ومما جاء فيها:
إيران انتقلت من الدور المعادي إلى الدور الداعم، ومن المساند لاسرائيل إلى الراعي للمقاومة، موقع إيران اليوم هو موقع مقاومة الاحتلال والتبعية وتأمين حقوق الأجيال. دعمت إيران لبنان وبدأت خيراتها تبرز بشكل واضح إثر الاجتياح الاسرائيلي مباشرة، وأعطت وبذلت، وقفت في المحافل الدولية مساندة للشعب اللبناني ومقاومته، دعمت في محطات عديدة هذا الشعب بكل الإمكانات المتاحة متجاوزة الخطوط الحمر والضغوطات الدولية، ليقف هذا الشعب ويقول لإسرائيل لا. قالوا لنا إسرائيل لا تُقهر، وقالوا أن إسرائيل قرارها دولي فكيف تواجهونها، فاستغربنا ما هذه المنظومة الجديدة التي يثقفوننا بها، وقالوا: أنتم قلة، لا تستطيعون ما جرى في لبنان وهو قدركم فاقبلوا به، وقال الإمام الخميني (قده): الخير في ما وقع، قاتلوا إسرائيل فهذا واجب عليكم، سمعنا لهذا الاتجاه، وتلقينا دعم إيران مشكورة، فماذا كانت النتيجة؟ لقد حقق حزب الله والمقاومة في لبنان والشعب اللبناني أكبر وأعظم انتصار ومفخرة في هذا الزمان بكسر إسرائيل، بخروجها ذليلة في عام 2000 وانكسارها في عدوان تموز عام 2006، وكان لدعم إيران الفضل الأكبر، ونقولها بالفم الملآن: شكراً ألف مرة لإيران الإسلام بقيادة الإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه.
دعمت إيران لبنان ولم تطلب منه شيئاً، ولم تأخذ منه ولم تسأله شيئاً، بل هي دائماً تقدم وتعطي وتعرض، وكثير من المعروضات الإيرانية على المسؤولين اللبنانيين رُفضت رأنهم لا يتحملون هذا العطاء الخلوق من إيران أمام سطوة الأمريكيين والغرب وإسرائيل، الذين يمنعون الخير الإيراني عن بعض اللبنانيين، لكننا فتحنا أيدينا للخير الإيراني، هم إخوة وأحبة لنا، هم لا يريدون شيئاً منا، لم يطلبوا يوماً ولم يسألوا يوماً، كانوا دائماً معطائين ومحسنين، وإذا كان عند أحد شك في هذا فليعطني دليلاً واحداً مهما صغُر أن إيران أخذت شيئاً من لبنان، بالعكس هي تتحمل الكثير من أجل دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، واليوم كل المواجهة في المسألة النووية، لها علاقة بابن عم النووي والذي هو المقاومة في لبنان وفلسطين، لو حُلَّت هذه المشكلة لما كان هناك مشكلة اسمها النووي الإيراني. إيران قدمت للبنان، ولكن بعض الجهات تعتبر أن إيران هي التي تربح في لبنان وهو يخسر، فسِّروا لنا كيف يكون هذا؟ من الذي حرَّر لبنان؟ هذا الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته. من الذي استفاد من الأرض التي تحررت لإعمارها؟ من الذي رفع رأسه أمام العالم ليقول لا؟ الشعب اللبناني هو الذي حصل على هذه المكتسبات العظيمة، وبالتالي هذه العطاءات للجمهورية الإسلامية لم تكن عطاءات مشروطة ولا ببدل، إنما كانت إيماناً منها بوجوب دعم هذه الشعوب المستضعفة الطيبة.
بعض دول المنطقة مكشوفة بتوجهاتها، الإسرائيلية أو نصف الإسرائيلية أو ربع الإسرائيلية على درجات، لن نجعل هذه الدول قضيتنا ولم نجعلها يوماً كذلك، لذلك البعض عندما يشتِّم إيران، يعتقد أننا سننجر إلى ما يشابهه فنشتِّم تلك الدول التي تدعمه، مع علمنا أن بعض هذه الدول ملوَّث من رأسه إلى قدميه، لكن فضيلة الشكر أفضل بكثير من رذيلة الشتائم، لذا آثرنا أن لا نكترث بهؤلاء جميعاً. أما أنهم ضبطونا بالجرم المشهود بأن إيران تدعمنا! نحن نقول لكم دائماً أن إيران تدعمنا، أما أنتم ممن تختبئون، هل هناك حركة سياسية أو حزباً أو جماعة لا تأخذ دعماً من الخارج، على الأقل نحن نأخذ دعماً ونعلن أن هذا الدعم قربة إلى الله تعالى ومقاومة إسرائيل، قولوا لي هذا الدعم الذي تأخذونه قربة لأي شيطان ولدعم من؟ ولأي إنجاز؟ ولتنفيذ أي أجندة عربية أو خارجية؟ أنتم من يجب أن يخجل وليس نحن. فهل نصدق أنهم يخوضون الإنتخابات النيابية بتجميع الصدقات في الشارع الصغير!! أو أنهم يحصلون على تبرعات من بعض الأغنياء!!
إيران تشرِّف المنطقة بأسرها، ويجب أن يخجل من نفسه من ليس له علاقة جيدة مع إيران، لأن إيران تمثل الشرف في هذه المنطقة، وتمثل المقاوم الأول والداعم الأول. لم تدعمنا إيران لأننا شيعة، فهي تدعم في فلسطين، والفلسطينيون سنة، وتدعم في سوريا والنظام حزب بعثي، وتدعم في أماكن أخرى، إذاً هي تدعم الخط المقاوم بصرف النظر عن الانتماء المذهبي وما شابه ذلك، من هنا فإيران اليوم تمثل خط المقاومة الأول، وكل من يؤمن بهذا الخط من الطبيعي أن يجد نفسه في هذا المحور، وكل من يرفض المقاومة من الطبيعي أن يجد نفسه في الخط الآخر.
نحن كحزب الله نحرص في لبنان على أفضل تعاون مع كل الأطراف، من اللحظة الأولى مددنا اليد للجميع وعقدنا تحالفات مع الجميع، كل تحالف خرب معنا في لبنان كان بسبب الآخرين وليس بسببنا، لأننا مستعدون أن نمد اليد، وندفع ثمن مد اليد خسائر لبعض المكتسبات لمصلحة نتائج التعاون والتحالف. للأسف قيادة تيار المستقبل تعاني اليوم من عدة تداعيات وإخفاقات وفشل متلاحق، فليراجعوا رهاناتهم وتبيعيَّتهم وحساباتهم التي سبَّبت لهم هذه النتائج، عليهم أن يصارحوا جمهورهم بوضوح، ألم يكن انحيازهم في الموقف من سوريا سبباً لمشاكل وتعقيدات وتوترات خاصة على الحدود اللبنانية السورية، وأزمات في بعض المدن اللبنانية خاصة في المنطقة الشمالية، هل تظنون أنكم تستطيعون تغيير المعادلة في سوريا، معادلة سوريا معادلة دولية كبيرة يتخاصم فيها كبار القوم، من يضع نفسه ورأسه في هذه المعادلة عليه أن يعلم مع من وكيف وإلى أين؟ نحن ندعوهم لمراجعة مواقفهم ونطرح خمسة أمور:
أولاً ندعوهم للعمل وطنياً بعيداً عن الأجندة الخارجية والتعليمات التي تأتي من هنا وهناك. ثانياً ندعوهم لاحترام خيار الناس بقانون انتخابي عادل وتمثيل حقيقي، وأن لا يخشوا من التمثيل الحقيقي. ثالثاً إبعاد لبنان داخلياً عن التجاذبات الخارجية وعدم الانخراط فيها حتى لا تمتد الأزمة إلى داخل لبنان. رابعاً الاعتراف بضرورة البناء الوطني المشترك وعدم الاستئثار، فلا قدرة لأحد مهما بلغ أن يأخذ لبنان على قياسه، فلبنان للجميع وسيبقى كذلك. خامساً أوضحوا موقفكم من إسرائيل كعدو، ومن كانت إسرائيل عدوه فللعداء مستلزمات، وأول المستلزمات مقاومة هذا العدو، وأضعف المستلزمات دعم المقاومة لهذا العدو.