وذلك بحضور مدير عام جمعية التعليم الديني الاسلامي الشيخ علي سنان والنواب أمين شري ونوار الساحلي ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد نواف الموسوي وعضو المجلس السياسي محمود قماطي وحشد من الفعاليات السياسية والتربوية والبلدية والاجتماعية إضافة لأهالي الطلاب.
وقد تحدثت باسم الخريجين الطالبة الأولى في لبنان في الشهادة الثانوية سيرين حسن طالب ثم كلمة الجمعية ومدارس المصطفى الشيخ علي سنان الذي هنأ الناجحين والأهل والمعلمين على النجاحات الباهرة التي حقَّقت 24 تفوُّقاً في الشهادات على صعيد لبنان والمحافظات.
ثم كانت كلمة راعي الحفل الشيخ قاسم، ومما جاء فيها:
تجربتنا كإسلاميين ناجحة على المستوى السياسي وناجحة على المستوى المقاوم، وناجحة على المستوى التربوي، وهذه الهجمة الكبيرة علينا هي بسبب هذا النجاح، الذي يلفُّ منطقتنا، وبالتالي هم يواجهوننا لا لأننا نأخذ منهم خطأً بل ينافسوننا لأننا نتفوَّق عليهم بأدائنا الإيجابي وعملنا الصحيح.
نحن اليوم في لبنان لا نواجه تحديًّا واحداً، وإنما نواجه تحديات متعددة. أبدأ بإسرائيل التي تهدِّد صباحاً ومساءً، ثم يأتي من يسحب التهديدات، ثم يأتي من يكرِّر التهديدات ويوجِّه إلينا كلماته الطنانة وعالية الوتيرة. بكل وضوح تقييمنا للإسرائيليين أنهم ضائعون ومربكون، فهم تارة يهددون وأخرى يعتبرون تهديدهم ردة فعل إذا ما واجههم حزب الله، وهدفهم رفع معنويات جمهورهم وإرسال رسائل أنهم في الموقع المتمكِّن، لكن هذه المعنويات لن تنفعهم، لن ترتفع معنويات الاسرائيليين لأنهم يعلمون مستوى قادتهم، ويعلمون كيف أدُّوا في موقعهم في عدوان تموز، كذلك نسمع خططاً متنوعة، فتارة يتحدثون عن خطة جوية وأخرى عن خطة بريَّة، ويريدون السيطرة بطرق مختلفة، ويعتقدون أنهم سيصنعون الكثير لكن يبدو أن الاسرائيليين لم يعرفوا بعد حجم المقبرة التي ستكون واسعة لهم في لبنان فيما لو ارتكبوا حماقة واعتدوا على لبنان. في السابق وفي الحاضر، قالوا كثيراً وادَّعوا كثيراً، وقالت المقاومة وقادة المقاومة، وتبيَّن أن ما قالوه خداع وما قالته المقاومة حقيقة، خاضوا حرب تموز ففشلوا وخاض المقاومون الوعد الصادق فنجحوا، هم الآن يرمِّمون قوّتهم من فشل، أما المقاومون فيصنعون قوَّتهم من نجاح، وفرقٌ كبير بين من يبدأ فاشلاً ليعوِّض كي يصل إلى الحد الأدنى ومن يبدأ ناجحاً ليرتقي ليصل إلى الحد الأقصى، فليعلموا أننا حقَّقنا اليوم جهوزية عالية انطلاقاً من النجاح، ولن ينجح ترميمهم لفشلهم في عدوان تموز، سنكون لهم بالمرصاد، ولن يغيِّر تهويلهم وصراخهم من استعداداتنا الدفاعية وبرنامجنا، وليعلموا أن أي اعتداء سيكون له الثمن الباهظ بصرف النظر عن المبرِّرات، فنحن نعلم أن إسرائيل لا تحتاج إلى مبرِّرات فما لو أرادت أن تعتدي، لكن عندما تعرف أن الثمن كبير أعتقد أنها ستفكِّر كثيراً، يبدو اليوم أن تصريحاتهم العدوانية هي في إطار رفع المعنويات. وفي كل الأحوال نحن نطالب الحكومة اللبنانية أن تتَّخذ موقفاً من التصريحات العدوانية الاسرائيلية لتضع العالم أمام مسؤوليته، إذ لا يحقُّ لإسرائيل أن تتحرك وتتكلم وتهدد ثم ينظر إليها العالم من دون أي مؤاخذة أو أي سؤال، بصرف النظر إذا كانت تهديدات حقيقية أو غير حقيقية، وبصرف النظر إذا كنَّا نتأثر أو لا نتأثر، ونحن لا نتأثر بتهديدات إسرائيل وإذا أرادت إسرائيل أن تجرِّب فلتجرِّب، ستأخذ مثلما أخذت في عدوان تموز وأكثر إن شاء الله تعالى.
النقطة الثانية تتعلق بالانتخابات، يتحدثون عن الاصلاح في قانون الانتخابات في لبنان، وقمة الإصلاح وبداية الإصلاح أن يكون سنُّ الاقتراع هو سن الثامنة عشرة، فلا يجوز حتى الآن أن يُحرم شباب الثامنة عشر من العمر من حق التصويت، ولذا ستقدِّم كتلة الوفاء للمقاومة مع من يرغب اقتراح قانون للمجلس النيابي، وستخوض حملة إعلامية سياسية من أجل الدعوة إلى الانتخبات في سن الثامنة عشر، من أجل أن نُعطي هؤلاء الشباب حقَّهم في صناعة لبنان، كفانا توريثاً لهؤلاء الذين لا يعطون إلا النتائج البالية في الأداء، وعلينا أن نعطي لهؤلاء الشباب حقَّهم في أن يعبِّروا عن قناعاتهم وفي أن يُحدثوا تغييراً من خلال أصواتهم ومن خلال مواقفهم.
النقطة الثالثة، اتفاق الدوحة رسم مرحلة جديدة، هذه المرحلة مدتها منذ توقيع اتفاق الدوحة إلى الانتخابات النيابية القادمة، أي أن المدة عشرة أشهر، في هذه المدة الظروف الإقليمية والدولية مربَكة ومتوتِّرة، وبالتالي كل بلد من بلدان العالم يبحث عن مشاكله ومصائبه وعلى رأسهم أمريكا صاحبة المصائب الكبرى على نفسها وعلى غيرها، وهنا إذا كان في لبنان من يعتمد على أصحاب المصائب الخارجية فهؤلاء مشغولون، وبالتالي أصبحت التهدئة في لبنان خلال هذه الأشهر العشرة تهدئة إلزامية، لمن أتى إليها طوعاً أو لمن فقد أدوات الإثارة والتوتير، يعني واحد يصالح بخاطره وآخر ليس لديه خيار إلا المصالحة حتى لو لم يقتنع، والسبب أن الأرضية لا تساعد، والظروف الإقليمية والدولية لا تساعد. إذاً المصالحات هي نتيجة طبيعية لهذه التهدئة، ولم يقل أحد أن المصالحة تعني تحالفاً سياسياً أو انتخابياً أبداً، المصالحة تعني بكل وضوح منع السلاح الميليشياوي في أن يغيِّر موقعه السياسي من خلال الفتن والقلاقل، وأن يتوقف الخطاب التحريضي المذهبي أو الطائفي الذي يوتِّر الشارع من دون فائدة ومن دون نتيجة سياسية واضحة، وبالتالي المصالحة تحوِّل الأداء السياسي إلى أداء موزون، سيبقى المختلفون مختلفين لكن هذا الاختلاف السياسي يصبح اختلافاً مؤدباً ووفق الأصول الدستورية ووفق القوانين المرعية الإجراء. فإن كان يظنُّ البعض أننا نشجِّع على المصالحات لأننا بحاجة إلى تحالفات سياسية أو انتخابية فهو واهم، لكن نعم نشجع على المصالحات لأننا نريد لكل جهة سياسية أن تأخذ موقعها بجدارة من خلال تأييد الناس، لا من خلال الدعم الخارجي ولا الأموال الخارجية ولا التوتير الداخلي والفتن، هذه كلها عقيمة أثبتت فشلها. من هنا نحن ندعو إلى إتمام المصالحة المسيحية المسيحية كما عملنا لإتمام المصالحة الإسلامية الإسلامية، وذلك لأننا نعتقد أن هذا الشكل من المصالحات يوجِّه الأمور للتنافس الإنتخابي الطبيعي ويجعلنا نستفيد من مرحلة التهدئة لمعالجة بعض الشؤون اللبنانية، وإذا استلزم الأمر أن نتدخَّل إيجاباً أو رأى بعض الأطراف أن لنا ممارسة أو سلوكاً يساعد على إتمام المصالحة المسيحية المسيحية فنحن حاضرون، فنحن لم نفكِّر يوماً أن نصعد سياسياً على أرضية الخلافات، كنَّا دائماً نعمل للحق ونحرِّر الأرض ونقاتل من أجل الكرامة، وهذه ستُعطي بطبيعة الحال مقاماً ومكانة، لم نختبئ يوماً وراء شعار سياسي وهمي، ولا نقبل أن نكون على ظهر فتنة من الفتن، وقد أثبتت التجارب أن المفتنين سيفشلون وكل من سلك هذا الطريق سيفشل، أما المواجهة فهي للعدو الحقيقي، والعمل في التعاون السياسي هو الذي يرتفع وسيبقى إن شاء الله تعالى.
النقطة الأخيرة، يوماً بعد يوم تنكشف بشاعة الديمقراطية الغربية وفشل النظام الاقتصادي الرأسمالي، كل الذين كانوا يدعون إلى التغريب والأمركة كانوا يقولون أن الديمقراطية الغربية محلّ قدوة، أين هي القدوة في الديمقراطية الغربية، هذه الديمقراطية التي لا تتحمَّل شاشة المنار في نشرة أخبار في أمريكا أو في فرنسا أو في أماكن أخرى، أين هي الديمقراطية التي تؤيِّد القتل اليومي للفلسطينيين وتعترض على الفلسطينيين أنهم دافعوا عن أنفسهم وعملوا لتحرير أرضهم، أين هي الديمقراطية التي تتدخل وتحتلّ في دول مختلفة من دون أي مبرِّر سوى السيطرة الاستكبارية والقرار الاستكباري، أين هي الديمقراطية في منع إيران من حقها في النووي السلمي في الوقت التي تملك فيه إسرائيل أربعماية رأس نووي تهدد من خلالها العالم، فبدل أن تخافوا من رؤوس نووية مفترضة غير موجودة من أن تقع في غير أيدي جماعتكم عليكم أن تخافوا من الرؤوس النووية الموجودة بين أيدي الإرهابيين الاسرائيليين والإرهابيين في الإدارة الأمريكية الذين يهددون العالم، وقد أعطوا تجربة في هيروشيما ونياكازاكي، بينما لم يفعل أحد في العالم ما فعلته أمريكا وإسرائيل في العدوان على الشعوب. أما الاقتصاد الرأسمالي تبيَّن أنه اقتصاد السرَّاق العالميين، الذين يضحكون على المستثمرين الصغار ويأخذون أموال المودعين ويتصرَّفون بأموال المتقاعدين ويدخلون إلى الصناديق الاجتماعية، ويدفِّعون الشعب الضرائب من أجل تمويل بعض الساسة وبعض حيتان المال العام، الذين يسرقون في أمريكا وغير أمريكا، وأكبر دليل ما نراه الآن من الأزمة المالية العالمية، هذه الأزمة ليست أزمة عابرة، وإنما أزمة نظام اقتصادي، هذه أزمة رؤية وأزمة مشروع، يعني من الآن فصاعداً يمكننا القول أن النظام الرأسمالي الذي يروِّجونه في العالم ليس حلاًّ للبشرية وعلى البشرية أن تبحث عن حلٍّ آخر، هؤلاء ليسوا أمناء، وبالتالي من كان يعتقد أن أمريكا تشكِّل ضمانة له فأمريكا ليست ضمانة، أمريكا ليست ضمانة ثقافية وليست ضمانة عسكرية وليست ضمانة اقتصادية، أمريكا بلاء ثقافي اقتصادي عسكري أينما حلَّ حلَّت المصائب. ولبنان اليوم يحتاج إلى خطة اقتصادية اجتماعية تُنقذه من الواقع الذي هو فيه. أنا أسمع بعض المحلِّلين وبعض المسؤولين يفتخرون أننا لم نتأثّر بالأزمة الاقتصادية العالمية، دع الافتخار يكون بما تفعله أنت من أجل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي نعيشها في لبنان، والمديونية العالية التي وصلت إلى خمسين مليار دولار، فليعلن كلٌّ بيرقه للحلّ، لا أن يتفرَّج على الأزمات.