الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في جامعة دمشق بدعوة من اتحاد الطلبة في الجامعة بحضور حشد من الاساتذة والطلاب 8/5/2007

هناك مشروعان تتجاذبهما منطقتنا ، المشروع الاول هو مشروع المقاومة ، والمشروع الثاني هو مشروع الاستكبار

هناك مشروعان تتجاذبهما منطقتنا ، المشروع الاول هو مشروع المقاومة ، والمشروع الثاني هو مشروع الاستكبار ، والصراع بين المقاومة والاستكبار ، المقاومة تمثّل الممانعة والصمود والتحرير والعزة والتصدي ، أما الاستكبار فيمثل السيطرة والاحتلال والاستعمار الجديد والصهيونية ، ونحن في هذا الصراع نضع أنفسنا في صف المقاومة ونواجه هذه التحديات التي يفرضها علينا الاستكبار .

ما هي القواعد التي ترتئيها المقاومة ؟ أولاً ، المقاومة شاملة ، سياسية وثقافية وإعلامية وعسكرية ، نحن نرفض عنوان المقاومة الذي يشطب الجانب العسكري ، لأننا بحاجة إلى قوة نقف من خلالها أمام قوتهم لنقف في خط الدفاع حتى نترك للآخرين في أمتنا من شبابنا ونسائنا وأطفالنا ليقاوموا بالاشكال المختلفة، فبدون الحماية العسكرية لا إمكانية لأي شكل من أشكال المقاومة الاخرى ، فنقول لأولئك المنظرين الذين يدعوننا إلى مقاومة غير عسكرية ، نقول لهم أن كل مقاومة لا تعتمد على السلاح لا قابلية لها للنجاح والاستمرار في مواجهة الاحتلال ، ولذا المقاومة العسكرية هي أصل يحمي أنواع المقاومة الاخرى في عملية المواجهة .

الامر الثاني ، يجب أن نثق بقدراتنا ، نحن لدينا قدرات هائلة ، ولا أتحدث عن إمكانات ولا أتحدث عن قدرات عسكرية . قدراتنا هائلة من خلال إرادة شعبنا ، هذا الشعب في لبنان وفلسطين وسوريا وفي هذه المنطقة ، هو شعب حر وكريم ، وهي قدرات عظيمة لا يمكن أن تُعوَّض ، رأينا هذا الامر في فلسطين وفي سوريا وفي لبنان ، هذا الشعب هو القوة الحقيقية ، وإلا كم هي كمية السلاح الحقيقية الموجودة مع حزب الله ؟ هي لا تساوي بعض المخازن الموجودة في إسرائيل ، حتى أنني أعجز عن أن أطرح نسبة مئوية ، لكن السلاح الذي يستخدم بإيمان وحق هو سلاح أقوى من سلاح يُستخدم للإضرار وللغصب ومحاولة احتلال الارض ، لذا كنا نرى الشاب في جنوب لبنان يحمل الصاروخ المضاد للدروع ويقاتل بشراسة ، بينما رتل الدبابات يهرب أمام صواريخه . ظنوا أنهم حينما دخلوا إلى وادي الحجير أنهم إذا دخلوا بأربعين آلية حيث لا يمكن مجابهتهم ، فيمكن أن يخسروا عدة آليات فقط ثم يتقدمون ، ولكنهم لا يعلمون أن هناك من الشباب من يبقى في الميدان يطلق الصواريخ حتى لا يبقى معه شيء منها ، وينتقل من مكان إلى مكان آخر ، بشجاعة لأنه لا يرى الدبابة أمامه وإنما يرى قوة تدعمه بقوة من الله تعالى ومن إرادة الشعب ، ولذا كانت مجزرة الدبابات في وادي الحجير ، وفشلت إسرائيل ولم تستطع أن تتقدم ، ونحن اليوم نعتقد أننا كل ما كنا أكثر استعداداً منعنا المشاريع الاستكبارية في منطقتنا ، وهنا نحن مطمئنون تماماً إلى النتيجة لأننا نعلم أن الارض أرضنا وأن الحق حقنا، وأن هؤلاء يأتون من الخارج .

ثالثاً ، المقاومة لا يجب أن تُميِّز بين السنة والشيعة، بين العرب والمسلمين ، بين القوى المختلفة في المنطقة . كل من يفرِّق بين سنة وشيعة هو عميل اسرائيلي أمريكي يجب أن نُشير إليه بالبنان لأن السنة والشيعة واحد في منطقتنا ، نحن نعتبر أن هذا الاختلاف في التفسير ، أو الاختلاف في المسائل الفقهية هي داخلية في الامور العبادية ولكلٍّ تكليفه ، أما قضايانا فهي واحدة ، فما الفرق بين سنّيٍ اغتصبت أرضه وشيعي اغتصبت أرضه ، ما الفرق في المواجهة بين من يتعرض للضربة الامريكية سواء أكان من سنة العراق أو من شيعة العراق أو من سنة لبنان أو من شيعة لبنان ، أو من سنة سوريا أو من شيعة سوريا ، ما الفرق ؟ اعلموا أن الفتنة مشروع أمريكي اسرائيلي ، إذا أردنا أن نواجههم ، فكلما حاولوا أن يفرّقوا بيننا قلنا لهم : نحن أحبة ونحن حاضرون أن ننسِّق فيما بيننا ولن تجدوا فرقاً بين سنيٍّ وشيعي طاهر ، نحن معاً في وحدة الارض والايمان والمصير ووحدة المنطقة ، سنبقى علماً واحداً بسم الله وفي سبيل الله ، وباسم الوطن وفي سبيل الوطن ، نقاتل جنباً إلى جنب لنُحرر أرضنا .

رابعاً ، أن لا نستهين بحجم المواجهة ، صحيح أننا نقول أن حزب الله في لبنان قوي وشجاع ، وصحيح أننا نقول أن مقاومة الشعب السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد مقاومة شجاعة وبطلة ، لكن يجب أن نعترف أن الهجمة شرسة وكبيرة ، الهجمة عالمية . إذاً علينا أن نصبر وأن لا نستعجل ، ربما تساءل البعض إلى متى نستمر ، نقول بأننا إذا صمدنا فهذا انتصار فكيف إذا حققنا انتصارات أثناء الصمود . مجموعة قليلة في منطقتنا والتي أسميتها محور المقاومة تواجه القرارات المتآمرة على المستوى الدولي على منطقتنا ، تواجه الاستكبار الشيطاني الامريكي ، تواجه المساندة الاوروبية ، تواجه كل هذه الصعوبات وتواجه الانظمة العربية التي تساند هذا الاتجاه ، إذاً ما هو المطلوب ؟ أنا أعتقد أننا إذا عرفنا حجم المواجهة سنعرف تماماً أن علينا أن نصبر وأن نتحمّل ، عندها يكون النصر مهما كان محدود فهو نصر عظيم .

يجب أن ننتقل من حالة الدفاع السياسي إلى حالة الهجوم السياسي ، بمعنى أنه ليس مطلوباً دائماً أن نجيبهم على أسئلتهم ، يجب أن يجيبونا على أسئلتنا ، فعندما يأتي الاوروبي فيقول لنا ما الذي حصل بالاسرى الاسرائيليين ، ونحن نسأله : ما الذي حصل بالاسرى الموجودين عند الاسرائيليين ، عندما يقولون لنا أنتم تتصرفون بطريقة مخالفة للأعراف الدولية ، نقول لهم : وأنتم لماذا تقبلون احتلال مزارع شبعا والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين ، نحن الذين يجب أن نواجههم ، عندما يقولون أن إيران مخطئة لأنها تتعلم النووي ، نقول لهم : وماذا تقولون عن 400 رأس نووي موجود في إسرائيل تهدد المنطقة ، فهل من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها ؟ لا ، نحن من حقنا أن ندافع أن أنفسنا ، هم أتوا من مختلف بقاع الارض أما نحن فمن ولادة هذه الارض .