دعا نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في ذكرى اسبوع شهداء المعارضة الوطنية اللبنانية الذين سقطوا في محيط جامعة بيروت العربية الى محاكمة المجرمين الذين اطلقوا النار، والقضاء اللبناني الى معالجة جدية لهذا الملف من اجل وضع الامور في نصابها بشكل دقيق، بل نقول اكثر من هذا، نحن لا نريد فقط اكتشاف قتلة اؤلئك الشهداء الثلاثة المظلرمين بل ندعو ايضا للتدقيق والتحقيق بالشهيد الرابع الذي سقط مظلوما من آل غازي، لاننا لا نريد ان نضع علامات استفهام في محل دون ان نصل الى المحل الآخر، لكن ان تطمس القضية وان لا يكون هناك اشارة لمتهم وان لا يوضع حد فهذا امر لا نقبل به وسنتابع هذا الملف، وهنا نحيي عوائل الشهداء المظلومين والاهل والاحبة على صبرهم وصمودهم واستمرارهم في الموقف على الرغم من كل المعاناة التي عانوها وهذه اشارة ايجابية لمكانتهم ودورهم وانشاء الله يكون الحل دائما لمصلحة هذه المسيرة.
وسأل قاسم ترى لماذا تحركت ميليشيات السلطة وقواها بهذه الطريقة (الاعتداء على المعارضين يومي الثلاثاء والخميس) لقد توقعوا ان يفشل الاعتصام اذ لا يعقل ان يكون هناك اعتصام لمدة 60 يوما ويحضر الالاف في الساحة يوميا من دون كلل او ملل وفوجئوا ايضا ان حكومتهم اللاشرعية غير قادرة على ادارة البلاد رغم كل الدعم الدولي الذي حصلت عليه حتى الان ورغم كل ابر التقوية التي تأخذها يوميا من الدول الكبرى بمواقفها وتصريحات قادتها وكذلك باقي الدول، فشعروا ان الامور سقطت من بين ايديهم ولم يعودوا يملكون حيلة او قدرة لتحقيق اهدافهم واذ بهم يتوترون ويصابون بالضعف والاحباط واليأس ونحن نسمع ما يقولونه في جلساتهم وما يتحدثون به مع مناصريهم بأنهم وصلوا الى الطريق المسدود، ارادوا ان يحركوا الوضع والضغط علينا كمعارضة وطنية لبنانية فلجأوا الى السلاح والفوضى في الشارع والاعتداء على التحرك السلمي للمعارضة من اجل افشال تحرك المعارضة واثبات وجودهم الضعيف بعد ان عجزوا عن التعبير الشعبي الذي يوصل الصوت كما وصل صوت المعارضة الى كل مكان في لبنان وفي العالم.
تابع : نحن لا نحتاج الى التباري على المنابر ولا الى سوق الكلمات المسيئة للطرف الاخر، لقد اصبح الامر واضحا : هناك اغلبية نيابية ملتبسة موجودة عند قوى السلطة، ونقول انها ملتبسة لانها اتت بقانون انتخابي ملتبس وتحت الضغط الاميركي، واتت بناء على اتفاق سياسي اخل الطرف الاخر بهذا الاتفاق واهتزت بالتالي الدعامات التي حمت هذه النتيجة، وثالثا عطلوا المجلس الدستوري لم تقبل الطعون ولم تناقش لترسيخ الشرعية الكاملة للعدد الحقيقي في داخل المجلس النيابي، ورابعا استخدموا الاكثرية النيابية لابطال التوافق الداخلي اللبناني في الوقت الذي يبنى لبنان على حالة التوافق كما ورد في الدستور.
اضاف قاسم : اذا اكثريتكم النيابية اكثرية ملتبسة ولذا عندما ندعو الى انتخابات مبكرة انما نريد ان نصحح التمثيل النيابي، فإن كنتم اغلبية حقيقية بقانون عادل فأهلا وسهلا بكم واصنعوا ما تريدون، ولكن لا يجوز ان تعبروا انكم اكثرية وانتم في الواقع لا تمثلون الواقع الشعبي لانه يوجد اكثرية شعبية حقيقية عند المعارضة الوطنية اللبنانية واعتقد انه بعد التظاهرة الضخمة والطوفان البشري في 10 كانون الاول عام 2006 لم يعد هناك نقاش على مستوى لبنان وعلى مستوى كل المحللين والمراقبين بأن المعارضة الوطنية اللبنانية هي التي تمتلك الاكثرية الشعبية الحقيقية في مواجهة اقلية شعبية في الطرف الاخر، فاذا اردتم ان نرجع الى القنوات الطبيعية لحسم الامور تعالوا الى الانتخابات المبكرة لنعرف بالضبط ما الذي يختاره الناس وكيف يتشكل المجلس النيابي الحقيقي، يفترض بكم ان لا تخافوا لو جرت الانتخابات هذه المرة بهذا الشكل لانكم تعبرون عن اكثرية كما تقولون، لكن بالتأكيد انتم تعرفون تماما ان الاكثرية الشعبية عند المعارضة الوطنية اللبنانية وليست عندكم.
وقال: نوجه اليهم رسالة واضحة لكل قوى السلطة في لبنان، لا يمكن اعتماد سياسة الغالب والمغلوب في لبنان، ولم تنفع سياسة الالغاء ولن تنفع، ولو جمعتم كل دول العالم لتكون معكم وتساندكم وتؤيدكم لتتغلب فئة من جهة على الجهات اللبنانية الاخرى لن تتمكنوا من حكم لبنان. اما ان نكون معا واما ان لا يكون لكم قدرة على اخذ لبنان حيث تريدون.
وسأل: هل تعتقدون ان شحنات التقوية وابر التقوية التي تأخذونها من بوش ومن شيراك وبعض الدول الاخرى تنفعكم؟
وقال: ان لم تكن قوتكم من شعب لبنان ومن داخل لبنان فلا قوة لكم وان لم يكن لكم مناصرون يحمونكم في لبنان ويتفاهمون معكم فليس لكم مكان وليس لكم قدرة على ان تحكموا.
وبالنسبة الى طريقة الحل. قال «امامنا ثلاثة عناوين تشكل مدخلا للحل ويجب الاجابة على اسئلتها وبغير هذه العناوين الثلاثة من الصعب ان تجد حلا في في لبنان.
العنوان الاول: ايجاد الطرق العملية لتحقيق المشاركة المتوازنة التي تسلب قدرة التفرد عند اي طرطف من الطرفين، فلا المعارضة باستطاعتها ان تنفرد ولا قوى السلطة باستطاعتها ان تتفرد فتكون تركيبة المشاركة قادرة على ان تلجم اندفاع الطرف الاخر ليبقى بحاجة الى شريكه في الوطن عندها نحقق المشاركة من دون غالب ولا مغلوب بالطريقة التي يأتي بها الموفدون او التي نتفق عليها على هذه القاعدة التي لا تجعل هناك تفردا من طرف اتجاه الطرف الآخر.
العنوان الثاني: «ضرورة انجاز الخطوات العملية التي تؤدي الى اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي بشرطين اساسيين: هما 1 - ان لا تكون محكمة سياسية بل محكمة جنائية وان تكون وفق القواعد الدستورية المعتمدة في لبنان، عندها نحصل من خلال النتيجة الجنائية على تحديد للقتلة والمجرمين فيحاسبون ونتخلص من الغاء التسييس من محاولة استخدامها للمعادلة المحلية او الاقليمية او الدولية وبالتالي اذا مرت بالطرق الدستورية نكون قد حمينا البلد من خلال الوضع الطبيعي الذي يحفظ للجميع قدرتهم على ان يعبروا عن ارائهم وان تصل الامور الى النتيجة المرجوة.
العنوان الثالث: ان اعادة انتاج السلطة بانتخابات نيابية مبكرة وبقانون عادل كي لا نبقى في دائرة الحديث عن قوى اغلبية وقوى اقلية، وانما نعيد الامور الى المجلس النيابي الذي تتوزع فيه القوى بحسب التمثيل الشعبي، اذا كان القانون عادلا عندها ينصف الجميع ويكون لهم التمثيل كل هذا على قاعدة المشاركة فاذا جمعنا هذه العناوين الثلاثة المشاركة والمحكمة وانتاج السلطة مجددا نستطيع بذلك ان ننهض في البلد.
واضاف : «اما ان أتي البعض ويتحدث في كلمات باللغة العربية بشكل انشائي ويعطينا كلمات معسولة ويصعد الى المنابر ويقول اهلا وسهلا بكم تعالوا الى الحوار. ضمن اي حوار؟. نحاور من اجل تضييع الوقت او لنصل الى نتيجة؟ اما ان تحصل لقاءات، ما نفع هذه اللقاءات؟ قد تعطي اللقاءات اشارات سلبية لان الناس عندما تسمع بعقد لقاء قيادي بين احد من المعارضة وبين احد من قوى السلطة سيقولون لا بد ان يكون هناك نتيجة عملية. بعد ست ساعات او سبع ساعات او ثمان ساعات يخرج الطرفان والوجوه مكفهرة عندها يصاب الناس باحباط نحن لا نريد اعطاء اشارات سلبية، نريد اعطاء ايجابية معلوم ما تريده المعارضة ومعلوم ما تريده قوى السلطة ويجب ان يتواضع الجميع في طريقة موضوعية لتقديم تنازلات متبادلة وهذه التنازلات مشروعة عندما نفكر بحل وعندما نفكر بتسوية ضمن هذه العناوين وضمن قواعد اساسية.
القاعدة الاولى: رفض الوصاية الاجنبية من اي جهة كانت.
القاعدة الثانية: رفض التسلط من اي فريق على آخر.
القاعدة الثالثة: رفض ان يكون لبنان جزءاً من منظومة سياسية في المنطقة تدخل في معادلتها.
رابعاً: ان لا يكون معبرا لتصفية الحسابات المحلية او الاقليمية او الدولية.
تابع قاسم: اذا عملنا على هذه العناوين الثلاثة ضمن هذه القواعد الاربعة نستطيع ان نخطوا خطوات الى الامام. اما ان تكون الدعوة الى اجتماع حوار او مؤتمر حوار ولقاء تشاور. جربنا هذه اللقاءات وهذه هي النتيجة امامكم، لا داعي لان نكرر هذه التجارب.
واردف: ليس المطلوب ان نتغنى بشكل اسمه المبادرة العربية المطلوب ان تقولوا للناس ما الذي توافقون عليه وما الذي ترفضونه نحن قلنا نريد مشاركة تعطينا الثلث زائد واحد. وقلنا نريد المحكمة غير المسيسة، وقلنا نريد انتخابات نيابية مبكرة تعالج الخلل في توزيع السلطة. قولوا ما عندكم ولكن ان تقولوا انكم تمسكون بالسلطة لانها سلطة غير شرعية وغير دستورية ولو قلتم بانها شرعية وعقدتم خمسين اجتماعا لمجلس الوزراء لن تنفعكم هذه الاجتماعات. لانها ستبقى حبر على ورق.
وسأل: هل من يتحدث عن الفتنة لديه معلومات معينة او هناك توجيه معين؟ نحن من اللحظة الاولى رفضنا الفتنة المذهبية وعملنا اثناء عدوان تموز وقبله وبعده على لقاءات مكثفة بين علماء السنة وعلماء الشيعة وقمنا بزيارات للقيادات المختلفة وعملنا على حث الناس على الالفة والتعاون واكدنا دائما على ان لا شيء يفسد بيننا واننا لا نريد ان نستحضر تجربة العراق الى لبنان.
واضاف: فتشوا عن رأس الفتنة من غير السنة والشيعة الذي لا يستطيع أن يكون له دور او مكانة لقلة العدد وعدم القدرة السياسية وعدم وجود شيء في الدستور يساعده على أن يكون رقما فاعلا، هذا هو يحرك الفتنة لانه يعتقد انه من خلال الفتنة يبقى له دور ويمكن أن يأخذ في المعادلة ويؤثر حتى ولو انهار الجميع وذهب الجميع. والتجارب السابقة أكبر دليل.
اضاف: رواد الفتنة معروفون في لبنان صناع الفتنة معروفون في لبنان. نحن نجزم ان قيادات السنة والشيعة ليس فيهم من يريد الفتنة. لان لكل واحد اسبابه. البعض لديه اسباب دينية والبعض لديه مصلحة وطنية والبعض الآخر عنده اسباب اقتصادية واجتماعية.
المهم ألا تكون في البلد فتنة بغض النظر عن الاسباب، حتى لو كانت لمصلحة أي شخص لا يريد الفتنة. نحن نخاطب اخواننا واهلنا من أهل السنة، بانكم معنا في مصير واحد ما يصيبنا يصيبكم وما يصيبنا يصيبكم وراجعوا التاريخ اللبناني كله. عندما كنا نتألم كنتم تتألمون وبالعكس وعندما كنا نفرح كنتم تفرحون وبالعكس. عندما اتت الفتنة اللبنانية تضررنا جميعا عندما انتصرت المقاومة ارتفعت رؤوسنا جميعا. وعندما اتت الوصاية الاجنبية عشنا المرارة جميعا وعندما كنا نتحدث عن وحدة المسلمين كنا نشعر اننا اقوياء. ليس هناك ربح للشيعة من عدم الفتنة دون السنة وليس هناك ربح للسنة من غير الشيعة الربح مشترك بيننا.
واردف: اذا تعالوا لنتعاون، ما الذي يزعجكم، نحن حاضرون لان نبدد هواجسكم، لكن لا تقولوا لنا ما يزعجكم هو كيفية الحكم، وفي هذا الموضوع نحن ندعو الى المشاركة ونحن لا نواجه رئاسة الحكومة السنة، عندنا اعتراض سياسي، لماذا اتفقنا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري على كل التفاصيل، لماذا عقدنا الاتفاق الرباعي، الا يعني هذا ان هناك قواسم مشتركة يمكن ان نتفاهم عليها، لكن هناك من اخل، فليعد من اخل الى اتفاقه وعندها تعود الامور الى مجاريها.
وفي موضوع الاعتصام قال: اليس انتم الذين تقولون انكم لا تتأثرون بالذي يحصل (يا جبل ما يهزك ريح) اذا كنا نحن الريح وانتم لا تهتزون على مهلكم. لكن اعلموا ان ريحنا ستستمر اهتززتم الان ام لم تهتزوا. فخير لنا ان نجمع الريح مع الجبل حتى يتعاونان كي لا نهزكم وكي لا تهتزوا. هذه نصيحة اوجهها لقوى السلطة واذا كان هناك من هواجس يمكننا ان نحل هذه الهواجس بالتعاون مع بعضنا البعض.
اضاف: نحن رأينا بعد الثلاثاء والخميس ان استمرار المعارضة في انشطتها لحماية البلد هو الحل الطبيعي ولن نتخلى عن دورنا وعن مسؤوليتنا في حماية لبنان. ولذا اقول لكم المعارضة الوطنية اللبنانية مستمرة مع كل الصعوبات والتعقيدات وبالاساليب المناسبة وبالخطوط الحمراء التي وضعناها لأنفسنا لاننا نعتقد ان انقاض لبنان ببعض العناء والتعب افضل بكثير من خراب لبنان الذي سيأخذوننا اليه لو خرجت المعارضة من الشارع ومن التحرك الذي تقوم به.
وقال: على اهل السلطة ألا تراهن على الوقت والدعم الدولي. لا الاشهر تنفع ولا السنوات تنفع (امل ان تنتهي الامور قبل ذلك بكثير) لا احد منكم يراهن على الوقت. بالنسبة إلينا نفسنا طويل. تعالوا الى النقاش الجدي وفي هذا المجال.
وفي موضوع المقاومة قال: ان البعض سأل انكم ستخسرون موقعكم في المقاومة. ولذلك البعض يهول علينا انه اذا استمررنا في التحرك الداخلي ذهبت المقاومة ولا يعود لها وجود. انا ابشركم نحن نستطيع ان نسير على الخطين بشكل متواز وطبيعي جدا. ونستطيع ان نتحرك في الداخل وان نستمر في المقاومة، والان المقاومة مستمرة وجاهزة وقوية ومعارضتنا في الداخل مستمرة وجاهزة وقوية، ولكل موقع اساليبه وطرق العمل، لكن نحن لا نتعب من هذه الثنائية الموجودة بل نعتبرها تغذي بعضها بعضا، اذا ربحت المـقاومة تحققت القوة للبنان واذا ربحنا في الداخل في المشاركة حمينا قوة لبنان ومقاومته المقاومة مستمرة والمعارضة مستمرة ولا تعارض بينهما. واذا كان البعض يخيفنا بأن صورة المقاومة يمكن ان تكون اهتزت نحن مطمئنون ان الطيبين في لبنان والعالم الذين اهتزت الصورة عندهم بشكل موقت بسبب كثافة التدليس الاعلامي سيكتشفونها بسرعة وسيعودون الى حبهم وتعاطفهم. من كان يرى الحق لا بد أن يرى المقاومة شرفا وعزا ويبقى معها مهما كانت الصعوبات والعقبات.
وعن عدوان تموز قال قاسم نحن نعتبر اننا ندينكم باعتذار علني بل بمحاسبة ومحاكمة على ما اذيتم المقاومين اثناء الحرب وبعدها. لكن ستكون نفوسنا سمحاء تعالوا لنتفاهم على العناوين الثلاثة ونطوي هذه الصفحة لمصلحة لبنان لن نتعود ان نستخدم قوة الانتصار لفرض شيء. ايدينا ممدودة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.