الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في لقاء سياسي مع فعاليات منطقة حارة حريك في قاعة الابرار في 14/12/2007

نحن في هذا النطاق نعيش في لبنان استهدافاً أمريكياً مركزاً، لأنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يحققوا هدفين في لبنان، ويريدون أن يحققوا هذين الهدفين

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته.

البداية من القرآن الكريم ، لنأخذ من النور نوراً، وللمصادفة ما أردت أن أشير إليه في الآيات المختارة، أشار إليها العريف وقارئ القرآن من زاويتين مختلفتين وهو الصبر.

وسأتناول المسألة من زاوية ثالثة وأيضاً في إطار الصبر، لكن أي صبر يجب علينا أن نصبر؟ ربما يخشى البعض من عنوان الصبر ويعتبر أن الصبر مزيد من الألم ومزيد من المشاكل، فالصبر هو انتظار لقطف الثمار في اللحظة المناسبة، لماذا التوتر والعيش بأجواء متنشجنة طالما أننا نعمل بشكل صحيح ونقوم بتكليفنا ودورنا، وكل شيء سيأتي بوقته، ومن يستحق الخير سيأتيه من الله تعالى، ومن لا يستحق سينال جزاءه إن شاء الله تعالى.

قال تعالى:" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً * وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاء فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً "صدق الله العلي العظيم، العبرة بالنتائج، والآيات تخبر عن نفسها والصبر يكون نافع مع الجماعة، "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم" والصلة بالله لا تقتصر على وقتٍ دون آخر"بالغداة والعشي" والقبلة دائماً مع الله تعالى عندها يستطيع الإنسان مع الجماعة أن يحققوا أهدافهم، وأن يعيشوا اطمئنانهم، وبالنهاية يأتي الحساب في يوم القيامة، فيفرز الناس إلى من يدخل جهنم مع إغاثة من نوع جهنم يعني يزداد العقاب عقاباً، ومن يدخل إلى الجنة ويزداد العطاء عطاءً بأشكال العطاء كافة من الجنات إلى الأساور إلى الراحة والاستقرار، وهذا تكريم من الله تعالى للمؤمنين الصابرين المجاهدين" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ "، فإن شاء الله كل هذا الصبر الذي صبرناها في الساحة على شركائنا في الوطن وعلى المواجهات العدوانية واللئيمة التي قامت بها إسرائيل ، وعلى الاعتداء العالمي الذي حصل ضدنا سيكون إن شاء الله خيراً وبركة ولو بعد حين، لأن الأمور لا بدَّ أن تنضج ، ولا بدَّ أن تستكمل ولا بدَّ أن يكتشف المعاند أن معاندته لن تنفعه شيئاً ، وأن يكتشف أن الحق ليس إلى جانبه ، وهذا ما يتطلب منّا أن ننتظر ، واعلموا "إنَّ مع العسر يسرا".

نحن في هذا النطاق نعيش في لبنان استهدافاً أمريكياً مركزاً، لأنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يحققوا هدفين في لبنان، ويريدون أن يحققوا هذين الهدفين: الهدف الأول هو إسقاط قدرة المقاومة والممانعة التي تسهل للمشروع الإسرائيلي، والهدف الثاني: استخدام لبنان منصة للدخول إلى الشرق الأوسط الجديد والتأثير في خارطة المنطقة بطريقة تنسجم مع السياسة الأمريكية الجديدة المبنية على الهيمنة ، وعلى توزيع الوضع السياسي والقدرات وما شابه وفق المصالح الأمريكية، تصوروا أن أمريكا وضعت لبنان في دائرة الاستهداف، وبطبيعة الحال سيكون أكثر المستهدفين في لبنان هو الذي يمانع من تطبيق هذه السياسة الأمريكية، يعني هو الذي يمانع من خدمة المشروع الإسرائيلي، والذي يمانع أن يكون لبنان بوابة الشرق الأوسط الجديد، فقاموا من خلال الإسرائيليين بعدوان ضخمٍ على لبنان في تموز سنة 2006، وفي الواقع هو عدوان عالمي بيد إسرائيلية، وحرب عالمية بيد إسرائيلية، ولا أوصف لأني أريد أن أكثِّر من مستوى العدوان الإسرائيلي ضد حزب الله ولبنان، ولكن كل من تابع تلك الفترة، رأى أن إسرائيل كانت تقصف وتضرب، وأمريكا توجه وتصر وتمول إسرائيل بكل التقنيات العسكرية والمعلوماتية والمخابراتية، وبآنٍ معاً تحشد مجلس الأمن ليوجه الأنظار إلينا ، ونسمع تصريحات الدول الكبرى التي تعطي الحق لإسرائيل لتعتدي علينا ، ونسمع تصريحات عربية تتحدث عن مغامرات يرتكبها حزب الله ، ونسمع تصريحات داخلية تسألنا لماذا الحرب ومن هو المسؤول عنها، كنا أمام هجوم ساحق على المستوى الدولي بيد الإسرائيلية وبالأشكال السياسية الضاغطة التي تريد أن تسقطنا في هذه المعركة، لذلك قلنا هذا عدوان وحرب عالمية على حزب الله، وسأقول شيئاً: هذا العدوان الإسرائيلي كانت له نتيجة من اثنتين، إمَّا أن ينجح المشروع والهدف الإسرائيلي وهذا يعني أن لا تقوم لنا قيامة، وهذا يعني أن تضرب المقاومة ضربة قاسية في لبنان وفي المنطقة، وهذا يعني أن يكون الإذلال يكون مرافقاً لنا على امتداد المنطقة العربية والإسلامية وليس في لبنان فقط. وفي المقابل هناك نتيجة أخرى اسمها انتصار المقاومة وانتصار لبنان، وهذا ما حصل ، وهذا الانتصار هو انتصار كبير واستراتيجي وله مفاعيل ستستمر إلى عشرات السنين إلى الأمام، وما نراه اليوم من مفاعيل الانتصار هو قليل قليل أمام ما سترونه وإن شاء الله في كل محطة وفي كل لقاء سنذكركم ونقول لكم هذا من مفاعيل انتصار حزب الله على إسرائيل.

ونحن لا ندَّعي ، لو بدأنا بالمفاعيل المباشر، وجدنا أن المجتمع الإسرائيلي اهتزَّ من أوله إلى آخره، بشعبه وعسكره ومواقعه السياسية، وبدأوا يتقاذفون التهم، وحصلت استقالات متعددة، وفقد الشعب الإسرائيلي ثقته بقيادته وبجيشه، وإلى الآن لا زلنا نسمع التداعيات التي تحصل في إسرائيل نتيجة الهزيمة الإسرائيلية التي حصلت في عدوان تموز.

النتيجة الأخرى من نتائج الانتصار أنه ثبت للعالم بأسره بأن المقاومة الشريفة التي تحمل إيماناً وإرادة، لا يمكن أن تُهزم وأن الله تعالى معها، وأن بإمكانها على قلة إمكاناتها أن تهزم إسرائيل ومن وراء إسرائيل وأن تصنع استقلالها ومستقبلها لمصلحة أجيالها، وهذا طبعاً أوجد تعبئة في العالم العربي والإسلامي ، واليوم من يتحدث عن الكرامة يقتدي بحزب الله، ومن يريد أن يأخذ معنويات يتأسى بشباب حزب الله، إذا أراد أن يفكر كيف يصنع مستقبل أولاده يأخذ قصة من قصص الجهاد والمقاومة، إذا أراد أن يربي أولاده على الإنسانية والشرف يذكر لهم ماذا فعله هذا الشعب الطيب أثناء التهجير، وكيف كان الواحد منهم وقد تهدّم بيته وقتل ولده يرفع يده وقبضته عالية رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً يفتخر الواحد منهم أنه مع المقاومة وهو مستعد للمزيد من العطاء والمزيد من التضحيات.

كانوا يرسلون بعض وسائل الإعلام عند المهجرين ، على أساس أن هذا المهجر مسكين وقع تحت خسارة منزله وأولاده فالأمور عنده وصلت إلى "الحافة"، وعندما نسأله ما رأيك؟ سيبدأ الشتائم، وعندما سألوه ما رأيك؟ يقول ما زال عندي ولدين فداء للمقاومة وللبنان، وما رأيك؟ أنا مع المقاومة، ما رأيك؟ أنا مع المقاومة ومع السيد ومع حزب الله.. وسيدوم أكثر إن شاء الله تعالى.

ما نقوله هو من بعض آثار الانتصار، وعندما وجدوا أنهم لا ينجحوا في العسكر فممكن أن ينجحوا في السياسة، بدأوا يضيقون علينا في لبنان تحت عنوان تحقيق انتصارات سياسية تغطي الهزيمة العسكرية الإسرائيلية، وحاولت أمريكا كثيراً، وكنا نقول للعالم: أمريكا لن تستطيع ، وستُهزم في لبنان سياسياً، لأن من قاوم إسرائيل، ومن قدّم النموذج الراقي، ومن قدّم كل هذه التضحيات وتحمل الآلام لا يمكن أن يخضع لا لضغوطات أمريكية وغير أمريكية، وسيثبت وسيتحطم المشروع الأمريكي على صخرة لبنان والمقاومين فيه وحزب الله إن شاء الله تعالى وهذا ما حصل حتى الآن.

بدأت أمريكا تعمل من أجل أن تضيق علينا وتطوق نجاحاتنا، وطبعاً هذا النجاح قيمته ليست محصورة بوجود المقاومين الشرفاء الذين قاتلوا، قيمة هذا الانتصار أنه دخل إلى كل بيت ، فاليوم كل عائلة تعتبر نفسها شريكة في الانتصار، إمَّا قدَّمت ولداً في القتال أو شهيداً أو جريحاً ، أو قدمت بيتها، أو قدمت تهجيرها، أو قدمت دعاءها، يكفي البكاء رغبة بأن ينصر الله تعالى المؤمنين ليكون تقديماً لأن الله تعالى يأخذ بعين الاعتبار أن هذه الدموع هي جزء من الدعم الإلهي لنصر المؤمنين إن شاء الله تعالى.

في لبنان واجهت المقاومة إسرائيل ، وواجه الشعب إسرائيل، وواجه الجيش اللبناني إسرائيل، وتكاتفت هذه الإمكانات معاً ، وتحقق هذا النصر ببركة هذا الالتحام، وهذا النصر ليس نصراً عادياً فهذا نصر كل بيت، وليس نصراً لمجموعة عسكرية هذا نصر شعب بكامله، وهناك من لا يريد أن يعترف أنه حصل الانتصار هذا شأنهم، "إذا واحد عنده وجع بالمعدة وأردنا أن نعطيه طعاماً يؤلم المعدة لا يقدر أن يأكله، عنده مشكلة مريض" هناك أناس مرضى متعودة على الهزيمة ، فإذا أعطيته انتصاراً يتضرر منه، مضطرين أن لا نعطيه الانتصار رحمة به لأنه لا يتحمله، ولا تظنوا أننا نفكر بطريقة نثبت أننا انتصرنا ، وهل الشمس تريد إثباتاً أنها تشع بنورها؟ أتعلمون أن أولمرت باقي في الحكم لأن الأمريكي لم يجد أداة مثله في المجتمع الإسرائيلي كما يريدون وإلاَّ طار منذ زمن، بوش باقي في منصبه لأنه يوجد مسار عادي في الولايات المتحدة وإلاَّ كان يفترض أن يدفع ثمن هذه الهزيمة النكراء التي حصلت ، وهذا التوجه الذي أربك أمريكا في لبنان وفي المنطقة، إذاً محاولات أمريكا محاولات فاشلة، ولن تستطيع أن نحقق شيئاً، لماذا؟ لأننا نحن أبناء هذه الأرض، ونحن أصحاب الحق، فهم يريدون خطف الأرض والإبقاء على احتلالها، ويريدون الاحتفاظ بالأسرى، ويريدون الاعتداء علينا من خلال الطلعات الجوية، يريدون أن يفرضوا شروطهم وسياساتهم وحكامهم وقناعاتهم والتزاماتهم، ونحن نقول : لا ، نحن نقبل أن نعمل ما في مصلحة بلدنا. ومن يقول أننا نقاتل عن العرب، هل إسرائيل تهاجم الكويت مثلاً ونحن نقاتلها ! وهل إسرائيل تهاجم ليبيا ونحن نقاتلها! إسرائيل أخذت مزارع شبعا من اليمن ونحن نقاتلها! إسرائيل موجودة عندنا، دخلت أرضنا وتقاتلنا نحن وتضربنا ونحن ندافع عن أنفسنا، وأن إيران وسوريا تدعم المقاومة، ونحن نقاتل وندافع لا من أجلهم بل من أجلنا، ولكن بطبيعة الحال عندما ننجح نحن وهم داعمون فيستفيدون مما يحصل عندنا لأن وجهة نظرهم مثل وجهة نظرنا ولكن لا نقوم بعمل نيابة عن الآخرين، ونحن لا نرسل شبابنا ونتحمل المسؤولية أمام الله تعالى إلى سوح الجهاد من أجل زيد أو عمر أو من أجل نظام أو دولة؟ نحن نرسل شبابنا لأننا نعتبر أنه مصيرنا ومستقبلنا وتكليفنا وبلدنا، هذا البلد لبنان هو جزء لا يتجزأ من كياننا وحياتنا ومن عوائلنا ومن مستقبلنا، وسندافع عنه وسنقاتل بكل ما أوتينا من قوة.

بدأ الأمريكي الفاشل يتدخل في السياسة اللبنانية، لأن الأمريكي لم ينجح في العراق وكثرة المجازر واليوم العراق في وضع صعب، دخلوا على أفغانستان والوضع تعيس جداً، وتدخلوا في قضية فلسطين فازدادت تعقيداً، اتهموا إيران بالنووي رغم أن المخابرات الأمريكية من شهر قالت أنه ثبت لدينا أنه لا يوجد اتجاه عسكري على الأقل من سنة 2003 يعني من أربع سنوات، لا يريد أن يقبل، لأنه يريد أن يفتعل مشكلة عالمية، فالأمريكي لم ينجح بأي مكان فهل سينجح في لبنان! في لبنان توجد مقاومة، وهذه المقاومة مسددة من الله تعالى، وهي مقاومة منصورة إن شاء الله تعالى لأنه يوجد الإيمان والإخلاص، وإذا أراد الأمريكي أن يفتش عن نصر فعليه خارج لبنان، في لبنان هزائم واحدة تلو الأخرى، وليجربوا، وتدخلوا في السياسة اللبنانية التفصيلية، وقلنا لهم : يا جماعة الوصاية الأمريكية في لبنان لا يمكن أن تنجح وخاصة بعد الخروج من حرب حققنا فيها نجاحاً استراتيجياً فكيف تتوقعون أن تهزمونا سياسياً، وراهنوا على الشعب المهجر الذي فقد بيته وقال حزب الله نحن حاضرون بالدعم المالي من المال النظيف حتى يعود الناس إلى بيوتهم وقراهم، وإذ بهم يذهلون، وفي مقالة لفيلتمان في الشرق الأوسط يقول: هو يعترض على حزب الله كيف يلعب بعقول العالم ببناء بيوتهم في الوقت الذي كان على الدولة أن تبني البيوت هذا مخالف للديمقراطية الصحيحة الموجودة في العالم، لأنه يريدنا أن نمد أيدينا إلى أمثاله وأمثال من ورائه، ونحن لن نمد أيدينا، لنا حقوق من المفروض أن تصل إلى آخر حق، وإلى أن تصل هذه الحقوق سنقوم بواجبنا بما قدرنا الله تعالى، ونعلم أن الناس معنا تتحمل وتدفع ولكن لا تدفع من كرامتها ، هذا شعب يريد الكرامة ولا يريد المال فإذا كنتم معتادين على المال من دون كرامة فهي عاداتكم لا يمكن أن تُنقل إلينا، فمن كان لديه مقاومة شريفة بطلة هزمت إسرائيل لا يخضع لا لأمريكا ولا لغيرها.

تدخلت أمريكا في لبنان، وبدأت تتدخل في السياسة التفصيلية الجزئية، حتى بتنا نسمع في الإدارة الأمريكية تفاصيل وشرح لمواد الدستور اللبناني وأن متأكد أنهم لا يعرفون مواد الدستور الأمريكي، فرايس تتحدث عن المادة 73، ووالش يتحدث عن كيفية الانتخاب بالنصف زائد واحد، والرئيس الأمريكي يبرر أن هذه القواعد ديمقراطية، وساعدهم في ذلك بعض الطامحين وبعض المنبهرين، أمَّا الطامحون فهم لا وزن حقيقي لهم يمكنهم أن يكون لهم دور فعال في لبنان فاعتقدوا أنهم إذا اتكأوا على الإدارة الأمريكية وعلى المجتمع الدولي يمكن أن يأخذوا من هؤلاء مدداً ودعماً يغنيهم عن نقص الدعم الموجود لهم في الداخل فيتحكمون برقاب العباد والبلاد، وأمَّا المنبهرون فظنوا أن أمريكا إذا قالت فعلت، وإذا أرادت حققت ، وخيرٌ لهم أن يكونوا معها وهي تفعل ما تشاء، ونسوا أن الله هو الذي يفعل ما يشاء، وأمّا أمريكا فتشاء ولا تستطيع بإذن الله تعالى وهذا ما حصل معها. فبعض الطامحين وبعض المنبهرين صُدموا في الواقع العملي، ولم يقرأوا أن الصمود الاسطوري للمقاومة في لبنان سينعكس أيضاً على الصمود السياسي، فالذي يصمد وينتصر في الحرب فسيكون الصمود في الموقف السياسي بالنسبة له لعبة، ولا تفكروا أننا نتفرج عليهم ويقومون بما يريدون ويتآمروا علينا ونحن نتفرج! لا، نحن نعمل ليل نهار من أجل أن نكون جاهزين في كل لحظة تتطلب فيها الوقائع رداً ومواجهة حتى لا نؤخذ على حين غرة وأن نصل بإذن الله تعالى إلى أفضل بكثير مما كنا عليه وهذا هو حالنا اليوم ، وهم يعرفون بعض الأشياء ولكن البعض الآخر لا يعرفونه والحمد لله تعالى.

هذه القوة ليست قوة السلاح هذه القوة هي قوة الإيمان والإرادة أولاً ، لأن السلاح مع من لا يملك قوة الإيمان والإرادة لا ينفعه، ولكن السلاح مع من يملك قوة الإيمان والإرادة تتضاعف آثاره بشكل كبير وهذا ما نحن عليه بحمد الله تعالى.

رفعنا شعار بعد العدوان الإسرائيلي منذ حوالي السنة والنصف، هو شعار المشاركة والوحدة الوطنية، وقلنا إن البلد تعرض لعدوان خطير والحمد لله نجحنا في مواجهته، تعالوا نشبك الأيدي مع بعضنا البعض من أجل أن نقيم حكومة وحدة وطنية لأن البلد يحتاج إلى نهضة، والنهضة لا تقوم إلاَّ بكل أبنائه ونحن مستعدون أن نتعاون في إطار حكومة وحدة وطنية تُستكمل من خلال إدخال بعض الوزراء للتيار الوطني الحر بالحد الأدنى فتكتمل الحكومة فتصبح حكومة وحدة وطنية تتمكن من أن تقوم بمستلزمات لبنان السياسية والعمرانية والاجتماعية وما شابه، فرفضوا وقالوا لا، لأنهم يعتبرون أن لديهم أغلبية نيابية، والحكومة مقررة، وهم لا يريدون التفاهم على حكومة وحدة وطنية، جاء أول مطب كبير وخطير وهو المحكمة الدولية، قلنا لهم تعالوا نناقش معاً حتى نتفق على محكمة تكشف المجرمين وتنزل بهم أشد العقاب وتكون إجرائية تنفيذية قضائية جزائية تبتعد عن السياسة، لم يوافقوا أن يناقشوا المحكمة معنا، قالوا ما عندكم من ملاحظات أرسلوها لنا، إذا كانت تمشي ارسال الملاحظات من دون حكومة لماذا أخذتم المحكمة إلى الحكومة لتقررها هناك، معنى هذا أنه هو الطريق، نحن نناقش في المحل الصحيح، قالوا لا ، ندخلها إلى الحكومة وفي جلسة واحدة عندكم ملاحظات تبدونها ، سألناهم: وإذا لم يكن من فرصة للنقاش الكافي، قالوا سنقررها في الجلسة نفسها، ولو افترضنا أننا اختلفنا على بعض الأمور، قالوا لا مشكلة نحن ديمقراطيون نصوِّت (وهم الأكثرية)، لم يقبلوا مناقشة المحكمة وحصل ما حصل ، شعرنا أنهم يريدون تمرير هذا القرار الكبير من دون اتفاق فاستقلنا من الحكومة حزب الله وأمل، لأننا اعتبرنا أن هذا المسار خاطئ، فيقول رئيس الوزراء غير الشرعي لقد قررنا عدد كبير من القرارات ولم نختلف إلاَّ على واحد، يقول الشاعر:

تضع الذنوب على الذنوب وترتجي درج الجنان وطيب عيش العابد

أنسيت أن الله أخرج آدماً منها إلى الدنيا بذنب واحد

فأمر واحد يقلب المعادلة ، إبليس لعنه الله أمر الله تعالى أن يسجد لآدم، فلم يقبل، قال خلقتني من نار وخلقته من طين، وأنا لا أسجد لهذا الطين، وبعد نقاش كما ورد في بعض الروايات قال إبليس لربه: "أطلب مني ما تشاء إلاَّ أن أسجد لآدم، فقال له تعالى: إني أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد" فمرات قرار واحد يساوي عدد كبير من القرارات بمفاعيله لأن له علاقه بالاتجاه، فإذا قبلنا أن يُستخف برأينا بهذا القرار المصيري ستأتي قرارات مصيرية أخرى وسيقول أيضاً نمررها وإذا اعترضنا يقولون كل ألف قرار غير مصيري نمرر واحد استراتيجي ومصيري ، ويمكن أن يأخذوا قرار بنزع سلاح المقاومة، وقرار بعدم الاعتراف بمشروعيتنا أصلاً، القرار الاستراتيجي لا يقاس مع غيره من القرارات، فقدمنا استقالتنا وبحسب الدستور في مقدمته الفقرة "ي" وفي المادة 95، لم تعد الحكومة دستورية ولا شرعية ولا ميثاقية لأنها مخالفة للعيش المشترك وأن طائفة كبيرة قد خرجت من هذه الحكومة، لم يردوا واستمروا في حكومة غير شرعية، واستمروا بعقد الجلسات، أقمنا اعتصاماً لنصرخ أمام العالم وأمامهم ونقول لهم أكثر من مليون ونصف إنسان نزل في تظاهرة كبيرة ليقول لا لهذه الحكومة ولأدائها وهي تأخذ البلد إلى خطر كبير، لم يردوا، فطرحنا عليهم حلاً وبالأحرى هم طرحوا علينا حلاً: حكومة ومحكمة، تساعدوننا في إقرار المحكمة نساعدكم في أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية، قلنا وافقنا، بعد أن وافقنا قالوا : لا نحن نحصل المحكمة من دونكم، وأخذوها إلى مجلس الأمن ورفضوا المشاركة في حكومة وحدة وطنية، بعد فترة قالوا يمكن أن نتفق معكم عندما نناقش رئاسة الجمهورية مع الحكومة، قلنا: موافقون، فعادوا ورفضوا وقالوا لماذا نناقش معكم رئاسة الجمهورية فبعد أربعة أو خمسة أشهر سيأتي وقت الرئاسة وسنأخذها على كل حال، فرفضوا نقاش الرئاسة مع الحكومة وأبطلوا حكومة الوحدة الوطنية، جئنا إلى مناقشة الرئاسة ، قلنا لهم تعالوا نتحاور، فلم يوافقوا وهددوا بالنصف زائد واحد، وأنهم ليسوا بحاجة إلينا ، اكتشفوا بعد ذلك أنهم لا يستطيعون السير وحدهم لأن النصف زائد واحد، يعني أن البلد سيدخل في مأزق كبير لا يعرف إلاَّ الله تعالى إلى أين نصل، وبالنهاية نحن نحمل إلى حد، نقول هذه بسيط، وهذه طنشنا عنها، وهذه نتقبلها، وهذه نصبر عليها، ولكن هناك أمور خارج الخط الأحمر، وبالتالي لا بدَّ من التعامل مع أنه خارج الخط الأحمر، والحمد لله تعالى فهموا الرسالة جيداً ووصلنا إلى أن يُطرح التوافق على رئيس جمهورية.

أزمة الثقة بين المعارضة وقوى السلطة كبرت، ولم يعد مقبول أن يقول احد صدقوني ، وأحلف بالله العظيم، ثم نصدقه، وأزمة الثقة لا تُحل بسهولة، فهي تحتاج إلى إجراءات واتفاقات حقيقية، حتى نبدأ بالثقة مجدداً لتعود اللحمة ونتفق على الأمور بطريقة موضوعية، فالخطب الرنانة لا تكفي ، والكلام على المنابر أننا سنكون إن شاء الله بعد انتخابات رئاسة الجمهورية شركاء في الوطن، هذا كلام لا يُصرف، فأنت تقول لي كل يوم شركاء في الوطن وتقوم بمشاكل كبيرة، فالشراكة في الوطن ليست منَّة لك، أنا جزء من هذا البلد وأنت جزء من هذا البلد، شراكتنا هي شراكة من خلق الله تعالى وليست منَّة لا منك ولا من غيرك، فلا نريد مواعظ ومشاعر، قلنا لهم نحن ندعو إلى رئيس توافقي من سلة متكاملة، تكون محيطة بهذا الاتفاق على الرئيس، قالوا: لا، فقط الرئيس، لماذا فقط الرئيس؟ لأن البلد الآن يحتاج إلى انتخابات رئاسية، وبعد الرئيس كل شيء يُحل، إذا كان كل شيء يحل فحلوه قبل انتخابات الرئيس، والأمور المختلف عليها سهلة طالما حللنا مشكلة الرئيس، وتعالوا نتفق عليها وننجزها عندها ندخل إلى انتخابات الرئيس ضمن سلة متفق عليها فنرتاح وترتاحون ويبدأ البلد في الحل الحقيقي، نحن لا نثق أننا إذا انتخبنا الرئيس كما يريدون سيلتزمون بحكومة الوحدة الوطنية أو بأي شيء آخر، بل التجربة السابقة لسنة تقريباً في التسويف والمماطلة والخروج عن الاتفاقات والتعهدات والمراهنة على عامل الوقت كلها تثبت أنهم يختارون ما ينفعهم، ولكن لا يعملون بما يؤدي إلى الشراكة الحقيقية ولذلك نحن بحاجة إلى من يطمئننا بعد هذه التجربة المريرة من بعد العدوان الإسرائيلي بأن الحلول حلول موضوعية وقابلة للحل.

ولأكن واضحاً أكثر، التوافق سلة متكاملة تتضمن رئاسة الجمهورية انتخاباً، ومجموعة نقاط نريد أن نتفق عليها، قبل إجراء الانتخاب، وهذه النقاط ليست مفتوحة وإنما محددة، ومدونة على ورقة موجودة في جيب العماد ميشال عون، اذهبوا وناقشوا معه ويمكن أن سنصل خلال 24 ساعة إلى حلٍ متكامل إذا كان هناك جدية، أمَّا إذا رفضتم أصل النقاش وبقيتم مصرين على أنكم لا تقبلون بأي سلة متكاملة فهذا يعني أنكم لا تريدون الحل، لأنه لا انتخاب لرئاسة الجمهورية بمعزل عن السلة المتكامل، فنحن مصرون على انتخاب الرئيس غداً إذا كنتم جاهزين للتوافق من أجل أن نُخرج البلد لمصلحة هذا الانتخاب.

الأمر الثاني: هذه النقاط الموجودة في السلة لها سقف اسمه المشاركة، نحن لا نريد استئثاركم ولا نقبل أن نستأثر، ونحن لا نريد الزامكم بخسائر لا تتحملونها ولكن لن نقبل أن تسببوا لنا خسائر إضافية تسبب الخسائر للوطن، أنتم أخذتم حصتكم في حكم لسنة ونصف بعد العدوان الإسرائيلي ، وفشلتم فشلاً ذريعاً بحكومة غير دستورية وبأداء لم يحقق أي شيء من الاستقرار بل كل يوم نتراجع إلى الوراء أكثر في كل شيء في الاقتصاد وفي الوضع الاجتماعي وفي الوضع الأمني والسياسي، يعني يمكنكم أن تدخلوا في صحيفة "غينيس" للأرقام القياسية بالفشل الذي تسجلونه بشكل متتابع في لبنان من خلال وجودكم، ونحن لا نريد أن تستمر هذه التجربة.

ثالثاً: الحل اليوم هو الحل غداً، والحل غداً هو الحل بعد غد، والحل بعد غد هو الحل إلى ما شاء الله أن يمتد الزمن فلا تضيعوا الوقت، أمَّا أن تعملوا على عامل الوقت فعامل الوقت ليس لمصلحة أحد، ولا تراهنوا على عامل الوقت لتأخذوننا إلى حيث تريدون، لا، لأن أكثر من المصاعب التي وضعتموننا فيها ماذا يوجد، لذلك لا تضيعوا ولننهي هذا الملف في أسرع وقت ممكن ونحن ننتظر استجابتكم العملية.

رابعاً: ابدأوا بالحوار، انتدبوا منكم يا قوى السلطة من ترونه مناسباً ، فيتفضل ويجلس مع النائب ميشال عون ويبدأوا بنقاش النقاط حتى يقرِّبوا وجهات النظر لندخل إلى الحل، وإذا أردتم أدخلوا وسطاء يساعدون في تقريب وجهات النظر، ولكن لا يكون الحل بالتراشق الإعلامي.

خامساً: ما نتفق عليه يحتاج إلى ضمانات، والضمانات غير معقدة، وفي جلسة الحوار يتم الاتفاق على الضمانات التي قد تكون مثلاً إعلان رسمي أمام الناس برعاية مثلاً فرنسية أو ما شابه بأن الأطراف المعنيين اتفقوا ووصلوا إلى نتيجة حتى يعرف الناس تماماً ما اتفقنا عليه، أو أي صيغة أخرى يمكن أن يتفق فيها على الضمانات التي نتفق عليها، عندها نبدأ الحل مباشرة يتم انتخاب رئيس الجمهورية وتقر السبحة في الاتفاقات التفصيلية.

وإلاَّ كيف ننتخب الرئيس من دون معرفة أفق الحل، نعطي مثالاً واحداً لتبيان المشكلة:قالوا نحن حاضرون لتأخذ المعارضة 45٪بحسب تمثيلها في المجلس النيابي، والموالاة 55٪، أي إذا كان عدد الوزراء 30 ، 13 للمعارضة و17 للموالاة جيد، ولكن لم تجيبوا عن سؤال ، حصة رئيس الجمهورية كم ومن أين؟ وهل تؤثر على الثلث الضامن أم لا؟ ولا نريد أن ندخل في مشكلة غير محسوبة وبعدها نقول نحن اتفقنا على 13/17 وهذا لم نكن قد أجبنا عليه ولا نريد أن يأتي الجواب بشكل يخرب كل الاتفاق، نريد أن يكون الجواب واضحاً وهذا أفضل للجميع حتى لا نختلف بعد حين، ولن ندخل في التفاصيل الجزئية ولا بالشؤون التفصيلية التي تحتاج إلى قوانين ومراسيم، ولن ندخل إلى مكاسب الطوائف ولا مواقعها، كل ما نتحدث عنه هو مجلس الوزراء الذي هو بحسب الدستور مجلس يمثل كل القوى وكل الطوائف ويحكم مجتمعاً فهو مجلس للبنان، وبالتالي نحن نتفق على هذا المجلس المعروف برئيسه وبالتالي لا حاجة لأن نضيِّع الجهود حول إذا كان الأمر يمس طائفة أو مذهب أو ما شابه لأنه لا يمس شيئاً.

لذلك نحن نريد أن نتفق على التفاصيل وهذه السلة مطلوبة لأن التجربة معكم تجربة مرَّة ولن تساعد، أنتم تقولون أن عامل الزمن أساسي ومهم، ونحن نقول أيضاً أن عامل الزمن أساسي ومهم، ونحن دعوناكم منذ سنة ونصف إلى حكومة وحدة وطنية، ولو تحققت حكومة الوحدة الوطنية كانت الانتخابات الرئاسية أتت بسهولة وعامل الثقة ازداد فيما بيننا والمشاكل كانت محدودة وبسيطة، وكنا حلَّينا جزءاً كبيراً من المشاكل التي وقعت في لبنان، ولكن أنتم كنتم تقولون دائماً :لا، حتى الآن أنتم لم تقولوا نعم بعد، أن تقولوا نعم للرئيس التوافقي فهذه ليست مكرمة لكم، لأننا نحن أيضاً نقول نعم للرئيس التوافقي، بل نحن أول من طرح من خلال الرئيس نبيه بري مبادرة تقول بالدعوة إلى الرئيس التوافقي، وقلتم : لا لفترة من الزمن ثم وافقتم عليها، فالموضوع له علاقة بمصلحة لبنان، واعلموا أنكم إذا قدمتم كما قدمنا، وكما عندنا من استعداد لنقدم أيضاً لأن الاتفاق فيه تنازلات متبادلة عندها يربح لبنان.

نحن ندعو إلى حل سياسي سريع، وإذا كانوا مستعدين لإنجاز هذا الأمر خلال يوم أو يومين فنحن حاضرون ليل نهار من أجل إنجاز الحل وانتخاب الرئيس، الآن المسؤولية عندكم ، لا نريد مواعظ ولا خطب رنانة ولا كلام عن التوافق من دون ترجمة عملية، نريد ترجمة على الورق باتفاق واضح لنقاط محددة وليست مفتوحة.

واليوم نحن في بلد فيها فراغ مزدوج، وأنتم عطلتم رئاسة الجمهورية عندما كان هناك رئيس دستوري ، وحكمتم من خلال حكومة غير دستورية، وأعطيتم تجربة ونموذج لا تشرف ولا ترضي ولا تبني الثقة، وبعد ذلك إلى أين ستصلون؟ وإذا أردتم المراهنة بالضغوط علينا، بين أن يكون هناك ضغط لمصلحة لبنان أو ضغط من أجل منافع آنية نحن نتحمل لمصلحة لبنان، ولا أحد يراهن هذه المراهنة ، فلذلك لا تتعبوا أنفسكم ولا تتعبوننا معكم، فالناس منتظرة، والناس دفعت كثيراً من وضعها الاجتماعي والاقتصادي، يوجد خلل كبير في الساحة، وهذا لا يعالج إلاَّ أن نكون معاً.

فالأمس حصل اغتيال لشخصية كبيرة هي شخصية مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج، من يتحمل مسؤولية هذا الاغتيال سياسياً؟ على المستوى الجنائي لا بدَّ من كشف الفاعلين حتى نعرف من هي الجهة الفاعلة، ولكن ألا يوجد مسؤولية على الحكومة غير الشرعية على الذي يتابعون ويتصدون للمسألة الأمنية للبلد، كل هذه الجرائم حصلت ولا يوجد حل لها ولا يوجد أي كشف لها ولا إدانة لشخصية أو جهة، هذا يعني أننا أمام مشكلة ، واليوم قتل العميد الشهيد فرنسوا الحاج هو محاولة لإيذاء المؤسسة العسكرية ، ومحاولة لإرسال رسالة ضد السلم الأهلي، ومحاولة لمضايقة من كانوا إلى جانب المقاومة، هي محاولة لرفض الاستقرار إذا كان سيُبنى على التوافق، فعلى الأقل يجب أن تدفعكم هذه الجريمة التي حصلت لأن تسرعوا في التوافق، والنقاط التي يجب أن نتفق عليها ليست كثيرة وهي أقل من أصابع اليدين ، وبالتالي فيهم مصلحة لبنان فتعالوا لنتفق .

نحن سمعنا في اليومين الأخيرين بتهديدات غير دستورية، وكنت آمل أن نسمع تهديدات باقتحام مواقعنا للتوافق والتعاون، ألم ننتهي من العنتريات والخيارات غير الدستورية ، أتريدون تخريب البلد أكثر ، ألم تجدوا أمامكم نتائج الخيارات غير الدستورية التي اعتمدتموها حتى الآن وكانت مأساة وراء مأساة، إذا كان الدستور لا يساعدكم، وإذا كنتم لا تملكون قدرة شعبية أو قانونية لأن تصلوا إلى ما تريدون، اعترفوا بالحقيقة والواقع أن لكم حق معين تستخدموه بقدره، ولا أن تأخذوا حقكم وحق غيركم فهذا أمر غير وارد، لذلك نتمنى أن لا يضيعوا الوقت بالتهديدات ، ولنركز على التوافق، نحن كحزب الله نصر على التوافق، حاضرون بأسرع وقت لإنجاز سلة التوافق، نعتبر أن هذا التوافق من خلال البداية المتمثلة بانتخاب الرئيس التوافقي ستفتح الطريق لحل كل الإشكالات القائمة في البلد.