ومما جاء في الكلمة:
هناك أبواق لبنانية تعبر عن المشاريع الأجنبية، وتخدم المشروع الإسرائيلي في إطلاق المواقف التي تستهدف المقاومة بشكل مباشر، وحجتهم في ذلك الاستقرار السياسي وبناء الدولة، ولا أعلم كيف يكون هناك استقرار سياسي وبناء للدولة مع وجود ميليشيات مسلحة توجِد بؤراً أمنية، وتقوم بأعمال تخريبية وفوضى، وتواجه الحكومة بالمقاطعة من دون سبب مقنع!
في الآونة الأخيرة رفضوا قانون انتخابات على أساس النسبية بحجة أن النسبية لا تنسجم مع السلاح، يعني لا يمكن أن تجري انتخابات إذا كان هناك سلاح، ولكن عندما تجري الانتخابات يعني أنه لا يوجد تأثير للسلاح على الانتخابات، أما قانون الانتخابات فهذا أمرٌ آخر، كيف تجري الانتخابات بالأكثري، وكيف ينجح البعض ويفشل البعض الآخر، وكيف تكون موازين القوى على ما هي عليه؟ لو كان السلاح مانعاً أو مؤثراً وبالتحديد سلاح المقاومة، هذه حجة، هم يفتشون عن قانون انتخابات يمكِّنهم أن يكونوا أكثرية ليتحكموا بالبلد بصرف النظر عن صحة التمثيل، ولو أرادوا صحة التمثيل لقبلوا بالنسبية، لأن النسبية تعطي كل نائب حصته الحقيقية، وتعطي الجميع ما يستحقونه من العدد في داخل المجلس النيابي، لكن الموضوع هو موضوع سيطرة وتحكم، ونتائج 2009 النيابية تشهد بذلك، عدد نواب 14 آذار ومن معهم في وقتها كانت 71 نائباً، يعني هم لهم أغلبية في المجلس النيابي تصل إلى 57 %، بينما عدد الناخبين الذين اختاروهم كانوا 44% في مقابل 56% لمصلحة الطرف الآخر أي 8 آذار، الذي حصل على 58 مقعداً، يعني هناك خلل في التمثيل ونحن ندعو إلى تصحيح هذا الخلل من خلال النسبية، هم لا يريدون النسبية لأنهم سيخسرون مقاعد في مواقع مختلفة ومن طوائف مختلفة.
على كل حال هناك هجمة إسرائيلية تقودها على مستوى العالم من أجل مواجهة المقاومة في لبنان وفلسطين، إسرائيل تقود حملة ترهيب دولية ضد حزب الله بالتحديد، لأنها فشلت في العدوان عليه، وفشلت في التحريض عليه، وفشلت في إيجاد بيئة قادرة أن تمنع حزب الله من التحرك لذلك تقود حملة دولية من أجل إرهاب الناس والدول من حزب الله، ومن أجل تسليط الضوء على المقاومة حتى تُحاصر.
هناك أربعة أهداف من حملة إسرائيل على حزب الله:
الأول: صرف النظر عن عدوانية إسرائيل واحتلالها، كي لا ينظر العالم أن المشكلة إسرائيل وليس غيرها، مع العلم أن المشكلة الحقيقية هي إسرائيل فهي المعتدية والمحتلة، وهي التي تخرب المنطقة، وهي التي تقلب المعادلات، وهي التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.
الثاني: لتجعل إسرائيل نفسها في مصاف الدول المقبولة التي تخطط على مستوى العالم فينسى العالم أنها محتلة.
الثالث: لتعوض إسرائيل عن خسارتها الفادحة في مواجهة المقاومة باللجوء إلى أساليب أخرى للضغط على المقاومة.
الرابع: من أجل أن تزج قوى أخرى تكون إلى جانبها وتخفف عنها عبء المواجهة.
نحن نعتبر أن الحملة الإسرائيلية بالاتهامات والإدعاءات والتحريض على حزب الله، والتي يستجيب لها بعض من عندنا في لبنان حملة تستهدف المقاومة بالإعلان والسياسة بعد أن فشلوا من إسقاط المقاومة بالحرب والمواجهة، لكن نطمئنهم أن المقاومة إن شاء الله مستمرة وقوية وستزداد تجهيزاً ودعماً وتهيئة وتدريباً وتجميعاً لمواجهة الاستحقاقات، وكل هذه الاتهامات ضد حزب الله لن تقدم أو تؤخر، ولا تغير الحقائق والوقائع، ونحن سنستمر في موقعنا الشعبي والعملي المقاوم الذي يحمي لبنان ويحمي رصيدنا المقاوم، ويحمي مستقبل أجيالنا، لم نقبل بالاحتلال، ولن نخضع لهذه الضغوطات ولن نبدل أولويتنا، ستبقى أولويتنا مواجهة الاحتلال ولو صرخ من صرخ في الداخل سيكون صراخهم في الهواء، لن يجرونا إلى فتنة ولا إلى أولويات أخرى، سنبقى موجهين بوصلتنا باتجاه العدو الإسرائيلي ومشروعه، ونحن نأمل إن شاء الله بنصر الله تعالى.
اليوم الصراع على مستوى العالم، صراع بين مشروع المقاومة ومشروع الهيمنة الدولية، نحن نعلم أن مشروع المقاومة هو الذي يحمل قابلية الانتصار طالما أنه يوجد من يحمله ويحميه وهو مستعد للعطاء والجهاد، هكذا علمنا التاريخ، وهكذا رأينا في الحاضر القريب، وإن شاء الله سنستمر وما النصر إلاَّ من عند الله تعالى.
كما أكد في حديث لإذاعة النور في الذكرى السابعة للتفاهم بين "حزب الله" و"التيار والوطني الحر"، ان "قيمة هذا التفاهم انه لم يبقى بين القيادات بل اصبح بين القواعد الشعبية، ولذلك نجد ان التفاهم له طابع استراتيجي وليس تفاهما مؤقتا".
ورأى الشيخ قاسم ان قوة لبنان اليوم مبنية على هذا التفاهم الذي كسر الحواجز المذهبية والطائفية واثبت ان افرقاء متنوعة في لبنان لها رؤى مختلفة وتنمي الى مذاهب وطوائف مختلفة قادرة ان تجد القواسم المشتركة لبناء الوطن السيد الحر المستقل.
وقال :"التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله بني على مجموعة عناوين تهم الطرفين وتهم لبنان في آن معاً ولأن القواعد التي أعتمدت في هذا التفاهم هي قواعد وطنية جامعة كان لهذا التفاهم الأثر والثبات"
وأضاف :التفاهم تحدث عن الالتزام بالمقاومة لتحرير كامل ارض لبنان وأن لا نخضع للابتزازات والسياسات التي تأخذ سيادة لبنان تحت عناوين مختلفة وهذا قاسم مشترك بين التيار الوطني الحر واتفقنا على احترام المناصفة والحقوق المشروعة في العمل الداخلي وعلى رفض الفتنة وتغليب الموضوع الوطني".
وشدد الشيخ قاسم على ان "قيمة التفاهم انه لم يبقى على الورق بل انتقل الى السلوك العملي بالتحالفات الانتخابية وعبر التصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان". واضاف "كذلك في كل التحديات التي تواجهنا فإن مواقفنا تتشابه ونؤسس دائماً لقواعد مشتركة فيما بيننا سواء في النظرة الى قانون الانتخابات أو في النظرة الى الازمة السورية او في المشاركة في الحكومة ضمن برنامج عمل يضع ثلاثي القوة الشعب والجيش والمقاومة في سلم الاولويات وخدمة الناس في خدمة الاولويات ومحاكمة العملاء بإنصاف وعدل وعدم محاكمتهم بتشفي"، مؤكداً ان كل هذه العناوين العملية بدأت تطبيقاتها تظهر.