برعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم احتفلت جمعية التعليم الديني الاسلامي ومدارس المصطفى بالتلامذة المتفوقين بالامتحانات الرسمية من الذين حقَّقوا المراكز الأولى في لنبان وفي المحافظات حيث بلغ عدد المتفوِّقين خمسة وعشرين تلميذاً وتلميذة في الشهادات الثانوية والشهادة المتوسطة. وذلك في قاعة الجنان-طريق المطار، بحضور النواب أمين شري ونوار الساحلي ونزيه منصور والمفتش التربوي العام في لبنان الدكتور رضا سعادة، إضافة لممثلي مؤسسات تربوية وتعليمية والتعبئة التربوي في حزب الله ووفد من مؤسسات أمل التربوية وحشد من الشخصيات وأهالي المتفوِّقين .
وبعد كلمة باسم المتفوقين ألقتها الطالبة سيرين حسن طالب التي احتلت المرتبة الأولى في لبنان في شهادة العلوم العامة تحدث مدير عام الجمعية الشيخ علي سنان مهنئاً الفائزين الأوائل وأهاليهم، ثم كانت كلمة لراعي الحفل جاء فيها:
نحن اليوم سنشهد ولادة البيان الوزاري بصيغته النهائية، وهو يشكِّل نهاية الخطوة الثانية من اتفاق الدوحة وهي خطوة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ببيانها الوزاري، تمهيداً لأخذ الثقة، هذا البيان الوزاري يؤكد بما لا يقبل الشك أن لا تناقض بين منطقة الدولة ومنطق المقاومة، بل يشكِّل المنطقان حالة تكامل يمكن استثمارها لمصلحة التحرير وسيادة لبنان، وهذا البيان الوزاري هو باب للانطلاق إلى العمل، فكفانا مشاكسات ومماحكاة ومحاولات استعراض في اللغة العربية وفي الأدبيات وفي الخطابة لنثبت للناس بأن فلاناً على حق وفلاناً ليس على الحق، لعل هذا البيان الوزاري يسبِّب راحة للساحة السياسية من بعض المتحذلقين الذين يكثرون الكلام، ولا يجدون في حياتهم فسحة للعمل، نحن نعتبر أن الوظيفة الأساسية والأولى للحكومة بعد البيان الوزاري هي الاهتمام بالمسألة الاجتماعية للناس، والوضع الاقتصادي والقضايا المختلفة التي يعانون منها، فعلى الحكومة أن تنكبّ على معالجة الترهُّل الذي أصاب البلد، والأزمات المتفاقمة في الكهرباء والمياه والصحة والمسائل المختلفة التي يعاني منها المواطنون، وكفانا براعة ومباراة في المواقف السياسية والأحاديث السياسية، لأن هذه محطة عمل وهذه هي الوظيفة الأولى. أما الوظيفة الثانية التي ستأتي بشكل طبيعي وعادي، ولا تحتاج إلى فوضى وإثارات إعلامية وسياسية، فهي التهيئة للانتخابات النيابية القادمة لتسير بشكل عادل وطبيعي. أما من كان مهتمًّا بحلّ قضايا البلد الأساسية وعلى رأسها مسألة الحوار في القضايا المختلف عليها، أو التي نريد أن نصل من خلالها إلى نتيجة، فهي من مهمة رئيس الجمهورية الذي سيتولى إن شاء الله الدعوة إلى الحوار، وقد باشر التحضيرات وبالتالي من كان لديه مواقف وتعليلات وتحليلات يمكنه أن يطرحها على طاولة الحوار، وأن يُقنع الأطراف الآخرين. من هنا أرغب التمييز الواضح بين مهمة الحكومة وأركانها ومهمة الحوار وعلى من يقع، ومسؤولية من، فمهمة الحكومة العمل والخدمة والتوقف عن المباراة السياسية بين أطرافها أو الأطراف التي تدعمها أو التي أيّدتها، وعندما ندخل إلى الحوار ونعطيه حقَّه بمعزل عن العمل والنشاط لأصحاب المسؤولية يمكن أن نصل إلى نتيجة.
وقال سماحته:
إن شاء الله ترتاح الساحة أكثر في هذه المرحلة، ومن المفيد أن يتوقف البعض عن خطاب التحريض والفتنة، وإن كانت أصوات هؤلاء البعض غير مسموعة ومخنوقة بالحسرة، والصوت المرتفع اليوم هو صوت الوحدة والعمل وقوة لبنان وبناء المؤسسات وخدمة الناس، هذه هي الأصوات التي يسمعها الناس اليوم، وهذه هي الأصوات التي يحبُّها الناس، إذاً لنعمل على أن تكثر هذه الأصوات حتى لا يبقى هناك مجال لإضاعة المزيد من الوقت.
وأضاف:
إسرائيل عدوٌ يمارس عدوانه يومياً على لبنان، وبالحدّ الأدنى بحسب بيانات الأمم المتحدة: تخترق إسرائيل الأجواء اللبنانية بطيرانها بمعدّل عشرين طلعة يومياً، وهذه الطلعات إما للتصوير من أجل المعلومات الاستخبارية وإما للمناورات العسكرية تحضيراً لضربة في يوم من الأيام، إذاً هي ليست طلعات بريئة وهي طلعات عدوانية تحضِّر للمستقبل الذي نأمل أن لا يكون لمصحلة إسرائيل، وأن لا يكون هناك خطة قريبة بهذا الخصوص، ولكن نحن في النهاية أمام عدوان إسرائيلي، فيجب أن نصرخ كل يوم عن هذا العدوان، ويجب أن نسأل مجلس الأمن لماذا لا يتحرّك ويدين إسرائيل؟ علينا أن نسأل الأمين العام للأمم المتحدة ماذا فعلت أمام هذه الخروقات اليومية للقرار 1701؟ وعلى الحكومة اللبنانية أن تهتم أيضاً في جلساتها وبياناتها ومواقفها لتُبرز الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وتطالب بالرسائل إلى مجلس الأمن وضع حدّ لهذا العدوان الاسرائيلي المتكرر. قرأت في بعض وسائل الاعلام استغراباً أن حزب الله أصدر بياناً وذكر فيه أن إسرائيل تخترق الأجواء اللبنانية كل يوم، فهل من غير عادة حزب الله أن يتكلم بهذا الكلام؟ يعني أصبح من ينتقد الخروقات والعدوان الاسرائيلي مثيراً للعجب والاستغراب والساكتون عن هذا العدوان ولا ينطقون باسمه ولا بشكله هو الأمر الطبيعي، علينا جميعاً أن نثير هذه المسألة ليل نهار، لنقضَّ مضاجعهم بالإعلام كما نقضُّ مضاجعهم بالموقف السياسي كما نقضُّ مضاجعهم عندما نواجههم في الميدان، هل هناك مسؤول أجنبي يأتي إلى لبنان ولا يطالبنا بأمور تُثيرها إسرائيل، لماذا لا نطالبهم نحن بالأمور التي تهمُّنا؟ ويكون هذا هو مورد الحديث، على الأقلّ لنضع إسرائيل أمام مسؤولياتها، ونضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها، لنفضح التجاوز الدولي أمام مرأى الجميع، لأن هذا الأمر لا بدّ أن يؤثر في يوم من الأيام.
ثم قال:
الانتصارات التي حصلت، وآخرها انتصار تحرير الأسرى في عملية الرضوان هي عنوان بهجة وسرور، وهي محلّ فخر واعتزاز لنا جميعاً، ولن نجامل أحد بفخرنا وفرحتنا بالانتصار، لأن على الجميع أن يفرحوا بهذا الانتصار، بل حتى عندما قلنا وقال سماحة الأمين العام بأن الانتصار للجميع، هذا ليس توزيعاً للانتصار، هذه محاول لإثارة المشاعر الطيبة الموجودة في قلب كل إنسان علّها تتناغم مع الانتصار بتأخذ منه حصة لأهليتها، بدل أن تكون الغشاوة قد أغلقت تماماً قلب أولئك الذين لا يحبُّون الانتصار. هذا الانتصار هو لكل لبنان، وسأقول لكم أكثر من هذا وتذكروا هذا الكلام: هذا الانتصار الذي حصل على إسرائيل في عدوان تموز وبعده في تحرير الأسرى هو ليس انتصاراً في معركة، وإنما انتصار للنهج وللمستقبل، قيمة هذا الانتصار أنه أسَّس لمرحلة جديدة في لبنان والمنطقة، وسترَون أن كل التداعيات اللاحقة مدينة لهذا الانتصار، سواء في معسكر الحق الذي تمثّله المقاومة وشعب المقاومة أو في معسكر الباطل الذي تمثّله أمريكا وإسرائيل، وهنا يجب أن يكون معلوماً بشكل واضح أن هذا الانتصار جعل لبنان عصيًّا عليهم، فلبنان لم يعد مكسر عصا، ولم يعد مسرحاً لوصاياتهم الأجنبية، ولم يعدْ قابلاً لتنفيذ المشروع الاسرائيلي ولا مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان، وعلى كل حال يكفينا أن تحسب إسرائيل للبنان ألف حساب، بسبب مقاومته البطلة التي قدّمت، وجيشه الذي ضحى، وشعبه الذي صمد في مواجهة هذا الاحتلال وحضن المقاومة.
وختم قائلاً:
سنعمل ليبقى لبنان شامخاً قوياً يحرِّر أرضه ويحمي سيادته، لن نفرِّط بقوة لبنان، وستكون المقاومة رأس حربة لقوة لبنان وستعمل هذه المقاومة من خلال ما نتّفق عليه في الاستراتيجية الدفاعية إن شاء الله تعالى، ستكون المقاومة عضداً للدولة القوية، وستتحمّل مسؤولياتها كاملة ولن تتخلى عنها لمصلحة العدو الاسرائيلي، علينا أن نرفض أي حالة ضعف، وعلينا أن نبقى أقوياء في مواجهة إسرائيل وأي إجراء يُبطل قوتنا لن نقبل به، وأي إجراء يعزِّزها بطرق مختلفة ويحشد إلى جانبها الطاقات المختلفة فهو مرحّب به عندنا، ولو كانت القوة من الآخرين، لأننا لا نبحث بيد من تكون القوة وإنما نبحث عن نتائجها وثمارها، فأي قوة تُثمر طرد إسرائيل ومواجهتها سنكون إلى جانبها وسندعمها إن شاء الله تعالى.