في الجوّ اللبناني العام ، أنتم تعلمون ، نحن منذ فترة من الزمن لم ندخل في الصراع الداخلي ، يعني لم نكن جزءً من البازار السياسي والشتائم المتبادلة والتحديات المختلفة ، كنا دائماً ننتبه إلى أن توجُِّهنا إلى المقاومة يستدعي أن نتعاطى مع الداخل بحساسية وبدقة،
وهكذا وجدنا أن البلد سائرٌ في اتجاه خطر ، كنا أساسيين في الاجتماع الذي حصل في عين التينة ، ليس ردًّا على البريستول، فهو كان رقم 3 ، لكن لأننا وجدنا أن لبنان يحتاج في هذه المرحلة إلى من يعيد إليه توازنه وإلى من يثبت لأبنائه وللعالم أن هناك من يريد استقلاله وسيادته ولا يقبل بأن يكون ملحقاً بالدول المستكبرة ولا يقبل أن يكون تابعاً للانتداب أو للإحتلال مهما كان عنوانه ، فكان لا بد من وقفة جريئة وشجاعة فكنا جزءً لا يتجزأ من اجتماع "عين التينة" لهدف أن ندعو لرفض القرار 1559 والتأكيد على استقلال لبنان والتأكيد على حماية المقاومة وحقِّها في أن تبقى ،لا منَّةً من أحد وإنما هي جزء من هذا الشعب الذي من حقه أن يقول كلمته وتأكيداً على علاقة لبنان مع سوريا لأنها شكّلت حماية ونحن نؤمن بهذا التعاون المشترك لما فيه مصلحة لبنان وسوريا ومصلحة المقاومة ومصلحة المنطقة فنحن لا نقدَّم شيئاً من دون أن تكون له الآثار الإيجابية على أهلنا وعلى منطقتنا ولذا كنا جزءً من هذا التحرُّك ، لكن ليكن بعلمكم ، هناك من يحاول أن يخرِّب في البلد وهناك من يحاول أن يثير الفتن في البلد ، وعلى هذا الأساس أصدر الحزب بياناً واضحاً معتبراً أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو جريمة منكرة بكل ما للكلمة من معنى ، السبب في ذلك أنه يأتي في وقت ستحسب هذه الجريمة بأساليب مختلفة وبالتالي يريد من قام بها أن يُحدِث فتنة في الداخل وأن يُربِك الاستقرار الأمني والسياسي الذي حصل ، ونعتبر أن الأهداف مشبوهة من هذا العمل الجبان الذي ارتكبه من ارتكبه وإن شاء الله يظهر بشكل واضح أكثر حتى تتبيّن الجهة وتُعرَف الأهداف بشكل كامل وإذ بدأت بعض الخيوط ولكن لا بدّ من الانتظار والتأكُّد من أجل الإشارة إلى الجهة المسؤولة والمعنيّة وبأن لبنابن سيبقى متماسكاً متراصًّا إن شاء الله ، وسنعمل مع كل المخلصين حتى لا تكون ساحتنا ساحة للآخرين يعبثون بها أو يضرُّونها بأشكال مختلفة وبأسباب مختلفة .