.... هناك عودة عالمية على مستوى العالم الاسلامي وعلى مستوى الأحرار لدين الله تعالى وللاسلام العظيم ولنبيّنا الأكرم محمد (ص) . طبعاً هذه العودة لم تعجب بعض الماديين، وهذه العودة تشكّل حالة من الحصانة تقوِّينا وتجعلنا نستفيد من امكاناتنا وطاقاتنا وبلداننا ، وهم لا يريدون لنا ذلك ، لذلك يلجأون إلى أساليب ملتوية ومنحرفة كتلك الاهانات التي وجّهتها بعض الصحف الدانماركية والنروجية بالاساءة إلى نبي الاسلام محمد (ص) تحت شعار حرية التعبير ، وهم يدافعون عن هذا الشعار ليغطّوا الخلفية الحقيقية لموقفهم السيء ، هم يريدون تهشيم هذا البنيان الاسلامي بضرب مقدساته ، من أجل أن يزعزعوا أولادنا وأجيالنا تمهيداً لادخال أفكارهم التي عجزوا عن ادخالها وتمريرها بكل الوسائل التي استخدموها، إذ أنهم وجدوا سدًّا منيعاً مرتبطاً بدين الله ، بسيد المرسلين، فأرادوا أن يحطموا هذا السد بالتوجه إلى المقدسات بإهانة النبي الأكرم (ص) . فالمسألة ليست مسألة حرية رأي ، وقد رأيتم اليوم أن عدداً من وسائل الاعلام الاجنبية في بلدان أخرى غير الدانمارك والنروج ، قد فعلوا الفعل نفسه ، تضامناً مع أولئك الذين أساؤوا إلى النبي (ص) ، ليس من أجل حرية الرأي ، وإنما من أجل أن يشيعوا هذا المخطط المدروس، من أجل توجيه الاهانات للمسلمين على قاعدة عدم قدرتهم للدخول إلى عقولهم وقلوبهم، لكن ليعلموا أن قداسة النبي عندنا وقداسة الاسلام عندنا، لا يمكن أن تقف بوجهها مثل هذه الاهانات والمؤامرات وسيكتشفون أن أعمالهم هذه ارتدّت عليهم سلباً ، وانعكست مقاطعة وموقفاً من المسلمين وتضامناً بين المسلمين فيما بينهم لتشتدّ لحمتهم أكثر، كردٍّ على هذه المواقف اللئيمة الخبيثة التي تصدر من الدوائر الاستكبارية العاجزة عن الدخول إلى عالمنا الاسلامي بالاقناع ، فتريد أن تدخل بالاساءة وباللعنات وبالتصرفات المشينة، وهذا دليل على انحطاط منهجهم ودليل على أنهم عاجزون عن التأثير في شبابنا وشاباتنا ، وأقول أكثر من هذا، ليلتفت أصحاب الرسالات السماوية الاخرى والديانات الأخرى بأنهم مستهدفون أيضاً ، لذا يجب أن يكون الموقف من الجميع رافضاً ، وهذه ليست حرية ، الحرية أن تقول رأيك ، أن تناقش فكرة لا بأن تشتمّ وتُهين ، هذه إساءة ولا يمكن أن تكون مقبولة بأي شكل من الاشكال . هذا دليل ضعف ، هؤلاء لا يملكون القدرة ، هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا رمزاً أو نموذجاً .
كيف يتعاطى معنا العالم المستكبر اليوم ؟ يقول لنا نريد حرية للرأي ، تحصل انتخابات في فلسطين وتنجح حركة حماس ، فيبدأون بالحصار الاقتصادي والسياسي والاعلامي ، ويضعون الشروط المختلفة ، لماذا ؟ ألم يخترْ الشعب الفلسطيني هذه الجهة ، دعوها تعبر عن نفسها وعن شعبها وتطرح ما عندها ، اسمعوا وجهة نظرها وبعد ذلك قيِّموا ، لكن هناك انحياز لاسرائيل ، هم يريدون اعطاء اسرائيل وكمِّ الأفواه الاخرى ، هم يريدون تسهيل حياة اسرائيل في منطقتنا على حسابنا جميعاً ولو دمروا بلداننا بأسرها . هم لا ريدون حرية رأي ، هل هؤلاء يتحمّلون حرية الرأي ؟ هم يطرحون هذا الشعار من أجل أن يُقال بأنهم حضاريون . عرفناكم جيداً ، أنتم في أدائكم الحضاري الذي يقمع الحريات ويحاول أن يتحكم بمقدرات منطقتنا ، أيها المستكبرون ، أنتم أسوأ من قيادات القرون الوسطى التي كانت تهجم على الخيام ، وتتصرّف كأوباش في جنح الليل وتتصرف مع الناس من دون احترام لكراماتها ولمكانتها . لم تكونوا نموذجاً، النموذج موجود عندنا ، النموذج في دين الله ، في محمد وآل محمد (ص) ، النموذج في الامام الحسين (ع) .
سمعتم اليوم أن قيادتي حزب الله وحركة أمل ، اتخذتا قراراً بالعودة إلى الحكومة، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن ما طلبناه ونُفّذ بحمد الله تعالى لم يكن أمراً كبيراً وعظيماً ، هذا وصف لواقع ومحاولة لتأكيد المشاركة والفعالية لننهض بالبلد معاً ، لم نكن يوماً إلا سعاة للاستقرار والإعادة للحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بما يتلاءم مع مصالح الناس . لم نكن يوماً نحمل بندقية إلا لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي أخرجناه بالتعاون مع الشعب اللبناني ، وبسبب خروجه بدأ لبنان يستعيد عافيته ، لم تكن له عافية عندما كان الاحتلال رابضاً في جنوبنا اللبناني وبقاعنا الغربي ، ثمن التحرير كان انقاذ الوطن وثمن الاحتلال كان أسرٌ لكل الوطن ، وعلينا أن نستثمر ثمن التحرير لنتابع معاً ونحافظ على أسباب قوتنا لمصلحة مواجهة المشاريع المختلفة ، يجب أن نقول لأمريكا بالفم الملآن ولكل الدول التي تسعى سعيها ، نحن كلبنانيين نريد أن نبني بلدنا على شاكلة مصالحنا لا على شاكلة مصالح اسرائيل ولا على شاكلة مصالح الآخرين ، نريد بلدنا مستقلاً والاستقلال ليس شعارا ، الاستقلال سلوك ، الاستقلال تعاون داخلي ، الاستقلال نهضة نشارك فيها جميعاً ، وهذه هي مسؤوليتنا التي يجب أن ننهض بها ، من دون أن يقف أي حاجز امامنا ، لن ينفعنا شرقٌ ولا غرب ، لا بدّ أن نبقى متماسكين ونعمل معاً ، عندها سيخضع العالم لشروطنا ولمطالبنا .