الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء 1432 هـ في حي الجامعة في 9/12/2010

لبنان مشغول منذ أشهر بشكل مكثف، ومنذ خمس سنوات بطريقة أو بأخرى بالمحكمة الخاصة بلبنان، من البداية قلنا: نعم لفكرة المحكمة، ولكن عندما جئنا بنقاش مواد المحكمة لم يقبلوا نقاشها معنا، فحصل الانسحاب الشهير من مجلس الوزراء، والاعتصام الذي دام أكثر من سنة ونصف، وكل هذه التطورات أتت على خلفية علامات استفهام التي وضعناها على هذه المحكمة

لبنان مشغول منذ أشهر بشكل مكثف، ومنذ خمس سنوات بطريقة أو بأخرى بالمحكمة الخاصة بلبنان، من البداية قلنا: نعم لفكرة المحكمة، ولكن عندما جئنا بنقاش مواد المحكمة لم يقبلوا نقاشها معنا، فحصل الانسحاب الشهير من مجلس الوزراء، والاعتصام الذي دام أكثر من سنة ونصف، وكل هذه التطورات أتت على خلفية علامات استفهام التي وضعناها على هذه المحكمة، مع ذلك كنا نقول: من أجل أن لا تكون هناك فتنة سنية شيعية، ولأن السنة في لبنان يعتبرون أن زعيماً كبيراً لهم أغتيل فلا بدَّ من معرفة الحقيقة، ونحن نوافق ونؤيد معرفة الحقيقة أيضاً، وهم مقتنعون أن هذا هو الطريق كنا نسكت علَّ الأمر يصل إلى خاتمة معقولة، طالما أن الأمور ليست باليد من أجل أن نمنع هذا الأمر من بداية الطريق، لكن بعد فترة من الزمن لاحظنا أن هذه المحكمة أخذت منحىً عدوانياً، ضد حزب الله وسوريا والمعارضة ومن معهم، وبدأت تُركب المعطيات بطريقة مشبوه، وسُجن أربع ضباط زوراً وعدواناً لأربع سنوات، وخُرِّبت العلاقات مع سوريا لأربع سنوات، ثم أطلوا برؤوسهم يتهمون المقاومة الشريفة بأنها وراء الاغتيال ليقول: بأن الشيعة وراء اغتيال زعيم السنة، فيعيش السنة حالة من التوتر ضد من قتل زعيمهم، ويعيش الشيعة حالة توتر لأنهم هم المتهمون ظلماً وعدواناً وهم لا علاقة لهم بهذا الأمر.

هذه مؤامرة أمريكية إسرائيلية، والمشاركون فيها يخدمون أمريكا وإسرائيل عرفوا ذلك أم جهلوا، كانوا جزءً من المؤامرة أم أتباع من دون معرفة التفاصيل، ولذلك عندما وجدنا أن الأمور أصبحت واضحة جداً، كان لا بدَّ لنا أن نكشف للرأي العام حقيقة هذه المحكمة، فانعقد مؤتمر صحفي بيَّن السلبيات والثغرات الكثيرة التي تحيط بالمحكمة، وأبرز سلبية بأنها بمعيار القوانين اللبنانية هي غير قانونية، وبالتالي لا يمكن أن تكون ممثلة للشعب اللبناني، ولا يمكن أن تكون مشروعة باعتبارات الدستور اللبناني.

لذا هذه المحكمة الخاصة بلبنان هي محكمة متآمرة، تريد أن تضع لبنان تحت الوصاية الأمريكية الإسرائيلية، وتُستخدم من أجل ضرب المقاومة الإسلامية وكل المقاومين الشرفاء، ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بكشف الحقيقة، وإنما اختاروا الإجراءات التي عدَّلوها مرات ومرات، لتكون مرنة بأيديهم من أجل تركيب الاتهام الذي يريدونه، والوصول إلى النتيجة المبتغاة عندهم، فلا الشاهد معلوم، ولا المحاكمة مكشوفة بدلائلها الحقيقية، وبالتالي هذه محكمة مرفوضة بالنسبة إلينا جملةً وتفصيلا، لا نعترف بها ولا بأحكامها ولا بمقدماتها، لأنها أثبتت خلال السنوات الخمس أنها مسيَّرة من قبل أمريكا وإسرائيل.

نحن نطالب المجتمع الدولي، ونطالب شركاؤنا في الوطن أن يعملوا لإبطال دور هذه المحكمة، لحماية الجميع من التآمر الأمريكي والإسرائيلي، وليكون درساً لكل العالم.

عندما يأتي المبعوثون الغربيون ، يقولون لنا: فلنناقش ما بعد صدور القرار الاتهامي؟ فنقول لهم: لماذا لا نناقش قبل صدور القرار الاتهامي؟ قالوا: لأن المحكمة صدرت عن مجلس الأمن، لا يوجد مخلوق في الدنيا يقدر أن يغير قرار مجلس الأمن.

عندما رأى مجلس الأمن أن هناك جماعة صادقة مخلصة تقف بجرأة وشجاعة وترفض الظلم، لا يستطيع مجلس الأمن ولا غير مجلس الأمن أن يمرر هذه المحكمة علينا، نعم اليوم هو اختبار شركاءنا في الوطن: هل هم مستعدون لهذا الموقف المشرف في منع التآمر على لبنان وعلى المقاومة من بوابة المحكمة، ومهما حاولوا تجميلها وتحسينها فلن يستطيعوا شيئاً، لا يصلح العطار ما أفسد الدهر، فالمحكمة أصبح معروف اتجاهها ووضعها ومنطلقاتها، لذلك لن ندخل في التفاصيل وفي الجزئيات.

بالنسبة إلينا سنتعامل معها على أساس أنها غير موجودة، الأفضل لشركائنا في الوطن أن يجدوا حلاً بالتعاون معنا من أجل أن نوقف هذا التآمر على لبنان وعلى المقاومة، فإذا لم يسعوا السعي المناسب، ولم يقفوا الموقف المناسب، عليهم أن يتحملوا وز نتائج هذا التآمر، لأننا سنبقى صامدين ولن نقبل أن نسقط في فخ المحكمة، مهما كانت الاعتبارات ومهما كلفنا ذلك من ثمن.