حذر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم العدو الصهيوني من أي حماقة ضد لبنان لأن المقاومة ستكون بالمرصاد وفي جهوزية عالية وستلحق به هزيمة نكراء وسيرى الصفوف المرصوصة بمواجهته . واعتبر الشيخ قاسم أنه بعد إجماع القوم على طاولة الحوار على لبنانية مزارع شبعا والانتهاء من النقاش السياسي المتعب والممل والذي له أهداف أخرى بقي أن تقوم الحكومة بتقديم الوثائق الموجودة لديها إلى الأمم المتحدة ، وأن يكون هناك تحديد للمزارع فعندنا كل الأدلة وبإمكاننا أن نقدم الخرائط التي تثبت ذلك . وحول إصرار البعض على أن تقوم سورية بإعطاء ورقة تقول فيها أن المزارع لبنانية قال : إن عدم إقدام سورية على ذلك هو شأنها فهي تقول أنها غير معنية وعلى لبنان أن يثبت أن المزارع له وهذه النقطة هي محل خلاف بين البعض في لبنان وبين سورية لكن ما يهم أننا توصلنا في النهاية على طاولة الحوار أن المزارع لبنانية وعلينا أن نستعيدها.
الشيخ قاسم وخلال اللقاء السياسي الذي أقامه حزب الله في بلدة شمسطار رأى أن النقاش الآن هو حول كيفية استعادة وتحرير المزارع هل يكون بالمقاومة أو بالدبلوماسية حتى الآن لم نتوصل إلى هذا النقاش التفصيلي . وقال إن ربط البعض مزارع شبعا ولبنانيتها بموضوع المقاومة هو ربط خاطئ داعياً هؤلاء إلى أن يقول بصدر رحب هل يريد المقاومة أم لا . وقال من لا يريد المقاومة عليه أن يشرح لنا كيف يمكن أن نسترد المزارع وكيف نحمي لبنان فإذا أعطانا أجوبة مقنعة فنحن حاضرون أن نلتزم بها أمّأ إذا جاء أحد ما ويقول " أتركوها عليّ ويضرب على صدره " فهذه لا تصرف ومن يقول أن عنده ضمانات دولية رأينا ماذا فعلت هذه الضمانات في أريحا التي يعتقل في سجنها عدد من السجناء من بينهم المناضل أحمد سعدات ومعروف أن أريحا تعتبر تحت سلطة السلطة الفلسطينية وأنها محررة وتحت الرقابة البريطانية والأميركية ورغم ذلك جرت صفقة إسرائيلية بريطانية أميركية مهدت لغزو جديد لأريحا واعتقال كل المعتقلين وعلى رأسهم أحمد سعدات مما يظهر أن هؤلاء المستكبرين ل أمان لهم ولا ضمانات ولا يقفون عند كلمتهم وبالتالي هؤلاء عجزوا عن إعطاء ضمانة لعدد من الأشخاص في سجن فكيف سيعطوننا ضمانة للشعب اللبناني ولمساحة 10452كيلو متر مربع وكيف نثق بهذه الضمانات وتجربة أريحا أمامنا . وقال الشيخ قاسم نحن واضحون وحاضرون للنقاش في مستقبل المقاومة ووضعها لكن ليكن معلوماً هذه المقاومة ليست خطأً نحاول تصحيحه بل هي شرف نحاول أن نثبت عليه وأن نبقي ونحفظ كرامة الأمة ومن كان عنده قوة يحمي بلده ومشروعه وشعبه لا يتخلى عن هذه القوة لوعود أو لاحتمالات مجهولة أو لدعوات من مجلس الأمن أو من القرارات الدولية أو لمخاوف يتحدث عنها البعض بدون أدلة.
وأعلن أن النقاش بموضوع المقاومة ليس نقاشاً سهلاً بل سيكون نقاشاً صعباً لكن في آن معاً عندنا من الأدلة ما يكفي ونحن سنطلب من الآخرين أدلة لأي تعديل. وحول مقولة أن المقاومة تشكل إرباكاً وتخيف الآخرين لأنها موجودة مع طائفة معينة في مقابل طوائف أخرى ليس بيدهم السلاح فقال: من حقهم أن يخافوا وأن يطلبوا منا ما يطمئنهم نحن مارسنا منذ سنة 82 عملاً مقاوماً لم يتعرض للداخل ولم يؤذ أي طائفة من الطوائف بل أكثر من ذلك في أوج قوتنا وفي أهم مفاصل مواجهتنا العدو الإسرائيلي ومع التحرير عام 2000 لم ينصفنا المعنيون والمسؤولون في إدارة البلد فلم يعطونا الوظائف ولم يعطوا مناطقنا ما تستحق وحرمنا على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكنا نصرخ بالكلمة ولم نستخدم في أي يوم سلاحنا من أجل أن نفرض ما نريد وما نحن مقتنعون به، مؤكداً أن من الصعب أن تجد في العالم أروع من نموذج هذه المقاومةفهي لم تقتل ولم تجرح عميلاً أثناء التحرير ولم تطرد أهل بيته والتي حمت البيوت والقرى المسيحية قبل البيوت والقرى المسلمة وسعت إلى إفساح المجال أمام عودة التائبين ليحاكموا محاكمة بسيطة من أجل غسل بعض ماضيهم وبالتالي هذه المقاومة لا يمكن أن تشكل خوفاً لأحد على الأقل نحن لا نقول "اتركوها عليناونضرب على صدورنا " إنما عندنا تجربة عمرها 23 سنة موضوعة أمام اللبنانيين فهل لاحظوا خللا أو خدشاً ولذا نحن نطمئن هؤلاء بممارستنا السابقة وبالتزامنا أن نستمر على هذه الممارسة لاحقاً . الشيخ قاسم سأل بالمقابل لماذا يحق للآخرين أن يبدوا مخاوف من سلاح المقاومة ولا يحق لنا أن نبدي المخاوف من أن تأت إسرائيل بطائراتها ومجموعاتها وتقتل وتخطف وتحتل أراض من لبنان مجدداً وتعرض كل المقاومين بزعاماتهم وقياداتهم وأهلهم للخطر الإسرائيلي من دون قدرة دفاعية فهذه المشكلة تحتاج إلى حل . ورأى الشيخ قاسم أنه لا يستطيع أحد أن يعطينا ضمانة عملية وتساءل هل هناك أحد أن يسلم دجاجاته للثعلب حتى تلك المصابة بأنفلونزا الطيور سيأكلها كيفما كان .
وقال : هناك أطراف أخرى في لبنان يجب أن نسمع لها وهي أعلنت صراحة
أنها تؤيد بقاء المقاومة ولا تخشى من سلاحها وهم عندهم تجربة وعندهم قناعات
وبالتالي ليس صحيحاً القول أن كل اللبنانيين خائفين من السلاح .
ورفض الشيخ قاسم مقولة البعض أن حزب الله يتخذ من مزارع شبعا حجة لبقاء المقاومة وسلاحها وقال نحن ندلهم على الحل لتخرج إسرائيل من المزارع وتطلق سراح الأسرى وتوقف الطلعات الجوية وتعطينا خرائط الألغام لتنزعها الدولة اللبنانية بذلك نكون قد حللنا مشكلة اسمها مزارع شبعا وملحقاتها وتبقى مسألة حماية لبنان من الاعتداءات المستجدة وهذا يحتاج إلى جواب ونحن واضحون مع كل الناس لا نقول أن المزارع هي العقدة فقط بل إن العقدة الأساسية تتمثل بالعدوان الإسرائيلي وكيفية حماية لبنان . وقال لقد استطعنا أن ننجز على طاولة الحوار مجموعة من النقاط الجيدة والإيجابية وضع لها أسقف وسنتابع الحوار وفي كل لقاء ننجز أمرا ما لكن بالتأكيد لن تحل كل المشاكل بين اللبنانيين أمّا أغلب المشاكل فدعونا لا نصادر النتائج وسنناقش مع كل الأطراف الفاعلة على طاولة الحوار ، مضيفاً أنه مهما أنجز الحوار فهو جيد أما ما نختلف عليه فيفترض أن يتكفل الحوار بإيجاد المخرج المناسب حتى لا يتحول الخلاف إلى أزمات سياسية . وقال الشيخ قاسم نحن كنا مع الحوار وكنا متحمسون له وشاركنا بكل موضوعية فيه ونحن مرتاحون للنتائج التي حصلنا عليها لأننا نعتبرها لمصلحة لبنان وسنستمر من أجل تذليل العقبات الموجودة ونحن نطلب من الآخرين القيام بنفس الشيء.
وتطرق الشيخ قاسم إلى أزمة الحكم فاعتبر أنها الأزمة السياسية التي نراها وتعطيل بعض الاجتماعات وفي التراشق السياسي بين بعض المؤسسات وفي اللجوء تارة إلى المؤسسات عندما تحقق ما يريد البعض،أضاف إما أن يحكمنا القانون في كل شيء أو لا يكون هناك قانون بل اعتماد "الهوبرة" والمظاهرات واستفتاءات الأكثرية وطالما أن الحكومة والمجلس النيابي موجودان بحكم القانون وكذلك رئاسة الجمهورية موجودة وشرعية بحسب القانون فإما أن يمشي القانون على الجميع أولا وإذا اعتبرنا أن رئيس الجمهورية مزور قانوناً فإن المجلس النيابي مزور قانونياً لأنه هو من وقع على قانون الانتخابات وتمت على أساسه ويعني أن كل القرارات التي اتخذت حتى الآن هي من توقيع لا يصلح في هذه المرحلة متسائلاً هل يقبل أحد أن نعيد النظر بكل ما جرى من التمديد حتى الآن ونعتبره باطلاً ونعيد صياغته وإنتاجه من أجل أن نصبح في مرحلة جديدة وبالتأكيد لا أحد عنده هذا الطرح .
واعتر الشيخ قاسم أن المشكلة ليست في رئيس الجمهورية بل في من قبل به لولاية ثانية وتعاون وتعاطى معه بطريقة إيجابية ثم رأى أن المرحلة الآن تناسب
عملية التغيير فلم يتمكن على المستوى القانوني فلجأ إلى الضغط الإعلامي والسياسي والشعبي لكن حتى هذه لم تنفع ولم تنجح .
وحول موقف الحزب أكد الشيخ قاسم أن أزمة الحكم سببها الرغبة في أن يكون
هناك سيطرة وسلطة أكثر تأثيراً للأغلبية النيابية ونقول لهم إذا استطعتم وفق
القواعد القانونية أن تكونوا أغلبية نيابية قانونية وحكومة قانونية وفي رئاسة
الجمهورية وأينما شئتم قوموا بما تريدون ولكن ليس أغلبية عندما " تظبط معكم وتريدون شيئاً آخر عندما لا تظبط " فهذا ليس صحيحاً والموضوع متكامل ولا أحد يتصور أن العقدة أصبحت عندنا فلسنا وحدنا نرفض هذا المنطق هناك حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وشخصيات إسلامية ومسيحية داخل المجلس النيابي وخارجه لا يعتبرون أن المشكلة ليست متمثلة في رئيس الجمهورية وهؤلاء يمثلون شريحة واسعة من الشعب اللبناني بل ويمثلون ثلثي هذا الشعب وحتى قانونياً من دون بعضهم لا يمكن أن يتغير أو يعدل الدستور وهؤلاء غير مقتنعين بالتعديل لأنه ليس هناك أفق للحل أمّا أن يقال لنا أزيحوا الرئيس وبعد ذلك نتفاهم فهذا الموضوع لا يناقش بهذه الطريقة . واعتبر أن من حق أي طرف لبناني أن يقول ما لا يعجبه لكن ما نتمناه أن تبقى الأمور في دائرة أخلاقيات التعاطي ، لافتاً إلى الدور الأميركي في جعل لبنان ممراً للضغط على سورية وإراحة إسرائيل فلماذا الاختباء وراء الإصبع ولماذا أميركا تضغط لتنفيذ القرار 1559 ولماذا تتدخل في مسألة رئاسة الجمهورية ولماذا تحاول تشرط المساعدات بتغييرات سياسية على شاكلتها وتريد لبنان للتآمر على سورية ولذا ليس من مصلحة لبنان أن يتخلى عن مقاومته في حين أن استخدام بلدنا لحسابات خاصة بهم وهذا ما لا نقبل به كلبنانيين فلبنان يجب أن يكون مستقلاً . وقال إن الأميركيين رسموا خارطة أعدائهم في المنطقة حددوها بإيران وسورية ولبنان وفلسطين وهم يعملون لمصلحتهم لأنهم متضررون من الثبات عند
هذه الدول والمجموعات المقاومة .