(...)، هل نريد لبنان السيد الحر المستقل ! أم نريد لبنان التابع الملحق الذي لا مقام له! كل دول العالم تأتي إلى لبنان من أجل المقاومة التي رفعت رأس لبنان والمنطقة عالياً وليس من أجلكم أيها السياسيون ، والآن مع المقاومة نستطيع أن نقول أن لبنان حر وسيد ومستقل.
ندعوكم إلى خطة دفاعية تجعل الجيش اللبناني محوراً أساسياً لقوة لبنان بحيث تكون المقاومة في موقع الدعم لهذه القوة بحسب تفاصيل الخطة وتفضلوا للتطبيق الميداني على الأرض ولكن اعلموا أنه لا خطة دفاعية من دون المقاومة، فعندما نقول لبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته يعني لبنان الذي يستطيع أن يمنع دخول إسرائيل ويواجهها، وعندما تفكرون بخطة دفاعية حقيقية وجدية فنحن جاهزون ، فكل ما تملكه المقاومة تحت أمر الخطة الدفاعية، ولكن ليس خطة دفاعية تقتصر على العنوان فقط.
منذ توقف إطلاق النار الإسرائيلي بشكل اعتداءات مباشرة أي في 14/8/2006، نحن خلال الأشهر الأولى كنا بحاجة للملمة وضعنا وتيسير شؤوننا من أجل أن ننطلق مجدداً، وأطلقنا يومها فكرة تتحدث عن ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وأعطينا الفرصة المناسبة على قاعدة أن البلد يحتاج لتظافر كل الجهود ليستطيع أن يقوم على قدميه، كانت النتيجة أننا واجهنا حرب الإلغاء السياسي الذي يعتبر بديلاً أمريكياً عن حرب الإلغاء العسكري، فبدأوا بشرح بعض الموضوعات أبرزها موضوع المحكمة الدولية، قلنا لا بأس ولكننا نريد أن نناقش المحكمة الدولية، قالوا لا، تقولون لنا ما هي ملاحظاتكم ونرسلها بطريقة معينة إلى مجلس الأمن وهم يرون ماذا يفعلون! قلنا نناقش في داخل مجلس الوزراء ! قالوا أنتم تريدون التعطيل، لأنهم يعلمون أنه إذا دخلت إلى مجلس الوزراء وحصل نقاش فعلي من أجل إنجازها من أجل مصلحة لبنان سينكشفون أمام الرأي العام، أضف إلى ذلك أن الأوامر الأمريكية منعتهم أن يُدخلوها إلى مجلس الوزراء فلا زلت أذكر ما قاله فيلتمان في 10/11/2006 عندما قال لبعض من زاره في السفارة الأمريكية بناء على استدعاء: لا تعطوهم حكومة الوحدة الوطنية لأن المحكمة ستأتيكم عبر مجلس الأمر، فلا داعي لأن تعطوا من كيسكم، هذه مضمونة، فكروا بطريقة أخرى، وبالفعل بعد فترة من الزمن وبقدرة قادر رأينا أن المحكمة الدولية أصبحت في مجلس الأمن.
كنتم تقولون حكومة ومحكمة، أخذتم المحكمة إلى مجلس الأمن، لماذا لا نتفق على الحكومة، قالوا : هذا كان من الماضي، الآن نريد حكومة ورئاسة، قلنا: تعالوا نناقش الحكومة والرئاسة ولكن الحكومة أولاً، قالوا : لا، وسوّفوا وضيعوا الوقت لحساب القرار الأمريكي وبعض جماعة 14 شباط، وإذ بنا نرى أن الوقت يداهم، فأتى دولة الرئيس بري بمبادرته الأخيرة التي تتحدث عن التوافق للوصول إلى انتخابات رئاسية وفق الدستور على قاعدة الثلثين، فكثُرت التفاسير وأصبح الكل يفهم بالتفسير القانوني والدستوري وكل واحد يفسر حسب هواه، نحن نعلم أن موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية هو موضوع حساس جداً، ويجب أن يتم في وقته المحدد ووفق الدستور ونحن متمسكون بحصول الانتخابات في وقتها ووفق قاعدة الثلثين كما يقول الدستور، لستم بحاجة إلى التفكير، عودوا إلى مواد الدستور حيث ستجدون أن الحكومة اللبنانية لا تستطيع أن تقدِّم اقتراحات استراتيجية بالقضايا الاستراتيجية إلاَّ بالثلثين وهذا موجود في المادة 65 من الدستور، فعندما يكون هناك معاهدات دولية أو قانون انتخابات أو تعديل دستور أو حرب وسلم أو تعبئة عامة، وحتى تعيين مديرين عامِّين في الدولة يحتاج إلى الثلثين في مجلس الوزراء، كذلك تعديل القوانين في مجلس النواب، ومن الطبيعي أيضاً أن يكون رئيس الجمهورية ممثل البلاد بالثلثين، وفهل يأتي رئيس على الحافة بحيث أن البعض مشكوك بنيابتهم ومع ذلك اختاروه ويكون أكثر من نصف الشعب اللبناني غير راضٍ، هذا ليس منطقياً، أضف إلى ذلك أن الثلثين جزء لا يتجزأ من تركيبة الدستور اللبناني، من يفكر بغير ذلك فهو يعطي تفسيرات سياسية وليست قانونية.
اليوم حصل اجتماع في المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية ، ولم يكتمل الاجتماع لأن الثلثين لم يحضروا ، وإذا حضروا الاجتماع وإن شاء الله يحضرون، بحسب دعوة رئيس مجلس النواب في 23 تشرين الأول أيضاً فهذه الجلسة القادمة لا تكون قانونية إلاَّ بالثلثين، لأن الجلسة الأولى لم تتم فالجلسة القادمة هي الجلسة الأولى التي لا تتم إلاَّ بالثلثين، هكذا نفهم طبيعة المشاركة وطبيعة العلاقة.
لماذا قرر الدستور الثلثان، الثلثان في الدستور مدماك حماية الرتيبة الخاصة للبنان، ولأكون واضحاً أكثر، في كل مرة كنا نقول بأن لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي وهذا صحيح واليوم نقول لكم: لبنان بجناحيه الموالاة والمعارضة، لا الموالاة تستطيع أن تطير بلبنان وحدها ولا المعارضة تستطيع وحدها، نحن نقرّ أننا لا نريد لبنان وحدنا، نريده معكم على الرغم من مصائبكم ومشاكلكم علَّكم تعودون إلى رشدكم لكن أنتم لا تستطيعون أخذ لبنان حيث تريدون. وإذا كنتم لم تيأسوا بعد، فأعتقد أن تجربة عشرة أشهر حتى الآن من 11/11/2006 حين انسحاب وزراء أمل وحزب الله من الحكومة حتى الآن لم تستطع الحكومة غير الشرعية أن تحكم في لبنان، ولم تستطع قوى السلطة أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، ونحن نعتبر أننا انتصرنا خلال هذه الأشهر العشرة في أننا منعناهم من أخذ لبنان إلى الوصاية الأمريكية وأبقينا فرصة للعودة إلى الدستور ولانتخاب رئيس لبناني للجمهورية ، إذاً عليكم أن تعوا أن هذا الاتجاه لن ينفعكم ، لستم أنتم من يحتاج إلى ضمانات وإنما نحن من يحتاجها لأن أداءكم يرعب اللبنانيين ويجعلهم يخافون على وطنهم واستقلاله وسيادته وحريته، على هذا الأساس أمامنا فرصة تكشف أنصار التوافق وأنصار التفرد، أنصار الوحدة الوطنية وأنصار التفرقة الوطنية، نحن دعونا وندعو إلى الوحدة والمشاركة والتوافق. بالله عليكم قولوا لنا أنتم إلى ماذا تدعون؟ سمعنا مصطلحات تتحدث عن الانتحار السياسي من خلال الوحدة الوطنية، وعن الخطيئة السياسية من خلال المشاركة، وعن الجريمة الموصوفة إذا كان هناك تعاون، هذه المصطلحات ليست مصطلحات إقامة وطن وإنما مصطلحات تريد أن تبيع الوطن للخارج، وهنا سيعرف اللبنانيون من هو المخلص لوطنه ومن هو الرافض له، من الذي يريد أن يسخره للأجنبي ومن الذي يريد أن يحافظ عليه لأبنائه.
في كل مرة نسمع لغة التهويل ويريدونا أن نألَفها، ويريدوننا أن نألف القرارات الدولية والقوات الدولية والشرطة الدولية والتدخل الدولي والسياسة الدولية، كل شيء دولي يدخلونه في مفردات الحياة اللبنانية وهذا خطر على لبنان، لا يحق لمجلس الأمن ولا لأي دولة أخرى في هذا العالم أن تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، دعونا نحن كمواطنين نختار رئيسنا بكل حرية ولينجح من يختاره الشعب كائناً من كان، أمَّا أن يكون هناك استعانة بالدول الأجنبية وبمجلس الأمن لتقوية فريق على فريق بحجج مختلفة فهذا أمر مرفوض، التدويل يزيد من مأزق لبنان، والتدويل يُخسر هؤلاء الذين يسعون إليه وهو مرفوض عندنا بالكامل، فإذا كانت الحكومة البتراء التي أقول عنها بأنها حكومة غير شرعية عاجزة عن ضبط الأمن وعاجزة عن حماية الاستقرار الداخلي، وعاجزة عن الوضع الاقتصادي، فالحل بسيط، عليها أن تترك الساحة وتفتح المجال لحكومة أخرى ، وستسجل الأجيال أن هؤلاء الذين رفضوا التوافق أساؤوا إلى لبنان في مرحلة تاريخية مرت عليه.
نحن منفتحون وسنبقى إيجابيين من موقع القوة، لا يظنوا أننا عندما نكون إيجابيين بأننا ضعفنا، لا ولكن الحمد لله نحن نقلل من الكلام ونكثر من الأفعال، لسنا بحاجة إلى أن نتحدث أننا في وضع جيد من أجل إنقاذ لبنان، نريد أن نستفيد من قوتنا مضافة إلى قوة المعارضة مضافة إلى قوة السلطة من أجل أن ننهض بلبنان معاً، هذه مبادرة الرئيس بري موجودة أعطينا الجواب كمعارضة ووافقنا عليها، الآن من المطلوب أن تعطوا الجواب أنتم والجواب عندكم بترجمة عملية تترجم من خلال إجراءات ونحن حاضرون لملاقاتكم إلى كل ما يؤدي إلى المشاركة والتوافق والوحدة لا للتفرقة ولا للاستفراد ولا للوصاية الأجنبية، نعم للمشاركة وللوحدة وللتوافق لنعمر معاً وإلاَّ نحن لن نفرط في لبنان وأنتم لن تستطيعوا وحدكم فعل شيءٍ لأخذ لبنان إلى الوصاية الأجنبية، فعودوا إلى الله في هذا الشهر المبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.