ومما جاء فيها:
خطَّينا طريقنا في لبنان إيماناً بالإسلام، لا الإسلام الطائفي ولا الإسلام المذهبي ولا إسلام الحصص ولا إسلام التوزيعات العددية، وإنما إسلام الإنسان الذي يعيدنا إلى فطرتنا وإلى طاعة ربنا، ولذا أحبنا الناس وتعلَّقوا بنا، لا منَّةً ولا جميلاً، بل رأوا نوراً يشعُّ من المجاهدين فدخل النور إلى ظلماتهم فوجدوا مساكنهم ومتاجرهم وشوارعهم مضيئة بنور الطاعة لله تعالى، فأحبوا النور وانطلقت قلوبهم معبِّرة حتى ولو عجزت ألسنتهم عن الحديث عن هذا النور الذي أتت به المقاومة باسم الله وفي سبيل الله تعالى. نسمع أحياناً من بعض الأشخاص الذين يمنِّنوننا أنهم في يوم من الأيام أيَّدوا المقاومة، أنا أقول لهم: كانت قلوبكم طاهرة ولذا أيَّدتم المقاومة فانتبهوا! قد يكون هناك خلل في قلوبكم إذا لم تعودوا كذلك، إلاَّ إذا اندفعت هذه القلوب بغير إرادتكم فكانت ترى النور يشعّ، وبالتالي لا يكون لكم خير، لا في الأول ولا في الآخر، أسأل الله أن يكون لكم خير في الأول علَّكم تهتدون إلى الطريق في الآخر حتى لا تخسروا هذه الدنيا ومن بعدها الآخرة.
هذه المقاومة الشريفة النبيلة العزيزة رفعت رأس لبنان عالياً، وجعلت للعرب وللمسلمين وللأحرار مكانة، وإذا أردنا اليوم أن نتحدث أمام العالم بشيء فيه كرامة ومعنويات، نقول لهم نحن قوم ندافع عن أرضنا وأعراضنا ولا نقبل أن نكون أزلاماً لأحد، هل نستطيع أن نقول لهم عن الإختراعات أو عن الأنظمة السياسية الفاشلة، أو عن الوراثة أو عن الأعمال المنكرة والفساد المستشري، بماذا نتباهى أمام العالم؟ وأيّ تجربة نقدِّم، على الأقل نستطيع اليوم أن نقدِّم للعالم تجربة المقاومة للأعداء والمقاومة لتحرير الأرض والاستقلال الحقيقي المدعَّم بالدم، من أجل أن نكون أحراراً وأسياداً كما أرادنا الله تعالى كمخلوقات على هذه الأرض، هذا شرف وكرامة. هل تظنُّون أنه عندما يُشيرون إلينا بالإصبع أننا مقاومة ومعنا سلاح ننزعج من هذه الإشارات، أبداً فهم يُشيرون إلينا بالطهر فنقول لهم نعم نحن مقاومة تحمل سلاحاً وتقاتل أعداء الله تعالى، لنا الشرف في ذلك، فهل تُشيرون إلينا رغبة بالشرف؟ أو تُشيرون إلينا ليُشير الناس إليكم كيف تُشيرون إلينا بما هو شرف للبنان وللعرب وللعالم.
ما يُسلِّينا ويُريحنا هو أن المؤيِّدين والداعمين هم هؤلاء الشرفاء، نشعر أن الواحد منهم يساوي الدنيا وما فيها، لأنه يحمل الكرامة ويحمل الإنسانية، عندما تذكر أشخاص أمثال السيد عباس الموسوي أو الشيخ راغب حرب أو الحاج عماد مغنية، أو كل هؤلاء الشرفاء الذين قدَّموا من أجل أجيالنا ومستقبلنا، فإننا نرفع الرأس بهم ونشعر أننا أمام عظماء خطُّوا لنا الطريق وفتحوا لنا درب الحرية، فلولا هؤلاء لما عرفنا في لبنان نصراً، ولولا هؤلاء لما هُزمت إسرائيل أول هزيمة ساحقة في المنطقة، لولا هؤلاء المقاومين لما فهمنا معنى السيادة والاستقلال، لولا هؤلاء الشهداء لما كنا نقف اليوم أمام العالم لنقدِّم تجربة الحرية والأخلاق في مقابل تجاربهم المقيتة التي تؤيد الاستبداد والظلم والقتل والدمار، هذا أمر يُشعرنا بالفخر والاعتزاز.
ما حقَّقته المقاومة الإسلامية في لبنان تحوَّل إلى مدرسة لا يستطيع أحد على هذه الأرض إقفالها، بل سترون لها آثار وامتدادات في النفوس والعقول، نحن لا نريد أن نفتح أفرعاً لها في أي منطقة في العالم لأننا لا نبتغي التوسُّع تنظيمياً، بل اعلموا أن الأحرار في العالم سيتعلَّمون من هذه المدرسة لمصلحة سيادتهم واستقلالهم، كلٌّ في بلده وبحسب قناعته، هذا شرف ومكرمة ونحن سنستمر في هذا الاتجاه، مهما كانت الضغوطات والصعوبات، هل تتوقَّعون أنهم بضغوطاتهم سيجعلونا نتراجع إلى الوراء؟ هذا انتهى، فبعد نصر تموز دخلنا عصر المقاومة، ولم يعد بالإمكان أن تتراجع الأمور إلى الوراء، ولا يمكن لهذا الشعب ولا للأحرار أن يقبلوا أن يستسلموا وينهزموا.
أمَّا في مسألتنا اللبنانية الداخلية التي أصبحت مثل إبريق الزيت، لا تنتهي، لأن أمريكا المتسلِّطة على المنطقة والتي تريد أن تحاصر لبنان بوصايتها، لا تريد حلاًّ فيه مشاركة في لبنان، من يُعيق الحلَّ في لبنان هي أمريكا ولو كانت المسألة بين الموالاة والمعارضة بالتوازنات الداخلية الموجودة في لبنان، وبمعرفة كل فريق من الأفرقاء لحجمه وقدرته وإمكاناته لاتفقت الموالاة والمعارضة منذ زمن بعيد وانطلقنا في حلول عديدة لمسألة لبنان، لكن لأن أمريكا تتدخل وتمنع الحلول وتستخدم فريق الموالاة لمشروعها وتمنعه من أن يُقدم على عمل لا تقبل به، نحن الآن في موقع لا حلَّ فيه في لبنان، ولا أقول هذا ادِّعاءً، أمريكا تتدخل في أدقِّ التفاصيل، كنا نسمع بين الحين والآخر أحاديث لبوش عن كيفية انتخاب الرئيس في المجلس النيابي ويتحدَّث عن النصاب، وأنا أكيد أنه لا يعرف النصاب في الولايات المتحدة الأمريكية! كنا نسمع من رايس ووولش توجيهات وتعليمات، وها هو ساترفيلد منذ وقت قريب كان يقول لا للمبادرة العربية لأنه لا يريد حلاًّ يمكن أن يؤسس للمشاركة، وبكل صراحة يقف عقبة أمام هذا الأمر، هو الذي أفشل المبادرة الفرنسية وهو الآن يعمل لإفشال المبادرة العربية، وأمريكا ليل نهار تقول علناً بأنها تريد للسنيورة أن يبقى رئيساً للحكومة بهذه الصيغة وهذا الشكل، إلاَّ أن ترى صيغة أخرى تسيطر من خلالها، إذاً أمريكا هي التي تتدخل وهي التي تحاول أن تمنع الحل وتُفقد لبنان قدرته على أن يصنع مستقبله.
هنا أريد أن أكون وضوحاً مع الموالاة، وأسألهم: هل لديكم جواباً عن رفضكم للثلث الضامن للمعارضة، والثلث الضامن يساوي حوالي 34 أو 35 في المئة من تشكيلة الحكومة، بينما المعارضة تساوي في المجلس النيابي 45 في المئة، أي أن المعارضة ستأخذ أقل من حصَّتها بـ 10 بالمئة تقريباً، الجواب واضح، هم يريدون الإمساك بالثلثين إمَّا مباشرة وإما بطريقة غير مباشرة، يعني إمَّا بسيطرتهم وإمَّا بالضغط على الأطراف الأخرى التي تُحشر في الزاوية والتي يكون فيها النصاب بالثلثين هو حصيلة ما يريده جماعة الموالاة، فما هو القصد "بالثلثين" في الدستور اللبناني، مجلس الوزراء لا يستطيع أن يتَّخذ قرارات أساسية إلاَّ بالثلثين، يعني لا يستطيع أن يرسم اتفاقات مع الدول الأجنبية ولا يستطيع أن يوقع المعاهدات ولا يستطيع أن يُقرِّر القضايا الكبرى التي تتعلَّق بالاستراتيجية الدفاعية أو قرار الحرب والسلم أو ما شابه، إذاً أنتم تريدون من خلال الثلثين أن تسيطروا على هذه القرارات، حتى تأخذوا البلد إلى حيث تريدون، ما نطلبه هو المشاركة كحقّ طبيعي بالنسبة إلينا، وكنَّا إيجابيين فقلنا بأننا نريد الثلث الضامن وليس 45 بالمئة، من أجل أن نحمي القرار السياسي لنكون شركاء فيه، قالوا لا، قلنا بعد ذلك أننا نقبل بضمانات سياسية تؤدي مفعول الضمانات الدستورية من دون أن يكون هناك ثلث ضامن وفق الطرح المسمى بالثلاث عشرات، فرفضوا الضمانات السياسية فهم لا يريدون إعطاءنا لا ضمانات دستورية ولا ضمانات سياسية، بل عندما طُرح موقف رئيس الجمهورية المنتخب ومن معه وما الذي سيفعله، رفضوا أن يكون هناك التزام بأن لا تصبّ أصوات رئيس الجمهورية لمصلحة فريق على فريق، ممَّا يعني بأنهم يريدون الضغط حتى تكون الأصوات إلى جانبهم فيحصلوا على الثلثين حيث يشاؤون.
بكل صراحة، المعارضة أصبحت مرتابة من جماعة السلطة، ولا تثق بهم، وتعتبر أن ما يريدونه من المعاضة أن فقط المعارضة عبارة لانتخاب رئيس للجمهورية، ثم بعد ذلك يفعلون ما يشاؤون في مجلس الوزراء وفي المجلس النيابي، فهل يعقل أن نُعطيهم ما يريدون من دون أن نضمن شراكة وطنية تحمي البلد وأمامنا التجارب الكثيرة التي أخطأوا فيها، نحن نسمع بين الحين والآخر أنهم يقولون: لننتخب رئيس الجمهورية أولاً وبعد ذلك نتفق، ولكن من جرَّب المجرَّب كان عقله مخرَّب، فإذا لم معكم بعد وانزلقتم إلى نقاش قانون الانتخابات فأوصلتمونا خلال يومين من النقاشات فيما بينكم إلى قانون إنتخابات يؤدي إلى فدرالية الطوائف تمهيداً لفدرالية البلد على المستوى الجغرافي، وهذا بعد لم نبدأ بسلة التفاهمات، فإذا كنتم لا تعطونا موثِقاً قبل الانتخابات فكيف نثق بكم بعد الانتخابات، هل تعتقدون أننا بسطاء إلى درجة أن نسلِّمكم البلد فيأتي الانتخاب من دون الالتزام بسلة كاملة للتوافق، هذا أمر غير وارد، ونحن نلاحظ أن جماعة السلطة مستعدُّون لتخريب البلد وتعطيله وشلِّه، لكنهم غير مستعدِّين للمشاركة معاً، وبالتالي نحن لن نُعطيهم ما يُريدون إلاَّ إذا أوصلوا الأمر إلى المشاركة، وإلاَّ فالبعض يربِّحنا جميلاً أن عندنا رئيساً توافقياً اتفقنا عليه، صحيح فالتوافقي بيننا وبينكم، ولو كنتم قادرين على عقد المجلس النيابي من دون الثلثين، ولو كنتم قادرين على انتخاب رئيس للجمهورية من دوننا لفعلتم هذا منذ زمن بعيد. راجعوا يا جماعة السلطة رهاناتكم حتى الآن، كل رهاناتكم كانت فاشلة، وأنا اخترت بعض الرهانات التي قمتم بها، لأذكر الرأي العام اللبناني بما فعلتموه مع الناس، أول رهان كان محاصرة رئيس الجمهورية المنتخب شرعياً وقانونياً الرئيس إميل لحود، وعطَّلتم البلد خلال فترة ولايته المتجددة والقانونية من أجل إسقاطه، فماذا كانت النتيجة؟ استمر الرئيس إلى نهاية ولايته ولم تُنجزوا شيئاً، أليس حراماً عليكم تعطيل البلد لسنة ونصف أو أكثر فقط لأنكم لا تريدونه مع أنه أتى بطريقة قانونية، ثانياً، انسحب الوزراء الشيعة من الحكومة في 11/11/ 2006، وأصبحت الحكومة غير شرعية بنصّ الدستور، وأبقيتم الحكومة غير الشرعية تمارس صلاحيات الأمر الواقع منذ سنة وثلاثة أشهر حتى الآن، بالله عليكم ألا يتدهور البلد يوماً بعد يوم، وهل استطعتم أن تأخذوا شرعية بهذه الطريقة، وهل توصَّلتم إلى نتيجة عملية من خلال عنادكم، البلد يتدهور وأنتم السبب، ثالثاً، أدخلتم لبنان في لعبة المحاور العربية وحاولتم أن تضغطوا ظنًّا منكم أنَّ بإمكانكم أن تفشِّلوا قمّة دمشق للرؤساء، فماذا كانت النتيجة؟ القمّة بألف خير وستسير بشكل طبيعي، والذين صرخوا كثيراً قبل القمّة سيحضرون القمّة، وستكون سوريا رئيسة هذه القمّة بشكل عادي وطبيعي، إذاً ماذا ستُجيبون الناس الذين أشغلتموهم كل هذه الفترة؟ معتقدين أنكم ستُفشِّلون القمّة في سوريا وهذا يُعطيكم موقعاً تستطيعون التأثير من خلاله على المعارضة في لبنان، أولاً لا علاقة بين الأمرين، وثانياً تبيَّن أنكم أنتم الذين فشلتم، ثم نسمع كل يوم شخصية من الموالاة يتحدث حديثاً يختلف عن الآخر، واحد يقول بأننا لا نريد أن نحضر القمة، وآخر يقول نريد أن يكون الممثِّل شخصية مسيحية وآخر يقول بأنه يريد أن يرسل قائد الجيش وآخر يفكِّر في آلية معيَّنة لإعطاء زخم لحكومة السنيورة، إتفقوا أولاً على ما ستفعلون، لأن الناس يرَون كيف أنكم ضائعون في كيفية التعاطي مع قضية واحدة، فإذا كانت قمة عربية بين حضور أو عدم حضور ضيَّعتكم، فهل ستستطيعون قيادة لبنان بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب. خامساً، أحضرتم كل القوى الدولية، سياسياً ومن خلال مجلس الأمن ومن خلال الأسطول الأمريكي، من أجل أن تضغطوا علينا وتقولوا بأن العالم معكم وعلينا أن نخاف من العالم، إفهموها للمرّة الألف، والله لو اجتمعت الدنيا من أقصاها إلى أقصاها على أن تسلبنا سيادة لبنان، لن تستطيع ما دام فينا أحياء على هذه الأرض، وإذا أردتم حلاًّ، فالحلّ بالمشاركة، وسجِّلوها عندكم: اليوم الحل بالمشاركة وغداً الحل بالمشاركة وبعد سنة وثلاثة أشهر بالمشاركة، أي عند الانتخابات النيابية وبعدها الحل بالمشاركة، عليكم أن تختاروا والناس ستحاسبكم لأنكم تتصدَّون الآن لمنع الحل، لأننا كنَّا إيجابيين دائماً في كل الحلول التي نطرحها لكن أنتم لم تكونوا إيجابيين، واعلموا أن لبنان من خلال الموقف الأمريكي في حالة خطر، يجب أن نبقى المواجهة التي تمنع الوصاية الأمريكية على لبنان، ويجب أن نعمل من أجل منع المداخل التي تسلب لبنان قدرته وحريَّته.
سمعنا بالأمس تصريحات عن التوطين، فهل انقطع لسانها رايس، لتقل كلمة صغيرة وتعلن بأنهم لا يؤيِّدون التوطين، ليتكلم بوش أو الناطق الرسمي باسم الإدارة الأمريكية، لكن هم يؤمنون بالتوطين ويريدونه فيكلِّفون آخرين أن يتحدَّثوا كما يشاؤون لاعتبارات سياسية ثم بعد ذلك يمكن لهذا الذي صرَّح أن يقول أنهم قالوا ذلك وكذبوا عليّ، لماذا تضعون أنفسكم في هذه الورطة، عند أمريكا الكثير من المتحدِّثين، فليتفضّلوا ويعلنوا التزامهم، لكنهم لا يستطيعون ذلك، بل هم لا يؤمنون بذلك، هم يؤمنون بحلول لن تكون لمصلحة لبنان، وهم يؤمنون دائماً بالموقع الإسرائيلي. لقد رأيتم منذ أسبوع وأسبوعين كيف أن غزة تُضرب ويُقتل النساء والأطفال والشيوخ، ثم تخرج الإدارة الأمريكية وبعض الدول الكبرى ومعها بعض الدول العربية الذين ينتقدون الفلسطينيين لأنهم يدافعون عن أنفسهم، ويعتبرون أن إسرائيل محشورة وأنها تدافع عن نفسها، وكلمة الدفاع عن النفس عند الأمريكيين بالنسبة للإسرائيليين، هذه لازمة في كل بياناتهم عندما تقتل إسرائيل عدداً من الفلسطينيين يقولون بأن إسرائيل كانت في حالة الدفاع عن النفس، وأمريكا وإسرائيل قالوا عندما حصلت العملية النوعية البطولية المشرِّفة للشهيد علاء أبو دهيم في القدس أن هذا اعتداء على إسرائيل، وقال الشرفاء في كل عالمنا العربي والإسلامي بأنها عملية بطولية لمصلحة القضية الفلسطينية.
النقطة الأخيرة لها علاقة بالحديث عن الحرب، وهذا حديث فيه تعقيدات لأن المسألة ليست بسيطة أن يقول الإنسان أن هناك حرباً أو لا، ما أستطيع قوله بأن المقاومة الإسلامية كانت في كل تجاربها في الموقع الدفاعي، فهي لم تبدأ حرباً، أمَّا إسرائيل بعد ما حصل في عدوان تموز ليس سهلاً عليها أن تتخذ قرار الحرب، ولكن علينا أن نبقى مستعدِّين لأسوأ الإحتمالات لأن الوضع في المنطقة في تعقيدات كبيرة تستوجب صحوة عندنا مهما كان الاحتمال الذي يمكن أن يحصل في يوم من الأيام، ومن بركات الانتصار سنة 2000 وبركات الانتصار سنة 2006 أن إسرائيل أصبحت تحسب حساباً معقَّداً لأي عدوان يمكن أن تفكر فيه لأنها تعلم أن الثمن سيكون باهظاً جداً. أمَّا إذا أراد البعض التهويل والتهديد والإخافة فنقول له أن هذه المفردات والمصطلحات لم تعد تنفع معنا ومع شعبنا، لأن من معه الحق ويريد أن يدافع عن أرضه وكرامته لا يخشى لا من التهديد ولا من التهويل، وليكن ما يكون فنحن إن شاء الله اخترنا مسيرتنا على أن نستعيد حقوقنا وأن نكون إلى جانب الأحرار والشرفاء.