الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل التكليف الذي أقامته جمعية التعليم الديني الاسلامي في المصطفى - الغدير في 6/4/2008

لن تتعامل المقاومة الاسلامية مع هذه المناورات على انها حق طبيعي مكتسب لاسرائيل ,هذا يدل على ان اسرائيل هي ذات طبيعة عدوانية وانها تشكل تهديدا

نحن في بلدنا واجهنا إسرائيل لانها اعتدت علينا وعلى منطقتنا ,وأكدنا بان المقاومة هي الحل في مواجهة المشروع الاسرائيلي .

وقال سماحته : جرب الكثيرون بالسياسة فلم يحرروا لبنان ولا اخرجوا اسرائيل وجربت المقاومة بالسلاح وبالموقف فاستطاعت ان تخرج اسرائيل ذليلة مرتين ,مرة عند التحرير بشكل واضح في سنة 2000 ومرة اخرى بالانتصار الالهي العظيم في مواجهة عدوان تموز. وهذا ما اثبت ان المقاومة هي الحل وليس هناك اي خيار آخر.

واضاف : هناك من لا يريد المقاومة ,لانه جزء من المشروع الغربي ولانه جزء من المشروع الامريكي وبان امريكا تريد اسرائيل ان تبقى وتوزع الحصص على من يسيرون في ركبها ,هؤلاء يريدون ان يكونوا معها .وبالتالي نحن في موقع نعتبر ان هذه الارض هي ارض لنا جميعا" ومن واجبنا ان نحررها وان نعمل على مواجهة الاعداء .

ولذلك قامت المقاومة وستستمر المقاومة التي احدثت تغييرا" عظيما" في المنطقة. وستترك اثارا" تمتد الى عشرات السنين ببركة الانتصارات التي حصلت وهي التي نقلت الامة من الاحباط الى الامل ,ومن الاستسلام الى المواجهة ,ومن التحكم الاستكباري الى الارادة الشعبية والاستقلال .

واعتبر قاسم المناورات الاسرائيلية التي قالوا عنها بانها المناورات الاضخم في تاريخ اسرائيل تستهدف ثلاث امور:

اولا" تريد رفع معنويات الشعب في داخل اسرائيل لان معنوياته منهارة بعد هزيمة تموز 2006

ثانيا" تريد اقناع الاسرائيليين بان الجيش قد تجاوز اخفاقه واصبح يمتلك جهوزية, تَعَلم من خلالها كل دروس حرب تموز

ثالثا" هذا جزء من الاستعداد للحرب حيث ان اسرائيل هي دائما" في حالة حربية ,لا اقول بان الحرب ستاتي في الفترة القريبة ولكن اسرائيل كيان عدواني يحسب حساب بان يقرر ما يريد ويثبت ما يريد بالحروب .فهذه المناورة هي جزء من الاستعدادات لشيء مستقبلي ربما يكون بعيدا" لكن هذا استعداد حربي .

لن تتعامل المقاومة الاسلامية مع هذه المناورات على انها حق طبيعي مكتسب لاسرائيل ,هذا يدل على ان اسرائيل هي ذات طبيعة عدوانية وانها تشكل تهديدا" مستمرا" للبنان وللمنطقة ما يؤدي الى ان تكون المقاومة حاضرة وجاهزة .

وأكد سماحته ان المقاومة الاسلامية جاهزة دائما", قبل المناورة وأثناء المناورة وبعد المناورة فجهوزيتها ليست مرتبطة بحادث آني او بمناورة مميزة لكن جهوزية المقاومة مرتبطة بتقديرها للتهديد الاسرائيلي الذي لم يتوقف يوما" .حتى بعد انتهاء عدوان تموز.ولتعلم ان اي قرار حرب مكلف جدا" و لن يكون نزهة على الاطلاق .

اما في الوضع الداخلي قال اصبح واضحا" ان الموالاة وضعت سقفا" لتحركها وهو الاستئثار بالسلطة وارضاء امريكا في ما يخطط من مشاريع للبنان .اي ان الموالاة لا تبحث عن الحل وانما تبحث عن الاستئثار والوصاية بينما المعارضة تقدم الحلول المختلفة والتنازلات المختلفة على قاعدة المشاركة وانقاذ لبنان لانها تريد الحل .اعتقد ان مسار اهل السلطة في لبنان يبين بان الحل بعيد لان امريكا لا تريد حلا".امريكا اليوم بين خيارين في لبنان اما ان تبقي الوضع على ما هو عليه حكومة السنيورة مع عدم وجود اي حل واما ان تقبل بالمشاركة لقوى المعارضة لينهض الجميع بلبنان.ولا يوجد امام امريكا حل ثالث يعني لا تستطيع امريكا ان تفرض شروطها ولا وصايتها ولا تستطيع ان تجعل الاغلبية يستئثرون بالحكم ولا تستطيع ان تقضي على المقاومة هذه كلها من الامور غير الممكنة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها المعارضة والمقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي التلاحم بين الجيش والشعب والمقاومة وبحسب بعض تصريحات رايس لمسؤولين كبار معروفة في العالم قالت "نحن نؤيد بقاء حكومة السنيورة الى الانتخابات النيابية وان تعثرت الحلول التي نؤمن بها فنحن مع تمديد ولاية المجلس النيابي كي يبقى السنيورة حاكما" يعني الامور معقدة طالما ان المسالة مرتبطة بالقرار الامريكي.

اما نحن فسنبقى كمعارضة ايجابيين" وندعوا للاستفادة من المبادرة العربية والى الحوار الذي دعا اليها الرئيس بري ونقول لهم انتهزوا الفرصة وثقوا انكم لا تستطيعون فرض ما تريدون, بامكاننا ان نتفق على تسوية ليس فيها غالب ولا مغلوب ,بامكاننا ان نضع سكة الحل التي تعطي كل الاطراف مكتسبات تساعد في تاكيد وجهة نظره ,لكن لن نعطي مكتسبا" يؤدي الى الغاء دور المعارضة والاستئثار والوصاية.

وختم قاسم محملا الحكومة غير شرعية غير دستورية مسؤولية التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي مفاعيله على الاستقرار لانه هي التي تتصدى وبالتالي ما يحصل برعايتها وفي ولايتها ولا يحصل بمشاركة الآخرين.