم إسرائيل أو أمريكا مهما كان الثمن والصعوبات، لن نرضى بأن نكون جسر عبور للمشروع الإسرائيلي، ولن نرضى أن نخضع للضغوطات الدولية كرمى لعيون إسرائيل، عندما تكون المصلحة للبنان فنحن حاضرون للشهادة في سبيل الوطن وفي سبيل الله تعالى، لكن عندما يكون العمل ضد مصلحة لبنان لن نخضع لا لاعتبارات دولية ولا لقرارات يريدها الآخرون لمصالحهم، لأنَّ من حقنا أن نكون مستقلين في بلدنا وليس من حق أحد أن يمنعنا ذلك.
إذا أراد العالم أن يكون منصفاً كان يُفترض أن يكون منصفاً في مجزرة صبرا وشاتيلا، لو كان مجلس الأمن يحترم موقعه وقراره لكان اتخذ القرارات الصارمة ضد إسرائيل وعملاء إسرائيل الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، هذه المجزرة التي تستحق أن تُقتلع بسببها حكومات وأن يدخل رؤساء ومسؤولون إلى داخل الزنزانات وإلى بوابات الإعدام، لكن رأينا أن مجزرة صبرا وشاتيلا مرت وكأن شيئاً لم يكن، قاموا بتحقيق دولي شكلي ثم طويَّ الملف، ضيَّعوا الحق، من يحاسب شارون ومن معه؟ لا كلام على المستوى الدولي، لماذا؟ لأنَّه يوجد انحياز لإسرائيل، هذا هو النموذج الذي يريدوننا أن نخضع له، نحن لن نخضع لمثل هذا النموذج، لأنه منحاز ويكيل بمكيالين، وإلاَّ أثبتوا لنا عكس ذلك وحاكموا هؤلاء الذين قتلوا في صبرا وشاتيلا لتثبتوا لنا أنكم جديون، حاسبوا الذين قتلوا في قانا ، وكل الأدلة تدل على أن إسرائيل مجرمة ومذنبة ومسؤولة وعلى مرأى من قوات الطوارئ الدولية، لكن هناك انحياز ، أمام هذا الانحياز هل نتفرج ؟ أمام هذا الانحياز لا خيار لنا إلاَّ أن نحمي أنفسنا وبلدنا.
لبنان اليوم واقع في دائرة الضغط ويجب أن ننتبه، أمريكا تريد لبنان نموذجاً لسيطرتها في المنطقة وقاعدة انطلاق للشرق الأوسط، وقد ذكر بوش هذا الكلام مراراً في خطبه، إسرائيل تريد لبنان جبهة خلفية كساحة لها وليست عليها لحماية احتلالها وللدخول إلى هذه الساحة من أجل أن تزيد من رصيدها السياسي عندما تحتاج إليه، ومن أجل أن توطن الفلسطينيين فيه، وبعض الدول الأوروبية الحريصة جداً على لبنان! تريد لبنان منفذاً لأخذ دورها ونفوذها بعد أن خسرت في أفريقيا وفي أماكن مختلفة من العالم، اعتبرت هذه الجهات المختلفة أن لبنان ضعيف ويمكن أن يكون مدخلاً لأخذ المكاسب والمغانم السياسية عبره ومنه، كل دولة من هذه الدول الكبرى ومن الكيان الإسرائيلي يريد قطعة من لبنان ويريد معبراً من لبنان ويريد استغلال لبنان لمصالحه، دعونا من تلك الكلمات المعسولة بأنهم يريدون مصلحة لبنان، أين مصلحة لبنان ؟ هل مصلحة لبنان في أن يتدخلوا فيه! مصلحة لبنان أن يكون مستقلاً،لن نقبل أن يكون لبنان مسرحاً للعب هؤلاء، كفانا لبنان المعبر، نريد لبنان الوطن، لا لبنان القاعدة الأمريكية والإسرائيلية ، نريد لبنان حياة لأبنائه، و لا نقبل أن يكون فزاعة لأحد أو ممسوكاً بيد أحد نريده مستقلاً عن الآخرين.
إننا في لبنان اليوم نعيش بحالة عدم توازن سياسي ، الطريقة التي تُدار بها الخلافات السياسية خطرة جداً، لأنها مبنية على تصفية حسابات والكيدية، والوقوف المتضاد وليست مبنية على البحث عن نقاط التفاهم والتعاون والعودة إلى القوانين والآليات المعتمدة والمتبعة، هذا الأمر يزيد من المأزق السياسي ويجعل البلد في حالة انعدام وزن، ونكشف عندها بلدنا على كل المستويات وخاصة بلدنا اليوم منعدم الوزن سياسياً ومنعدم الوزن على المستوى الأمني، وتعرفون أن كثيراً من القيادات قد غادر إلى خارج لبنان لأنه يعتبر البلد من دون استقرار أمني فيه لأنه مكشوف سياسياً ، تعالوا لنتفاهم كلبنانيين مع بعضنا ونرى كيف نضع بعض القواعد وبعض الأسس، لنتابع هذه المسيرة وأن يكون الاختلاف اختلافاً ديمقراطياً وفق الأصول، وإلاَّ إذا بقي الأمر هكذا فهذا يعني أن نستمر لأشهر أو ربما لسنوات من دون أن ننطلق خطوة واحدة نحو الأمام ، وهذه مسؤولية الجميع ، وإذا استمر الوضع هكذا لا يوجد رابح وخاسر في لبنان فالكل خاسرون لأنه مركب واحد لا يستطيع أحد أن يأخذه إلى حيث يريد، إمَّا أن نغرق معاً وإمَّا أن نحميَّه معاً، نحن ندعو إلى حمايته لا إلى إغراقه ، وليعلم كل فريق من الأفرقاء أن لا أحد في لبنان يملك كل القدرة ليصنع ما يشاء ، كلنا بحاجة إلى بعضنا البعض، جرب الكثيرون في الماضي غير ذلك وسقطوا.
هنا ألفت النظر أننا في دائرة البحث عن كيفية الاستقرار في لبنان، نرى بعض خفافيش الليل يخرجون ويعلنون موقفهم ، نرى حراس الأرز يعرضون أفكاراً مقيتة عفنة تعود بنا إلى زمن الحرب، وتعود بنا إلى زمن التصفيات الطائفية وإلى زمن العمالة الإسرائيلية، هذا الأمر خطير جداً، وهذا الأمر ليس مجرد تصريح وموقف، هذا تعبير عن منهج يبحث عن طريقه في هذه اللحظة، لو لم يعتبر هؤلاء أن هذه اللحظة هي اللحظة المناسبة لما أخرج هؤلاء رؤوسهم ، إذاً انتبهوا أيها الناس هناك أجواء تساعد مثل هذه الأصوات المستنكرة في أن تخرج، يجب أن نضع حداً لها، يجب أن نحمي بلدنا من إسرائيل وعملاء إسرائيل، ومن أولئك الذين عاثوا في هذا البلد فساداً باسم عناوين مختلفة.