الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء 1429 في منطقة الشياح 11/1/2008

نحن نرى أن قادة العرب بشكل عام يلهثون وراء بوش، ويحاولون أن يتقربوا منه، ويقدمون له متطلبات السيطرة الأمنية، والتطبيع مع إسرائيل في المنطقة من دون أن يرفّ لهم جفن، معتقدين أنه سيرفعهم وأنه سيعطيهم المكانة، في الوقت الذي يسجَّل لبوش بأنه أفشل رئيس جمهورية لأمريكا بحسب استطلاعات الرأي الأمريكية، وأنه ما دخل في قضية من قضايا المنطقة إلاَّ وخرَّب ما دخل فيه وكان منحازاً وقام بأعمال ضد مصلحة الناس في المنطقة ، وضد مصلحة مستقبل المنطقة،

نحن نرى أن قادة العرب بشكل عام يلهثون وراء بوش، ويحاولون أن يتقربوا منه، ويقدمون له متطلبات السيطرة الأمنية، والتطبيع مع إسرائيل في المنطقة من دون أن يرفّ لهم جفن، معتقدين أنه سيرفعهم وأنه سيعطيهم المكانة، في الوقت الذي يسجَّل لبوش بأنه أفشل رئيس جمهورية لأمريكا بحسب استطلاعات الرأي الأمريكية، وأنه ما دخل في قضية من قضايا المنطقة إلاَّ وخرَّب ما دخل فيه وكان منحازاً وقام بأعمال ضد مصلحة الناس في المنطقة ، وضد مصلحة مستقبل المنطقة، وفي الزيارة الأخيرة سمعناه عندما قال أنه يريد دولة يهودية عنصرية ، يعني أنه يريد أن يُخرج مليون ومئتين ألف عربي بين مسلمين ومسيحيين من فلسطينيي 48 لتصبح يهودية بالكامل ويمنع حق العودة بدفع تعويضات، وهو يلتزم بأمن إسرائيل حتى ولو اعتدت على كل العالم ، هذا الرئيس الذي يسيء إلى أجيالنا وإلى مستقبلنا ، ويعمل من أجل أن يثبّت المنطقة تحت جناح إسرائيل ، وبالتالي لا بدَّ أن يكون الموقف مختلفاً تماماً من المقاومات لهذا الاحتلال ومحاولة الهيمنة، سواء كانت في لبنان أو فلسطين أو في أي مكان فيه مقاومة للاحتلال، وباستطاعتنا أن ننصر أهلنا ، وأن نمنع هذا الكيان العنصري المتحجر والمعتدي من أن يسيطر على مستقبلنا، بإمكاننا أن نحرر كل أرضٍ محتلة كما تحررت أرض لبنان، بإمكاننا أن نقف ونرصد التآمر الدولي ولن يصنعوا معنا شيئاً، نعم سيعتدون علينا وسيضروننا ببعض شهدائنا وأملاكنا وقدراتنا، لكنهم لن يتمكنوا من إخراج هذه المعنويات الكبيرة الموجودة عند شعبنا الذي يريد أن يصمد وأن يصنع استقلاله ومستقبله وسينتصر الشعب بإرادته على تدخل كل العالم. هكذا رأينا في حرب تموز، كانوا يتوقعون أن لا تبقى مقاومة ولا سلاح مقاومة، وخرجنا بعد حرب تموز فتحولت المقاومة إلى ملهمة للشعوب، وستكتشفون يوماً بعد يوم أن نجاح المقاومة في لبنان بركة ستحل على كل المنطقة والعالم الحر ، الذي سيقتبس من مشروع المقاومة ضد أي محتل، وسيبقى يرفع الموقف والسلاح ليغيّر الواقع لمصلحة التحرير ضد الاعتداءات مهما كانت إمكاناتهم ضعيفة ، ومهما كانت قدراتهم محدودة، لأن من امتلك الإرادة الحقة وتوكل على الله تعالى يستطيع أن ينتصر عندما يبذل الجهد ويعمل بإذن الله تعالى.

كنا نتمنى أن يرى شركاؤنا في الوطن الطلعات الجوية الإسرائيلية والاعتداءات اليومية على لبنان، بدل أن يضيِّعوا البلد بالمكاسب الآنية والأعداد، كنا نتمنى أن يعترفوا بخطر إسرائيل الأساسي والوحيد في المنطقة الذي يسقط معه كل خطرٍ آخر، بل يُعالج كل خطر آخر غير الخطر الإسرائيلي المدعوم أمريكياً بدل أن يسهلوا لأمريكا وصايتها، وبالتالي يسهلوا لإسرائيل مشروعها من خلال الإدارة الأمريكية، كنا نتمنى أن يلتفتوا بأن لبنان القوي يستطيع أن يحافظ على أرضه وعلى استقلاله، بينما لبنان الضعيف الذي يريدونه سيكون محتلاً كما كان، وسيدفع ثمناً باهظاً كما كان قبل أن تكون المقاومة وتحرر هذه الأرض وترفع الرأس عالياً في مقابل المشروع الأمريكي والإسرائيلي ومن ورائه الدعم الدولي، كنا نتمنى على هؤلاء أن يكفوا عن المهاترات التفصيلية والجزئية ، وأن يقلعوا عن لغة السباب والشتائم، وأن لا يضللوا الناس في تحاليل لا معنى لها ولا فائدة منها، أمام الواقع الواضح، وهو التدخل الأمريكي في الحياة اللبنانية، لسلب اللبنانيين إرادتهم في الاستقلال والتحرير والتغيير، وهذه الأمور واضحة من خلال التدخل اليومي لبوش وجماعته في كل القضايا.

لكن لن نتعب ولن نتراجع عن هذا الحق، ولن نفرط بدماء الشهداء، سنبقى منطلقين ويدنا ممدودة للتعاون، بأصول التعاون التي تحفظ التمثيل الحقيقي، وسنبقى نعطي الفرص التي تتناسب مع قدرة الناس على التحمل، علَّهم يستفيدون من تجربة سنة وشهر من محاولات اللعب على الدستور ، والعمل بطريقة غير قانونية وغير شرعية ما الذي جرته على البلد، وما الذي أنتجته ، جربوا الاستئثار وفشلوا ، وجربوا الإقصاء وفشلوا ، وجربوا عدم الاعتراف بشركائهم من المعارضة في الوطن وتراجع الوضع إلى أسوأ حالاته في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، هل يريدون تكرار هذه التجربة المرَّة، نحن ندعوكم إلى تجربة الحياة والنهضة ، إلى تجربة التعاون الذي يعالج مشاكل لبنان بتشابك الأيدي ، آمل أن يلتقطوا الفرصة في أوانها وأن لا يضيعوها كما ضيعوا الفرص الأخرى.